منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في 2011 بين حكومة الرئيس بشار الأسد والمتمردين، فقد لعبت روسيا دوراً استراتيجياً في محاولات حل الأزمة على المسرح الدولي.

في السياق التاريخي، تمتع البلدان بعلاقات وثيقة، حيث كانت سوريا هي أقرب حلفاء روسيا في الشرق الأوسط. عام 1956 حذت سوريا حذومصر في شراء أسلحة من الاتحاد السوڤيتي، وتسببت قناة السويس في توثيق العلاقات بين سوريا والاتحاد السوڤيتي-العلاقات المرتبطة بشكل وثيق مع زيادة السلطة ونفوذ حزب البعث.

أنكرت روسيا الاتهامات بأنها تنحاز لأحد الأطراف في الحرب أوحتى لها علاقات خاصة بحكومة الأسد الحالية، واتهمت أيضاً بلدان أخرى بمساعدة المتمردين. حسب مارتي أهتيساري الذي عقدت مناقشات عن سوريا مع الأعضاء الخمس الدائمة في مجلس الأمن عام 2012، هناك خطة روسية من ثلاث نقط، والتي تتضمن مقترح بتنازل الأسد عن السلطة، تم تجاهلها من قبل الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، لأنهم في ذلك الوقت كانوا يعتقدون حتى نظام الأسد على وشك السقوط.

اللغة والأفعال في الأمم المتحدة

مبيعات السلاح

الدوافع

العلاقة التاريخية بين روسيا وسوريا

الحضور السياسي الروسي في سوريا تجاوز قيام الدولة السورية الحديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية. تميز أواخر القرن 18 وأوائل القرن 20 بسلسلة من الأحداث المرتبطة بالبلدين. عام 1893، تأسس المخط القنصلي الروسي في دمشق، معززاً العلاقات بين البلدين. بحلول 1905، أفتتحت الجمعية الأرثوذكسية الروسية الامبراطورية 74 مدرسة في سوريا، لكن بحلول 1910، كانت الجميعة قد أنفقت معظم دخلها على التعليم السوري، حتى أنها أهملت التزامها الرئيسي للحجاج الروس في الأراضي المقدسة. وضعت الثورة البلشڤية نهاية للوجود الروسي في سوريا لفترة وجيزة. بالرغم من حتى الاتحاد السوڤيتي لم يلعب دوراً سياسياً كبيراً، إلا أنه ساعد في تأسيس أول حزب شيوعي سوري عام 1925. استنؤفت العلاقات عندما أسست روسيا علاقات دبلوماسية مع سوريا عام 1944 قبل حتى يُعترف رسمياً بسوريا كدولة مستقلة في 17 أبريل 1946. على مدار السنين، حصلت سوريا على مساعدات عسكرية واقتصادية أساسية من الاتحاد السوڤيتي وروسيا.

أثناء الحرب الباردة، كانت دمشق حليفاً لموسكوفي معارضة القوى الغربية، مؤسسات رابطة سياسية أكثر قوة. بين 1955 و1958، حصلت سوريا على ما يقارب 294 مليون دولار من موسكوللمساعدة العسكرية والاقتصادية، ولا تزال تلك العلاقة التجارية مرتبطة حتى اليوم. آلاف الضباط العسكريين والمهنيين السوريين تدربوا في روسيا أثناء حكم حافظ الأسد، قد أسفرت مثل هذه العلاقات عن الكثير من الزيجات والعائلات المختلطة.

وفرت الثورة السورية في فبراير 1966 للاتحاد السوڤيتي الفرصة لتقديم المزيد من الدعم لسوريا. يرجع هذا إلى إحتمالية الاستحواذ على حقوق إنشاء قواعد في البحر المتوسط للقاءة الأسطول السادس الأمريكي. اتحد الاتحاد السوڤيتي ومصر ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، مما زاد بشكل كبير من النفوذ السوڤيتي في المنطقة. في أبريل 1977، قام الرئيس السوري حافظ الأسد بزيارة لموسكو، والتقى بالزعماء السوڤيتي ليونيد بريجنيڤ وألكسي كوسيگين وآخرين، كإشارة على توطد العلاقات السورية مع الاتحاد السوڤيتي. بعد ثلاث سنوات، في أكتوبر 1980، سقطت سوريا معاهدة صداقة وتعاون مدتها عشرون سنة مع الاتحاد السوڤيتي.

الأهمية الاقتصادية وتاريخ مبيعات السلاح

القاعدة البحرية في طرطوس

تم توجيه المزيد من الاهتمام إلى طرطوس، [[سوريا، والتي أصبحت تضم المنشأة البحرية الروسية الوحيدة في منطقة البحر المتوسط. تتكون هذه المنشأة من رصيفين متوسطي الحجم (أحدهما معطل)، مخزنين، مبنى اداري وثكنة عسكرية، سقيفة مركبات. القاعدة يشغلها حالياً أربعة أفراد.

يقول النقاد حتى مسقط المنشأة البحرية بمثابة الحافز الرئيسي لدفع روسيا في التعبير عن رأيها في صالح حكومة الأسد على أنها مصدر للاستقرار في المنطقة. منشأة طرطوس هي القاعدة البحرية الروسية الوحيدة خارج أراضيها (وأوكرانيا)، مما يجعلها ذات أهمية تكتيكية واقتصادية كبيرة لحماية الاستثمارات العسكرية. في مارس 2012 أوضحت تقارير صحفية حتى القوات الخاصة الروسية وصلت الميناء. عندما طرحت إحدى وسائل الإعلامى سؤالاً حول الدعم الصريح المفترض لحكومة الأسد من خلال هذه الإجراءات، أجاب نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوڤ بأن "ليس هناك قوات خاصة (روسية) مزودة بالقنابل وقاذفات القنابل على الأرض." كذلك أنكر المسؤولون وجود قوات برية روسية تهدف لتدعيم حكم الأسد.

