وقَّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يعترف باستقلال مقاطعتَي "خيرسون" و"زابوريجيا" الخاضعتين لسيطرة الجيش الروسي في أوكرانيا.

المرسوم الذي نشر ليل الخميس/الجمعة في موقع الرئاسة الروسية (الكرملين) ينص على اعتراف موسكو بالمقاطعتين على أنهما إقليمان مستقلان.

وانتهت مساء الثلاثاء عمليات الاستفتاء على الانضمام إلى روسيا استمرت 5 أيام في مقاطعات لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية.

والأربعاء قالت الخارجية الروسية في بيان إن أكثر من 98% من المشاركين في الاستفتاءات في المناطق الأربع صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الخميس أن القصر الرئاسي سيحتضن الجمعة مراسم لانضمام المقاطعات المذكورة إلى روسيا.

وأدان المجتمع الدولي الاستفتاءات على نطاق واسع، ووصفتها الدول الأوروبية والولايات المتحدة بأنها استفتاءات "صورية" مؤكدة عدم الاعتراف بها.

خطوة "مخزية"

وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن الخطوة الروسية بأنها "مخزية".

وأضاف بايدن خلال كلمة أثناء استضافة قادة دول المحيط الهادئ في البيت الأبيض: "أريد أن أكون واضحاً للغاية. الولايات المتحدة لن تعترف أبداً بمطالب روسيا بأراضي أوكرانيا ذات السيادة".

وأضاف الرئيس الأمريكي أن "الاستفتاءات المزعومة صورية، والنتائج صنعت في موسكو، والإرادة الحقيقية للشعب الأوكراني تتجلى كل يوم وهو يضحى بأرواحه بهدف الحفاظ على استقلال بلاده".

واختتم حديثه بالقول إن "حرب روسيا على أوكرانيا تسعى لتحقيق طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإمبريالية، وهي انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة".

"لا مكان لها في العالم الحديث"

وعلى الصعيد ذاته يصوت مجلس الأمن الدولي الجمعة على مشروع قرار يدين "الاستفتاءات" لضم مناطق أوكرانية عدة إلى روسيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية للمجلس مساء الخميس، وهو قرار لا توجد أي فرصة لتبنِّيه بسبب الفيتو الروسي.

وقالت الرئاسة الفرنسية للمجلس إن الاجتماع سيعقد الجمعة الساعة 15:00 (19:00 بتوقيت غرينتش) قبل مناقشة أخرى مزمعة بشأن التسربات المكتشفة من خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم في بحر البلطيق.

ومشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة وألبانيا ليست لديه أي فرصة لتمريره بسبب حق روسيا في النقض (الفيتو)، ولكن يمكن تقديمه بعد ذلك للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويدين مشروع القرار "تنظيم الاتحاد الروسي ما يسمى الاستفتاءات غير القانونية" في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، ويعتبر أنه لا يمكن أن تكون لها "شرعية" أو أن "تُستخدم أساساً لتغيير وضع هذه المناطق"، "بما في ذلك أيّ ضم مزعوم" من جانب روسيا.

ويدعو المشروع كل الدول والمنظمات الأخرى إلى "عدم الاعتراف بالضم المزعوم" للمناطق الأربع من جانب روسيا.

كما يطالب موسكو "بالوقف الفوري" لعمليتها العسكرية في أوكرانيا و"سحب جميع قواتها العسكرية على الفور وبشكل كامل وغير مشروط" من البلاد.

والثلاثاء خلال اجتماع أول للمجلس حول هذه "الاستفتاءات" التي ندد بها الغرب أعلنت الولايات المتحدة أنها ستطرح على الطاولة مشروع قرار كهذا مع ألبانيا.

وقالت السفيرة الأمريكية ليندا توماس-غرينفيلد إن الهدف يتمثل بـ"إدانة الاستفتاءات الصورية، ودعوة الدول الأعضاء لعدم الاعتراف بأي تعديل لوضع أوكرانيا وإجبار روسيا على سحب قواتها من أوكرانيا".

وأضافت أنه إذا ما استخدمت روسيا حق النقض "لحماية نفسها" عندها "سنتوجه إلى الجمعية العامة لبعث رسالة لا لبس فيها إلى موسكو".

وفي حين أن استخدام روسيا للفيتو ليس موضع شك، فإن موقف الصين سيكون تحت المجهر خصوصاً أنها غالباً ما تُتهم في الغرب بالتسامح إلى حد كبير مع موسكو.

وهذا الأسبوع كررت بكين التي اتخذت موقفاً رسمياً محايداً في هذا الملف، دعوتها لاحترام وحدة أراضي "الدول كافة".

كما أن موقف الهند سيكون محل متابعة دقيقة.

من جهته ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشكل قاطع الخميس بعمليات الضم الروسية المرتقبة لأراضٍ أوكرانية، معتبراً أن "لا مكان لها في العالم الحديث".

TRT عربي - وكالات