سفير تونس فى القاهرة: إنجازات مصر فى البنية التحتية فخر لكل العرب

قال السفير التونسى بالقاهرة، محمد بن يوسف، إن بلاده تسعى للاستفادة من الخبرات المصرية فى بناء المدن الجديدة، مثل العاصمة الإدارية، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا فيما يخص السعى لحل الأزمة الليبية ومواجهة الإرهاب.

وكشف «بن يوسف»، فى حوار مع «الدستور»، عن أنه يجرى الترتيب لإقامة أسبوع سينما تونسى فى مصر، كما سيجرى- خلال الثلث الأخير من العام الجارى- تنظيم أسبوع ثقافى تونسى يتوج السنة الثقافية التونسية، وستكون هناك زيارة لوزيرة الثقافة التونسية خلال تلك الفعاليات، وستلتقى نظيرتها المصرية، التى أتمنى لها كل التوفيق والنجاح فى مهامها الجديدة.

كما أشاد بجهود شركة أوراسكوم التى تنفذ مشروعًا لتحلية المياه فى تونس، داعيًا الرئيس عبدالفتاح السيسى للمشاركة فى مؤتمر طوكيو العالمى للتنمية فى إفريقيا «تيكاد ٨».

■ بداية.. ما رأيك فى العلاقات المصرية التونسية؟

- فى البداية، أرحب بجريدة «الدستور» العريقة فى بيت تونس، وأجدّد التأكيد على أن العلاقات التونسية المصرية تاريخية، بدأت تتبلور منذ عهد الفاطميين، ولم تنقطع العلاقة بين البلدين والشعبين حتى الآن، وهذا شىء مميز.

نحن عشقنا مصر من خلال قوتها الناعمة «سينما وتليفزيون وموسيقى»، ونحب النجوم الكبار أمثال محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وحسين فهمى وفريد شوقى والست أم كلثوم، كل هؤلاء جعلوا مصر تسكن فى قلوب التونسيين، واليوم هناك نجوم تونسيون فى مصر، إذ أصبح هناك وجود تونسى فى عالم الفن بمصر التى تفتح ذراعيها لكل العرب.

وأرى أن الزيارة التاريخية التى أجراها الرئيس التونسى قيس سعيد إلى مصر، العام الماضى، أعطت دفعة قوية جدًا للعلاقات بين البلدين، وكان هناك استقبال مميّز من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقاهرة.

ومنذ تولى الرئيس قيس سعيد مقاليد الرئاسة فى تونس، والاتصالات بين قيادتى البلدين لم تنقطع، فى إطار التشاور المحمود بين الرئيسين والبلدين، وهذا نابع من حب كل طرف للآخر.

وأؤكد أن الرئيس «سعيد» مهتم جدًا بالحضارة المصرية، وفى المقابل يحب الرئيس السيسى تونس، ويراها دولة شقيقة مهمة وقوية، وهذا يدل على مدى التقارب والتناغم بين البلدين.

وبالتأكيد لاحظ الجميع الدعم الكبير الذى عبّر عنه الرئيس قيس سعيد لمصر فى ملف سد النهضة، وهذا فى الحقيقة واجب تونس إزاء دولة مصر الشقيقة.

وفى ظل التعاون والتنسيق المستمر بين البلدين، خلال الزيارة الأخيرة للرئيس سعيد لمصر، أعلن الرئيسان عام ٢٠٢١/٢٠٢٢ عام الثقافة التونسية المصرية.

وأقيمت فعاليات كثيرة فى مصر وتونس، فى إطار هذا الإعلان الرئاسى، وحاليًا هناك ترتيب للقيام بأسبوع سينما تونسى فى مصر، كما سيجرى- خلال الثلث الأخير من العام الجارى- تنظيم أسبوع ثقافى تونسى يتوج السنة الثقافية التونسية، وستكون هناك زيارة لوزيرة الثقافة التونسية خلال تلك الفعاليات، وستلتقى نظيرتها المصرية، التى أتمنى لها كل التوفيق والنجاح فى مهامها الجديدة.

■ كيف ترى الدعم المصرى لبلدكم فى مواجهة جائحة كورونا؟

- قبل عام، كانت تونس تعانى جائحة كورونا، التى كانت فى ذروتها آنذاك، وكانت هناك إشكاليات فى الأكسجين وبعض الأدوية واللوازم الطبية، وفى الحقيقة ما وجدنا إلا كل الدعم من مصر والرئيس السيسى، الذى أرسل لنا مساعدات طبية على متن الطائرات المصرية.

ورحب الشعب التونسى بهذه المساعدات، ورأى أن هذا هو المتوقع من الشعب المصرى الشقيق، فالشقيق هو سند لشقيقه عند الحاجة.

وقبل آيام، أجرى الرئيس التونسى اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السيسى، معزيًا فى حادث حريق كنيسة «أبوسيفين» بإمبابة، ومعربًا عن أسفه لوقوع الحادث، ومتمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.

