في ذكرى رحيله.. سميح القاسم: علينا وضع الشعر بمكانته الطبيعية

تمر اليوم الذكري الثامنة لرحيل الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 19 أغسطس، ويعد أحد أهم وأشهر الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين، الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل الأراضي  الفلسطينية.

وعن الشعر وإمكانيات توظيفه في عملية تغيير الواقع العربي كان سؤال مجلة الآداب اللبنانية للشاعر سميح القاسم  والذي نشر عام 1970، يقول “القاسم”: "لعل كلمة توظيف أتت غير دقيقة في موقعها من السؤال، لأنني أساسًا اعتقد أن الشعر لا يوظف بل يتجند، ولأكون أكثر وضوحًا، وأشير إلى أن توظيف الشعر والأدب والفن بصورة عامة قد يساء فهمة أو قد يؤدي إلى الاتجاه بأسلوب التوظيف القسري الذي ألحق أضرار بالغة بالأدب والفنون في الأقطار الاشتراكية في العهد الستاليني، ومن هنا أفضل استعمال كلمة "تجنيد" باعتبار  التجنيد عملية ذاتية وأخف وطأة حين نتكلم عن الشعر.

وتابع القاسم: "أعتقد أنه مجال لبذل أي نشاط من أجل تجنيد الشعر لأنه بطبيعة الحال إذا كان شعرًا أصيلًا فهو ينتمي تلقائيًا ويسهم في الصراع الفكري والطبقي عندنا كما هو الحال في جميع آداب العالم، هذا لا ينفي أننا نستطيع أن "نوظف الشعر المتجند وأقصد بذلك أنه ينبغي علينا أن نعطي الشعر مكانته الطبيعية في الجبهة عن طريق تشجيع الاتجاهات الثوربة في الشعر ونشرها في نطاق واسع والعمل على ترجمتها أيضًا إلى اللغات الأجنبية ومواكبة الحركة الشعرية بحركة نقدية موازية تسهم في حقل النشاط الشعري شكلًا ومضمونًا ونساعد شعراءنا على الانفتاح أمام انتاج الشعري الإنساني العالمي والتفاعل مع  تجارب الشعوب الشعرية التقدمية آخذين بالحسبان ضرورة خلق اتصال ذوقي وفكري عميق بين الشاعر والناس. 

ولاشك في أن الاستفادة من الشعر المتجند في معركتنا السياسية والحضارية من شأنها أن تسهم في صقل الشخص العربي وجدانيا وعقليا بقدر ما يسهم التصنع مثلا في صقل هذا الشخص المنسحق تحت أثقال هائلة من الرواسب الموروثة والتي يجتهد  الفكر الرجعي في سبيل تعميقها وعزلها عن رياح الحياة الجديدة بذريعة الحفاظ على التقاليد العربية ولعله من الواضح أن الرجعيين يعملون على تكريس رجعيتهم ملوحين بكل ما هو سلبي في التراث، في الشعر كما في مقدمات وعناصر الإنسان، من هنا نجد انفسنا في مواجهة حادة مع القبلية والتعصب الإقليمي والقومي وكلها من خصائص الشعر الذي يحاول المنظرون والنقاد المختلفون تكريسها وصيانتها لمقاومة المفاهيم أممية والاتجاهات الإنسانية الكونية في الشعر الثوري الحديث.

تاريخ الخبر: 2022-08-20 18:21:39
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية