قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إنها تنوي إلغاء نحو 382 وظيفة في خدمة «بي بي سي وورلد»، من أجل محاولة توفير 28.5 مليون جنيه إسترليني لاستمرار العمل في تقديم خدماتها الدولية.

وتابعت «بي بي سي»، في بيان، إن البث الإذاعي بعشر لغات من بينها العربية التي تعد أكبر وأقدم خدمة إعلامية غير الإنجليزية، انطلقت عام 1938، وكذلك الفارسية والصينية والبنغالية سوف يتوقف، كما ستنتهي الخدمات بلغات القرغيز والأوزبك والهندية والإندونيسية والتاميلية والأردية، أما اللغات التي ستكون متاحة عبر الإنترنت فستكون الصينية، والجوجاراتية، والإيجبو، والإندونيسية، ولغات البيدجين، والأوردو، واليوروبا.

وتعد الخدمة العالمية إذاعة دولية متعدد الوسائط ، تقدم مجموعة واسعة من الخدمات اللغوية والإقليمية على الراديو والتلفزيون وبشكل رقمي يصل حاليًا إلى 364 مليون شخص في الأسبوع،  نصفهم تقريبًا يستمعون للإذاعة عبر الإنترنت.

استمرار باقي الخدمات العالمية

وتابع البيان أنه على الرغم من أنه لن يتم إغلاق أي خدمات لغوية، إلا أن العديد من تلك الخدمات ستقدم عبر شبكة الإنترنت، من أجل زيادة التأثير على الجمهور، مضيفًا أن بي بي سي تحاول أيضا توفير مبلغ سنوي يبلغ نحو 500 مليون جنيه إسترليني، مع انتقال خدمات «سي بي بي سي» و«بي بي سي فور»، للعمل عبر الإنترنت، حيث ذكر البيان أنه لن يتم إغلاق أي خدمات لغوية.

ومن المقرر أن تظل الخدمة العالمية تخدم الجماهير في لحظات الخطر، ما يضمن أن الناس في دول مثل روسيا وأوكرانيا وأفغانستان سيظلون قادرين على الاستماع إلى خدمات بي بي سي الإخبارية، كما ستواصل  الخدمة العالمية باللغة الإنجليزية استمرار تقديم الأخبار على مدار الساعة، والمتاحة عالميًا، وقالت الشركة إنها ستعلن عن جدول زمني جديد وبرامج وبرامج بودكاست في وقت لاحق.

استقطاب الجمهور الأصغر سنا

من جانبها، قالت ليليان لاندور، مديرة الخدمة العالمية: «لم يكن دور بي بي سي أكثر أهمية الآن أكثر من أي وقت مضى في جميع أنحاء العالم، حيث يثق مئات الملايين في بي بي سي للحصول على أخبار عادلة ونزيهة ، خاصة في البلدان التي تعاني من نقص في الأخبار المذاعة، فنحن  نساعد الناس في أوقات الأزمات، وسنواصل تقديم أفضل صحافة للجمهور باللغة الإنجليزية وأكثر من 40 لغة، بالإضافة إلى زيادة تأثير صحافتنا من خلال جعل قصصنا تذهب إلى أبعد من ذلك».

وأضافت أن هناك أسباب مقنعة لتوسيع الخدمات الرقمية، فالخدمة العالمية باللغة الإنجليزية سوف تستثمر في «بودكاست» جديد من أجل الجمهور الأصغر سنًا على مستوى العالم، وذلك بالتوازي مع خيط الأخبار العلمية لمدة ساعة، من تقديم وحدة العلوم الجديدة في بي بي سي في كارديف، بالإضافة إلى المزيد من الأخبار الحية والبرامج الرياضية.

مقترحات أخرى قيد الدراسة والنقاش

وأضاف البيان أن هناك بعض المقترحات الأخرى التي قد يتم تنفيذها مثل نقل بعض أنشطة الإنتاج خارج لندن والاقتراب من الجمهور، وضرب مثلا  بنقل الخدمة التايلاندية من لندن إلى بانكوك ، والخدمة الكورية إلى سيول ، وخدمة البنغالية إلى دكا ، ونشرة «فوكس أون أفريكا» إلى نيروبي، وجعل المواد بما في ذلك التحقيقات والأفلام الوثائقية تنفذ بشكل تعاوني من أجل ان يكون لها جمهور في أماكن أخرى.

وتضمنت المقترحات الجديدة إنشاء وحدة صينية جديدة مقرها لندن، وإنشاء مركز محتوى أفريقي يقوم بإصدار تكليفات وتقديم محتوى رقمي أصلي ومميز وفعال، مع استمرار البث التلفزيوني باللغتين العربية والفارسية، والاستثمار في بناء قدرات ووسائط صوتية ورقمية أخرى باللغتين العربية والفارسية لتحل محل الراديو.

 رئيسة اتحاد البث الإذاعي: خيبة أمل

ومن المقرر أن تخضع المقترحات للتشاور مع الموظفين والنقابات العمالية، وقالت فيليبا تشايلدز، رئيسة اتحاد البث الإذاعي «بكتو»، إنها تشعر بخيبة أمل لرؤية التغييرات المقترحة، وأضافت: «بينما ندرك أن هيئة الإذاعة البريطانية يجب أن تتكيف لمواجهة تحديات المشهد الإعلامي المتغير، فإن الموظفين هم الذين تضرروا من قرارات الحكومة السياسية غير الحكيمة، فتجميد رسوم الترخيص وتحديات التمويل الناتجة عن ذلك قد استلزم هذه الاقتراحات».

وكانت نادين دوريس وزيرة الثقافة السابقة قالت، في يناير الماضي، إن الاشتراك السنوي، الذي تتغير قيمته عادةً في الأول من أبريل من كل عام ، سيظل بالمعدل الحالي البالغ 159 جنيهًا إسترلينيًا حتى أبريل 2024، وبعد ذلك سيرتفع تماشيا مع التضخم للسنوات الأربع التالية، وفي ذلك الوقت، ستنظر الحكومة في طرق أخرى لتمويل هيئة الإذاعة البريطانية ، مع رغبة الوزراء في إصلاح قواعد رسوم الترخيص، وقالت دوريس إن قرار تجميد رسوم الترخيص اتخذ لأننا «ببساطة لا نستطيع تبرير ممارسة ضغط إضافي على الأسر التي تعمل بجد».

وردت شركة «بي بي سي» بأن ذلك القرار، بالإضافة إلى التضخم المرتفع وارتفاع التكاليف، أدى إلى خيارات صعبة، وأضافت أن الخطط الخاصة بالخدمة العالمية تدعم استراتيجيتها لإنشاء منظومة حديثة.