وكان هناك- أيضًا- بيان من وزارة الخارجية التونسية، ورسالة تعزية من قبل رئيسة الحكومة التونسية نجلاء بودن، لنظيرها المصرى الدكتور مصطفى مدبولى، وهذا ما يميز العلاقة بين تونس ومصر.

■ ما رأيك فى موقف مصر الداعم لتونس فى مواجهة الإرهاب؟

- هناك تقارب بين البلدين فى محاربة الفكر الإرهابى، وفى تونس، وكذلك بالنسبة لمصر، حاليًا هناك إشكالية كبيرة وهى عدم الاستقرار فى ليبيا، بسبب الحدود المباشرة والمشتركة مع الجارة ليبيا، خاصة مع غياب الردع وقوة الدولة، والفوضى التى تحدث فى الشقيقة ليبيا من وقت لآخر، وهناك تنشط الحركات والجماعات الإرهابية.

وأؤكد أن هناك تنسيقًا مصريًا تونسيًا مستمرًا للحفاظ على أمن البلدين، خاصة أن هناك تقاربًا بين مصر وتونس فى كيفية مواجهة الإرهاب والجماعات الإرهابية من خلال قوات الأمن والجيش على المدى القصير، واستخدام القوة الناعمة للدولة التى تشكّل السبيل الأهم، ولكن نتائجها تأتى على المدى الطويل.

لا بد من محاربة الإرهاب، أولًا بالسلاح وقوة الدولة، وثانيًا بالقوة الناعمة لحماية الدولة من الفكر الظلامى والإرهابى، وذلك من خلال التعليم والفنون والثقافة وتعديل وتطوير المناهج التعليمية، والاستماع للشباب وطرح فكر الدولة وخططها والاستراتيجية الخاصة بها، بجانب التعليم الجيد ودعم الثقافة والفنون ونشر الفكر النير والانفتاح والاستماع الى الآخر وإتاحة حرية التعبير عن الرأى.

والحقيقة نحن فى تونس نجحنا إلى حد كبير فى القضاء على بؤر إرهابية كثيرة، لكن التهديد الإرهابى يظل دائمًا فى أى دولة قائمًا، لكن بشكل عام نحن قضينا على ظاهرة الإرهاب، وتعمل قوات الأمن والجيش بلا هوادة من أجل حماية البلد من أى عمل إرهابى.

وكما نعلم كلّنا، فإن الإرهاب يظهر فى بيئة الفقر والجهل، ونحن نحاربه من خلال التنمية والعمل وتوفير فرص عمل للشباب وتحقيق الإنجازات، لتقليل نسبة الفقر، وحماية أبنائنا من الإرهاب والفكر المتطرف، من خلال التعليم والثقافة مع التمسك طبعًا بالهوية العربية الإسلامية.

والحقيقة نحن فى تونس وأيضًا فى مصر نسير معًا على هذا النهج، لأن قوة الأمن وحدها لا تقضى على الإرهاب، لكن التنمية والتعليم والفنون والثقافة ونشر الوعى تقضى على الفكر المتطرف.

■ كيف ترى تجربة مصر فى بناء المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية؟

- نسمى ما يحدث فى مصر بالنهضة العمرانية، فمصر اليوم أصبحت نموذجًا مهمًا فى المنطقة، وفى فترة تولى الرئيس السيسى هناك تطور كبير ومذهل وفاق كل التوقعات، فى المدن الجديدة عامة، وفى العاصمة الإدارية الجديدة بشكل خاص.

ونثمن ما تحقق كذلك داخل القاهرة وفى كامل تراب مصر، على مستوى الاهتمام بالبنية التحتية.. كل هذا مفخرة ليس فقط لمصر لكن على مستوى الدول العربية وشعوب المنطقة، مصر أصبحت نموذجًا يحتذى به، وهناك محادثات حاليًا بين مصر وتونس لبحث كيفية الاستفادة من التجربة المصرية.

وأود أن أشير إلى أن السوق التونسية مفتوحة للشركات والمستثمرين المصريين، وهناك مساعٍ لأن يكون هناك وجود لشركات مصرية فى تونس، والحقيقة هناك الآن شركة أوراسكوم تنفذ فى تونس مشروعًا لتحلية المياه.

وأؤكد أن هناك رغبة تونسية للاستفادة من النموذج المصرى الناجح، وخلال الزيارة الأخيرة للرئيس التونسى إلى مصر، اطلع شخصيًا على النهضة العمرانية فى العاصمة الإدارية الجديدة.. بالفعل ما يحدث فى مصر هو تنمية ناجحة ونهضة عمرانية كبيرة حدثت فى وقت قصير.

■ هل هناك زيارات مرتقبة على مستوى قادة ومسئولى البلدين؟

- تونس تستعد حاليًا لاستضافة مؤتمر طوكيو للتنمية فى إفريقيا، وهناك دعوة أرسلت بالفعل للرئيس عبدالفتاح السيسى، وهى قمة لرؤساء الدول والحكومات، وسيكون هناك حضور لعدد كبير من رؤساء الدول الإفريقية، بجانب الزيارة الأولى لرئيس وزراء اليابان لمنطقة المغرب العربى. 

