يستعد الجنرال أوري غوردين لتولي قيادة المنطقة الشمالية بحيث يكون في طليعة الجهود الإسرائيلية لاحتواء حزب الله، بعدما انتهى لتوّه من رئاسة قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي.

وكان الجنرال أوري غوردين مسؤولاً عن تعزيز شبكة من أنظمة الإنذار المبكر والملاجئ في حالة الهجمات الصاروخية.

وفي وقت تتصاعد فيه التوترات، يُعتقد أن جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة تمتلك عشرات آلاف الصواريخ والقذائف القادرة على ضرب أي مكان في إسرائيل.

ووضح غوردين الدور الجديد الذي سيلعبه، وهو إبقاء حزب الله بعيداً عن دوره القديم والتأكد من أن أي قتال في المستقبل ”لن يصل إلى الجبهة المدنية”.

وفي مقابلة مع أسوشيتد برس قال غوردين: ”لا شك في أن إسرائيل لا تزال هي الجانب الأقوى"، لكنه أكّد أيضاً أن "حزب الله عدو قوي".

وأضاف: ”يمكنه أن يُحدِث بعض الأضرار الكبيرة، يتعين عليّ توضيح ذلك”.

وتُعتبر القيادة الشمالية من أكثر المهامّ الصعبة في الجيش الإسرائيلي، فهي لا تشمل الحدود المتوترة مع لبنان فحسب، بل تشمل أيضاً مجموعة من القوات المدعومة من إيران في سوريا المجاورة.

وحزب الله، الذي احتفل مؤخراً بالذكرى الأربعين لتأسيسه، هو في قلب تلك التهديدات.

ويتولى غوردين، وهو قائد كوماندوز سابق وخريج جامعة هارفارد، المنصب في وقت مليء بالتحديات.

وهدّد حزب الله على مدى أشهر بضرب منصات الغاز الطبيعي الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط، فيما تعقد إسرائيل والحكومة اللبنانية مفاوضات بوساطة أمريكية بشأن حدودهما البحرية المتنازَع عليها. وفي يوليو/تموز أسقطت إسرائيل ثلاث طائرات استطلاع مسيَّرة أطلقها حزب الله تجاه حقل للغاز.

في حرب عام 2006 حارب حزب الله إسرائيل حتى وصلا إلى طريق مسدود خلال شهر من القتال انتهى بوقف الأمم المتحدة إطلاق النار.

وجعلت الذكريات المريرة لذلك القتال الجانبين حذرين من بدء حرب جديدة، كما قد تردع الأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان حزب الله.

مع ذلك أثارت التوترات الأخيرة مخاوف في إسرائيل بشأن تجدد القتال، إذ استثمر الجيش الإسرائيلي مبالغ كبيرة في التحضير لهذا السيناريو.

ووصف غوردين ترسانة حزب الله، التي يعتقد الآن أنها تحتوي على صواريخ متطورة دقيقة التوجيه، بأنها صعبة الفهم.

حتى مع اعتراض الدفاعات الجوية الإسرائيلية أكثر من 90% من النيران الواردة، يقدّر الجيش الإسرائيلي أن ما يصل إلى 7 آلاف صاروخ سيضرب مناطق مدنية في حرب مستقبلية تمتدّ لعدة أسابيع. لا يعلن الجيش عن تقديراته للضحايا، لكن هذه التوقعات تشير إلى احتمال تعرُّض مئات أو آلاف الأشخاص للأذى.

هنا يأتي دور قيادة الجبهة الداخلية، التي تأسست في أعقاب هجمات صواريخ سكود العراقية على إسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991، وتعمل قيادة الجبهة الداخلية كقوة دفاع مدني إسرائيلية. وتساعد على الحفاظ على شبكة إسرائيل من الملاجئ ضد القنابل وصفارات الإنذار من الغارات الجوية، ويُدرَّب عناصرها على مساعدة المدنيين في أثناء الحروب والكوارث الطبيعية.

وتحت قيادة غوردين، لعبت القيادة أيضا دوراً رئيسياً خلال جائحة فيروس كورونا من خلال برنامج تتبُّع المخالطين واسع النطاق.

وخلال تصعيد استمر ثلاثة أيام في أوائل أغسطس/آب، أطلقت حركة الجهاد الإسلامي في غزة أكثر من 1000 صاروخ على إسرائيل. ورغم ذلك لم يسقط قتلى أو تحدث إصابات خطيرة في الجانب الإسرائيلي، فيما قُتل نحو 49 فلسطينياً بينهم ما لا يقلّ عن 12 مسلحاً.

ويقول غوردين إن التطبيق يعمل في كل مكان، بما في ذلك المناطق النائية التي لا تحتوي على صفارات إنذار.

ومركز قيادة هذا التطبيق الآن هو غرفة لتبادل المعلومات المستقاة من كل من السلطات العسكرية والمحلية.

وبنقرة زر يمكن أن تظهر مواقع كل سيارة شرطة أو سيارة إسعاف أو سيارة إطفاء في الدولة، إلى جانب خرائط ”ويز” التي تعرض أنماط حركة المرور على الصعيد الوطني.

يقول غوردين إن هذا النظام المتكامل يوفر أداة قوية للسلطات لتنسيق عملها والتواصل مع الجمهور.

ويضيف: ”لا يمكنك خوض حرب دون تعاون السكان الذين يعيشون في نفس المنطقة... كل هذه الأشياء تعتمد على قدرتنا على التعاون مع السكان المدنيين”.

TRT عربي - وكالات