خطل معاداة الثورة في شخص الحرية والتغيير.. ومناصرتها دون وعي أو دليل


خطل معاداة الثورة في شخص الحرية والتغيير.. ومناصرتها دون وعي أو دليل

عبد القادر محمد أحمد/ المحامي

لقد ارتكبت قوى الحرية والتغيير، الحاضنة السياسية لحكومة الفترة الانتقالية، أخطاءً كبيرةً، كانت من أسباب الأزمة الحالية، وهذا أمر معلومٌ ومشهود ومن حق الناس رفضه واستنكاره، لكنه لا يبرِّر معاداة الثورة ومناصرة الشمولية، كما فعلت الحركات المسلحة التي شاركت في الانقلاب وظلّت تدعمه بحجة خلافاتها مع (ق. ح. ت)!!.

ولا يعد مسوّغاً لأعضاء الأجهزة العدلية وغيرهم من الموظفين الذين ناصروا الثورة، وعندما استهدفتهم لجنة التفكيك بالفصل من الخدمة دون مبرِّر، أصيبوا بالإحباط وفقدوا حماسهم تجاه الثورة!.

إن الثورة ليست (ق. ح. ت) أو غيرها، بل هي مجموعة قيم ومبادئ وأهداف، تضع العلاج لمشاكلنا التاريخية: (الصراع حول السلطة، الحروب، الجهوية، القبلية، التمزق، الفقر، عدم الاستقرار و… إلخ)، بخيار الدولة المدنية الديمقراطية، كأساس للتداول السلمي للسلطة، ومن ثم السلام والوحدة وسيادة القانون والاستقرار والتنمية والتطور والنهوض بالوطن والمواطن.

ويبقى على كل وطني غيور أن يحمل قيم ومبادئ الثورة حلماً في داخله، ثم يسعى لتحقيقها من أي موقعٍ كان، فمن يفشل فإن الفشل يُنسب له وليس للثورة، فالقيم والمبادئ لا تفشل.

ولكي نتجنّب الفشل نحتاج للتسلح بالوعي، بأن نعي معاني وأبعاد الشعارات التي ننادي بها.. ما هو مفهومنا للحرية والعدالة والمساواة؟ ماذا نعني بالدولة المدنية الديمقراطية؟ ماذا نعني بمطلوباتها.؟ ما هي أسهل وأقرب الطرق وأقلها تكلفة لتحقيقها؟.

هذا الوعي يعلّمنا الموضوعية لنتجنب المناكفات في الصغائر والمكابرة في الحق.

ويعلمنا التواضع واحترام الرأي الآخر، لنتجنّب تكرار الأخطاء والاندفاع في الرأي وتبوؤ كرسي القضاء لتخوين الآخرين.

ويعلّمنا أهمية الرؤية بتحديد الهدف والتخطيط لبلوغه، لنتجنّب التخبّط، فقد خرجنا وهتفنا بسقوط الإنقاذ، ولعّنا وشتمنا كل جرائم أنصارها في حق الوطن، فلما سقطوا وقفنا في ذات المكان وواصلنا ذات الهتافات والشتائم لا ندري ماذا نفعل!

لا أدعي الحكمة ولا الوصاية، لكن ما تتعرّض له هذه الثورة العظيمة من انتكاسات، وما نمرّ به من محن ومصائب، يستوجب منا جميعا أفراداً وكيانات، وقفة مع النفس، لمحاسبتها قبل محاسبة غيرنا، ثم لننطلق بالثورة للأمام.. (إن الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم). صدق الله العظيم.

aabdoaadvo2019@gmail.com

تاريخ الخبر: 2022-09-26 03:22:33
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:47
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:55
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

بطولة ألمانيا.. بايرن يؤكد غياب غيريرو عن موقعة ريال للاصابة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:26:00
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

السجن 7 أشهر لخليجي في قضية مقتل شابة في "قصارة" بمراكش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-05 15:25:54
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية