كشف دكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، أن مصر تستعد بأقصى جهد، لاستضافة الدورة الـ 27 من مؤتمر المناخ، وذلك بمدينة شرم الشيخ، في نوفمبر المقبل، والذي يساعد على الترويج لصورة مصر عالميا، حيث أصبح تغير المناخ من قضايا الأمن والسلم الدولي.

المنطقة الزرقاء تعنى المنطقة التي تضم المفاوضات والوفود الرسمية

وأشار استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، في تصريح خاص لـ «الوطن»، إلى الانتهاء من استعدادات المنطقة الخضراء والزرقاء، بالإضافة إلى تجهيز البنية التحتية داخل مدينة شوم الشيخ، والتي تتمثل في تقوية شبكات الاتصالات والإنترنت، وتوفير وسائل النقل الحديثة، والنجمة الخضراء للفنادق، وتطوير مطار شرم الشيخ. 

وأضاف «طنطاوي» أنه من أهم استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر المناخ في دورته الـ 27، اعتماد مستشفى شرم الشيخ الدولي، كأول مستشفى أخضر في أفريقيا، بالإضافة إلى مشروع نشر المركزات الشمسية، التي تعمل على توليد الطاقة الكهربائية. 

كما أشار استشاري التغيرات المناخية، إلى اهتمام الدولة والحكومة المصرية باستضافة مؤتمر المناخ cop27، حيث تجتمع اللجنة المشكلة برئاسة مجلس الوزراء كل أسبوع، ومن ثم يتم عرض الترتيبات الخاصة بالمؤتمر ومستجدات الاستعدادات على الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

وأوضح «طنطاوي» أن المنطقة الزرقاء، تعنى المنطقة التي تضم المفاوضات والوفود الرسمية المشاركة في المؤتمر، بل تشمل المنطقة الخضراء كل ما هو ليس رسمي، مثل المنظمات غير الحكومية، ووسائل الإعلام، والأفراد المشاركين بالمؤتمر. 

وتابع استشاري التغيرات المناخية، أنه من المتوقع أن يشارك بمؤتمر المناخ cop27، بمدينة شرم الشيخ، من 30 إلى 40 ألف مشارك، ومنتظر أن يحضر المؤتمر نحو 120 وزيرًا ورئيس دولة، نظرا لأهمية هذه النسخة من المؤتمر. 

كما أوضح «طنطاوي» أن الدولة أعلنت عن 15 مبادرة مختلفة، تشمل قضايا تغير المناخ وتأثير هذا التغير، سيتم إطلاقها خلال المؤتمر نوفمبر المقبل، ومن أهم تلك المبادرات، مبادرة المشروعات الخضراء الذكية، مشيرا إلى أن هذه هي المرة الأول لانعقاد مؤتمر المناخ في مصر، وهو يعد أكبر مؤتمر للتغيرات المناخية على مستوى العالم، وهو عبارة عن 6 مؤتمرات وليس مؤتمر واحد فقط، كما يضم المؤتمر العديد من الأحداث والأنشطة الجانبية. 

وأضاف «طنطاوي» أن مؤتمر المناخ تنعكس أهميته من الاهتمام الدولي به، حيث سيكون هناك تركيز على هذه النسخة من قبل قنوات ووسائل الإعلام العالمية، ومن ثم سيكون له مردود كبير على مصر. 

ونوه استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، على أهمية هذه النسخة تحديدا من مؤتمر المناخ، حيث أن الـ 26 دورة كانت دورات تفاوضية، ولكن هذه النسخة cop27، تعد أول دورة تنفيذية، لذا ستلقي اهتمام كبير من جميع دول العالم، للاطلاع على مخرجات هذه النسخة في مصر. 

إطلاق النسخة 27 من المؤتمر

من جانبه، يقول دكتور صلاح الحجار، رئيس الجمعية المصرية للأبنية والمجتمعات الخضراء، وأستاذ الطاقة والتنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية، إن هناك استعدادًا كبيرًا من قبل الدولة، لاستضافة مؤتمر المناخ cop27، من قبل جميع الوزارات والجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة التخطيط، وزارة البيئة، ووزارة التضامن الاجتماعي.

وأضاف أستاذ الطاقة والتنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية، خلال حديثه لـ «الوطن»، أن مؤتمر التغيرات المناخية، من أهم المؤتمرات التي يتم عقدها على مستوى العالم، حيث يهتم بحضوره عدد كبير من رؤساء دول العالم. 

وأشار «الحجار» إلى أن إطلاق النسخة الـ 27 من مؤتمر المناخ في مصر، بمثابة فرصة جيدة للدولة لتوضيح صورة مصر ونقل إنجازاتها على مستوى دول العالم، كما أنها فرصة أيضا لترويج المقاصد السياحية بصورة غير مباشرة. 

وأوضح أستاذ الطاقة والتنمية المستدامة، أن الاستعدادات ستظل مستمرة حتى نهاية سبتمبر أو أول أكتوبر، تجهيزا لاستضافة المؤتمر بمدينة شرم الشيخ، بداية نوفمبر المقبل، حيث تبذل الدولة المصرية والحكومة، مجهود كبير لإطلاق هذه النسخة من المؤتمر على أكمل وجه، وذلك بالتعاون مع القطاع المدني، والقطاع الخاص. 

كما أشار «الحجار» إلى أن استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر المناخ cop27، لم تحدث داخل مصر، حيث تتجه الدولة للأخضر في جميع المجالات والأنشطة، متابعا: «أتمنى الحفاظ على هذه الاستعدادات الضخمة للمؤتمر، ولو بنسبة 50 % عقب نهاية المؤتمر».