أجمع أدباء وباحثون سعوديون لـ«الوطن» أن في المملكة طاقات إبداعية كبيرة، وصناع محتوى، وكتابًا على مستوى رفيع، وحددوا نحو حزمة ممكنات رئيسية، تجعل من الكاتب السعودي، الوصول من خلالها إلى العالمية، وطباعة كتبه بعدة لغات، وتوزيعها بالملايين، موضحين، أن السعودية، طرقت أبواب العالمية في مجالات، ومنها: الشأن الاقتصادي، والتربوي، والصناعي، والرياضي، وهي جديرة بوصول الكتاب السعوديين إلى العالمية.

مشكلة النحو والإعراب

أشار الباحث السعودي، محمود عبود الصالح «مدير للإنتاج في شركة سعودية متخصصة في التعليم»، إلى أن الممكنات، هي: كثرة القراءة «الكم والكيف»، إذ أن القراءات الكثيرة، والمختارة بعناية تنمي لدى الكاتب موهبته، وتجعله كنزًا متنقلًا بالمعلومات والذخيرة اللغوية التي تسعفه في أي مناسبة أو في أي موضوع، والتركيز على قراءة أمهات الكتب العربية، وعلى رأسها: القرآن الكريم، الذي يضبط لغة الكاتب ويطلق لسانه وقلمه، ثم قراءة الكتب التي لا يصبح الكاتب كاتبًا حتى يقرأها، مثل: كتاب أدب الكاتب، وكتب الجاحظ، والكتب الأدبية بشكل عام، حتى كتب المتأخرين أمثال: المنفلوطي، والرافعي، والطنطاوي، والقصيبي. ويجب أن يتسم به كاتبنا الواقعية، وعدم التقليد، فعندما نطلق على أن هذا الكاتب سعودي، فهذا يعني أنه يكتب بمشاعر هذا البلد، وهو لسانه الذي يعبر عنه من خلال لغة راقية ليس فيها تقعر ولا لحن، وإنما هو يتكلم بلسان عربي مبين، وبمشاعر عامة الناس وأحاسيسهم، ولم يفشل كثير من الكتاب ويندثر أدبهم إلا بمحاولة تقليد غيرهم، والتقليد هنا هو باختيار الموضوعات البعيدة عن الواقع المعاش في هذا البلد، أو طريقة الكتابة التي تشبه إلى حد بعيد كتابات الغربيين أو حتى الشاميين والمصريين.

الغذامي والمغلوث والجمعة

توقع الصالح، كتابًا سعوديين، الوصول للعالمية، كلا من: الدكتور عبدالله الغذامي (صاحب عقل وفكر وقلم)، وعبدالله المغلوث (نظرة واقعية وأفق طموح، وينظر إلى الأمور من باب مفتوح)، وعبدالله الجمعة (طاقة لا حدود لها)، مشيرًا إلى أن الكاتب حتى يكون مقبولًا عالميًا لا بد من أن ينظر إلى الحياة ليس من ثقب الباب، وإنما يجب أن يفتح الباب على مصراعيه، وينظر إلى الأفق الأرحب الواسع، وأن يتسع صدره لكل الناس، وأن لا يكتب إلا ما يؤمن به.

القوة الناعمة

تساءل المهندس عبدالله المقهوي: ما هي خطط وزارة الثقافة لإبراز كتاب وأدباء سعوديين للعالمية؟، موضحًا أن الطموح أن يحصل الكاتب السعودي على جائزة نوبل في الآداب، وأن تترجم روايات وأشعار وقصائد كتابنا إلى أكثر من 50 لغة، ونتطلع لأن تنشر آراء كتابنا الاقتصادية والسياسية في كبرى الصحف العالمية، وصول كتابنا للعالمية، ويبرز القوة الناعمة لوطننا، ويجعلنا مؤثرين عالميًا، ويغير الصورة النمطية المرسومة عنا، بيد أن تلك الطموح تحتاج لخطط وممكنات واستكشاف للمواهب وتطويرها، والخطوة الأولى تكمن في تبني وزارة الثقافة لمبادرة وصول الكتاب والأدباء السعوديين للعالمية، بحيث يشارك في إعداد هذه الإستراتيجية نخب متميزة وطنية وعالمية، والخطوة الثانية، تطبق وفق جدول زمني، نستفيد فيه من خبرة الكتاب العالميين الذين وصلوا للعالمية.

متمنيًا أن يأتي يوم يستضيف فيه معرض الكتاب بالرياض كتاب عالميين ليخبروا كتابنا، كيف وصلوا للعالمية؟، وكم مليون نسخة طبعوا من مؤلفاتهم؟ وبأي لغة؟.

أمور تساعد الكاتب السعودي للوصول للعالمية:

- تسويق أعماله خارج الوطن.

- ترجمة الأعمال إلى اللغات المختلفة.

- عرض الأعمال المتميزة على المخرجين السينمائيين.

- تنظيم عدة مهرجانات دولية بصورة مستمرة وفي مختلف مناطق المملكة.

- مساعدة الكتاب السعوديين للمشاركة في المهرجانات المنظمة خارج المملكة.

- تقوم الهيئة بنشر أعمال الكتاب السعوديين وترجمة الأعمال المميزة وتسويقها.