ومن خلال جريدة «الدستور»، نعرب عن أملنا فى حضور الرئيس السيسى، لأن حضوره سيكون دعمًا كبيرًا للمؤتمر وتونس.

وهناك اتصالات مستمرة من قبل السفارة التونسية فى القاهرة، مع الخارجية المصرية والرئاسة للتشاور حول حضور الرئيس السيسى.

■ ما تعليقك على تباين الآراء حول عملية الاستفتاء على الدستور فى تونس؟

- أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات عن النتائج النهائية للاستفتاء على الدستور، عقب انتهاء إجراءات الطعون، ودستور ٢٥ يوليو ٢٠٢٢ دخل حيز التنفيذ.

وأرى أنه داخليًا بالتأكيد هناك من تضرر من الدستور الحالى ومن تصويب المسار الذى انطلق فيه الرئيس قيس سعيد.. لذا يرفض هؤلاء النتيجة.

■ ما الخطوات التى سيتخذها الرئيس التونسى عقب نجاح الاستفتاء؟

- أؤكد أن القطار فى تونس انطلق ولن يعود للوراء، وهو قطار تصويب الأوضاع والاهتمام بالاقتصاد والتنمية، والمرحلة المقبلة ستتضمن صدور مرسوم قانون انتخابى جديد، وفى ديسمبر المقبل ستكون هناك انتخابات تشريعية، والبرلمان المقبل سيكون على غرفتين، والرئيس «سعيد» فى كل مرة يؤكد أن تونس لن تحيد عن المسار الديمقراطى.

كما ستكون المرحلة المقبلة مرحلة محاربة الفساد، وهى فى الحقيقة حرب مستمرة، والرئيس «سعيد» دائمًا عاقد العزم على القضاء على شبكات الفساد رغم تعقيداتها.

■ كيف تحارب تونس الهجرة غير الشرعية؟

- من خلال استقطاب الدولة للشباب وزيادة الوعى، حتى لا يذهب للجريمة المنظمة ومنها الهجرة غير الشرعية والمخدرات والإرهاب، يأتى ذلك من خلال التنمية والأمن وحماية الحدود، بجانب التنسيق مع الدول الأوروبية أمنيًا وتنمويًا.

لا يمكن حل أزمة الهجرة غير الشرعية من خلال الأمن والجيش وحرس الحدود فقط، ولكن من خلال أيضًا التفاهم والتنسيق والتعاون الاقتصادى والمالى بين الدولتين وتوفير فرص عمل للشباب.

أوروبا ليست جنة للمهاجرين، بل على العكس، أوضاع المهاجرين بصفة غير شرعية صعبة ومأساوية لأبعد الحدود.

■ ما آخر استعدادات الدولة التونسية لاستضافة قمة «تيكاد ٨» خلال الشهر الجارى؟

- نحن نعمل على قدم وساق على مستوى الإعداد المادى واللوجستى لهذه القمة، ووزير الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج يقوم بجولات مستمرة لمتابعة سير الترتيبات بالنسبة لكل الوفود المشاركة، كما تواكب رئيسة الحكومة نجلاء بودن، بشكل يومى، تلك الترتيبات والاستعدادات.

الآن يمكن أن نقول إننا فى تونس جاهزون لاستقبال القادة من كل الدول، ومرة أخرى أؤكد تطلعنا وأملنا فى حضور الرئيس عبدالفتاح السيسى هذه القمة. 

كيف تعمل تونس على مساعدة الجارة ليبيا؟

- موقفنا من ملف الأزمة الليبية لم يتغير، ونحن دائمًا نقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية، ورؤيتنا أن الحل يجب أن يكون «ليبى- ليبى»، ونحن كدول مصر وتونس والجزائر، الأكثر اهتمامًا بالملف الليبى واستقرار ليبيا، لأن ذلك يؤثر بشكل سلبى وإيجابى علينا. 

ونحن كدول نعمل على مساعدة الليبيين فى الجلوس على طاولة حوار والوصول إلى حل، وهو إجراء الانتخابات وإقامة المؤسسات الدائمة لليبيا، والجهد المبذول اليوم من قبل مصر وتونس والجزائر هو توفير فرصة للحوار بين الأشقاء الليبيين، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التى هى من الأسباب الأساسية فى استمرار الأزمة.

العنف لا يحل الإشكال، ولكن بالحوار والتفاهم نصل للحل الأمثل للأزمة التى أرهقت الشعب الليبى الشقيق.

تاريخ الخبر: 2022-08-19 21:21:22
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

قيادي بحماس: إذا استمر العدوان فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 03:26:08
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

قيادي بحماس: إذا استمر العدوان فلن يكون هناك وقف لإطلاق النار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 03:26:00
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

يُتوقع تسليمه شهر نوفمبر: تسارع وتيرة إصلاح المصعد الهوائي بعنابة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 03:24:32
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية