قال الخبير في استراتيجيات الطاقة نايف الدندني، إن أسواق الطاقة تواجه ضغوطاً معنوية تتمثل في توقعات بدخول كميات كبيرة من النفط الإيراني عبر دخول الاتفاق النووي إلى المراحل النهائية دون النظر إلى تهديدات الركود الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم عالمياً.
وأضاف نايف الدندني في مقابلة مع "العربية"، اليوم الجمعة، أن ما يحدث في أسواق النفط لا يتعلق بأساسيات الأسواق المتمثلة في وجود ثغرة بين العرض والطلب وتقلص الفائض الإنتاجي ومعاناة الدول المنتجة، ولا ينعكس ذلك على السوق وأسعار النفط في الفترة الأخيرة.
وأكد الخبير في استراتيجيات الطاقة، على وجود انفصال حقيقي بين السوق المادي وأساسيات الأسواق.
وأوضح الدندني، أنه تردد وجود تعهدات من إيران إلى أوروبا وأميركا في المفاوضات بأن لديهم مخزونات تفوق 100 مليون برميل جاهزة لدخول الأسواق، في حين أن النفط الإيراني يوجد في الأسواق حتى لو لم يكن معلناً ويصدر لبعض وجهات آسيا وفنزويلا.
وقال إن إنتاج إيران عند 2.5 مليون برميل يوميا، بينما في آخر 12 عاماً لم تستطيع إيران رفع الإنتاج إلى ما فوق 3.8 مليون برميل يومياً، واستطاعت خلال سنة كاملة أن تصعد بنحو 900 ألف برميل فقط، ولذلك يوجد مبالغة في الأرقام بشأن النفط الإيراني.
وأضاف نايف الدندني، أن حصة إيران في حال الاتفاق معها ستكون ضمن تحالف "أوبك+"، وسيقوم التحالف بمعايرتها وإعادة هيكلة الحصص السوقية للأعضاء لتتماشى مع الحصة السوقية المقررة لإيران وبالتالي سيوجد ضبط للأسواق حتى لو دخل نفط إيران ولذلك رد الفعل الحالي في الأسواق غير مطابق للواقع.
وأشار نايف الدندني إلى أن تسريع مفاوضات الاتفاق النووي تضع في الاعتبار حظر النفط الروسي بنهاية العام للتخلص من واردات أوروبا من النفط الروسي وأن إيران قد تكون البديل الأنسب، لكن لم يحدث حتى الآن اتفاق على تحديد سقف لأسعار النفط الروسي، وفي حال الحظر سيجد النفط الروسي أسواقه، وسيكون الإنتاج الروسي والإيراني ضمن تحالف "أوبك+".
