إعداد: إسراء عبد المعطى عمران
صاحبة مشكلة هذا العدد تقول: «أنا عصبية جدا، وأحيانا أخطئ دون أن أشعر بما أقوله أو أفعله، وأضيع حقى نتيجة لانفعالى ولحديثى الغاضب، ولا أستطيع أخذ حقى رغم كونى على حق لكن عصبيتى الشديدة توقعنى فى الغلط بل أنى قد خسرت زملاء من قبل فى الجامعة، والآن فى العمل، فماذا أفعل كى أتخلص من تلك العصبية إيه الحل؟».
تجيب على صاحبة المشكلة، الواعظة نورة موسى .. وتقول: بدايةً نحن نعرف أن اختلاف طبائع البشر وأخلاقهم سنة من سنن الله فى الكون،وهذا من رحمته بنا حتى نكون جميعًا فى خدمة بعضنا البعض، لكن على كل منّا أن يسعى جاهدًا لتحسين أخلاقه وسلوكه فأفضل ما يتركه الإنسان فى هذه الحياة وبعد الممات أثر طيب يُخلد ذكره بين الناس،فنبينا (صلَّى الله عليه وسلَّم) يقول فى الحديث الشريف الذى يرويه أنس عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قَالَ: يتْبعُ الميْتَ ثلاثَةٌ: أهلُهُ ومالُه وعمَلُه، فيرْجِع اثنانِ ويبْقَى واحِدٌ: يرجعُ أهلُهُ ومالُهُ، ويبقَى عملُهُ متفقٌ عَلَيهِ. والنبي( صلَّى الله عليه وسلَّم ) يقول فى حديثٍ آخر أيضًا يرويه أبى هريرة (رضى الله عنه )عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قَالَ: «إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صالحَ الأخلاقِ.» رواه البخارى،ففى هذا الحديث بيانُ أهمِّيَّةِ الأخلاقِ الحَسَنةِ فى شَريعةِ الإسلامِ وأنَّها مِن أولويَّاتِه.
وهذا كله يدعوكِ إلى التغيير و مجاهدة نفسك على ترك العصبية وعدم الانفعال والاتصاف بالأخلاق الحسنة الحميدة إقتداء بالنبى (صلَّى الله عليه وسلَّم).
ثانيًا: عليكِ بكثرة التمرُّن وتدريب نفسك على التأنى والتفكير قبل أن تتكلمى فى الموقف، وضعى نفسك مكان من يتكلم معك، وهل إذا تسرعتِ وانفعلتِ ماذا سيكون موقف من أمامك؟ هذا سيساعدك كثيرا فى التحكم فى انفعالاتك وضبط كلامك ومن ثَّم التحكم فى عصبيتك بأمر الله تعالى، وأرجو أن يكون هذا نهجك حتى تحفظى حقك ومكانتك فى أى موقف تتعرضين له، كما أنّ عليكى بالتبسم وطيب الحديث مع من حولك فى حدود الذوق والانضباط حتى تكسبى محبتهم،وهذا سيساعدك أيضًا فى كسب مودتهم ومن ثَّم تجنب الخلاف والعصبية معهم،فما كان الرّفق فى شيئٍ إلا زانه وما نٌزع من شيئٍ إلا شانه،وكما قال حبيبنا المصطفى ( صلَّى الله عليه وسلَّم ) فى الحديث الشريف عن عائشة رضى الله عنها: أَن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِى على الرِّفق ما لا يُعطى عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِى عَلى مَا سِوَاهُ» رواه مسلم.وختامًا عليكى بالتقرُّب إلى الله تعالى، والاجتهاد فى الدعاء بأن يصرف عنك العصبية والغضب،حفظك الله وسلّمك من كل مكروهٍ وسوء.»