كما تحتفظ روسيا بمنشآت استطلاع إلكترونية OSNAZ GRU في اللاذقيةوالحارة (سقطت في أيدي المتمردين في 2014) وقواعد جوية في تدمر.

منشأة مخابرات الاشارة في تل الحارة

تستضيف الحكومة السورية محطة تنصت تابعة المخابرات روسية، المركز سي، بالقرب من الحدود الإسرائيلية السورية في تل الحارة من عدد عير معلوم من السنوات. تم هجر المحطة في أواخر 2014 قبل استيلاء المتمردين المدعومين أمريكياً عليها. يعتقد حتى سوريا تستضيف قاعدي مخابرات روسيتين أخرتين على الأقل.

الهيبة العالمية والاقليمية

الضغط من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية

أبرز الأحداث المتعلقة بروسيا في الحرب الأهلية السورية

• في أبريل 2014، وفي حادثة هي الأولى من نوعها في الحرب السورية، أسقط مسلحوالمعارضة طائرة ميغ 29 ، كانت تقلع من مطار خلخلي العسكري، الواقع على طريق دمشق السويداء، وبعد يومين من انتشار الخبر وتأكد وقوع الحادثة، جاء الى سوريا فريق خبراء روسي مختص بالتحقيق في هذا النوع من العمليات، وبعد البحث وجمع البتر المعدنية المتناثرة في المكان، اكتشف فريق الخبراء الروس بترة معدنية تعود لصاروخ ستينغر امريكي، وعليها رقم خاص بالمعدات الامريكية التي تباع للجيوش الاجنبية، وتبين ايضا ان هذا الصاروخ الستينغر اشترته قطر من الولايات المتحدة ومن الاسلحة التي يمنع على القطريين تسليمها لطرف ثالث ، اواعادة بيعها خارج قطر اولجهة أخرى غير الجيش القطري، اتصل الروس بالأمريكيين عارضين عليهم نتائج التحقيق، نفى الاميركيون فهمهم بالأمر ، وهددت روسيا حينها بتسليم الجيش السوري أسلحة أكثر تطورا، ومنها طائرات قنص ليلية وانظمة رادار جديدة، ورد الامريكيون انهم يفترض أن يسلمون المسلحين في سوريا صواريخ ستينغر من الجيل الجديد، واتفق حينها الطرفات على التواصل طالما حصول واقعة مشابهة، هذه الكلام نقلته لنا مصادر متابعة لعملية التفاوض التي بدات منذ سقط تلك الحادثة.

بعد حادثة طائرة الميغ تلك، اتخذت القياة الروسية قرار بالدخول مباشرة على الارض السورية، لمساندة الجيش السوري، وذلك بعد عام من الدخول الامريكي عبر التحالف الدولي، وبعدما وصل الدعم الخليجي للجماعات المسلحة التكفيرية الى مستويات غير مسبوقة بنوعية السلاح المتقدم دون تحرك جدي من الجانب الامريكي لمنع هذا العمل، فضلا عن هذا كانت موسكوتراقب تحركات المخابرات الهجرية في دول أسيا الوسطى، القريبة من روسيا، خصوصا نجاح الاتراك باستجلاب الاف الهجرستان خلال السنة الماضية للقتال في سوريا ومشاركة هؤلاء في جميع معارك الشمال السوري حيث كانوا رأس الحربة في ميليشيا جيش الفتح في معارك السيطرة على تام محافطة إدلب.

في هذا السياق نطقت مصادر فرنسية رفيعة حتى قضية المهاجرين إلى اوروبا، كانت حاسمة بالنسبة للروس الذين قرروا الاعلان عن دخولهم إلى سوريا، مباشرة بعد الضجة الكبرى التي دارت حول المهاجرين الذين أتوا من المخيمات الهجرية، بقرار هجري واضح يقضي بافراغ مخيمات اللاجئين السوريين في هجريا، واغراق الدول الاوروبية بهم، وبدات هذه القضية تنضج لتصبح حجة لتدخل أمريكي في سوريا تحت عنوان (التدخل الانساني) وأتى القرار الفرنسي بالمشاركة في قصف داعش ليزيد الريبة الروسية من هذه الضجة المفتعلة حول المهاجرين، وتضيف المصادر حتى روسيا التي تنسق مع المانيا في حرب اوكرانيا كانت وراء تراجع المستشارة الألمانية (أنجيلا مركيل) عن قرار استقبال مئات الاف المهاجرين السوريين، واقفال الباب امام استقبال مهاجرين جدد في المانيا، وتضيف المصادر الفرنسية ان الروس يعهدون ان أي قرار أمريكي بالتدخل تحت العنوان الانساني ممكن ان يتحول في اي وقت الى تدخل لاسقاط النظام، والروس يفهمون ان الامريكي كانت لديه نوايا كبيرة لاسقاط النظام في دمشق لمدة عقد من الزمن، بدأت مع الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 حيث كانت خطة المحافظين الجدد المعلنة هي تغيير النظام في سوريا ومن ثم في ايران بعد العراق، غير ان الواقع العسكري وخسائر الجيش الامريكي في العراق غيرت معالم الاستراتيجية الامريكية دون ان تلغيها، وتقول المصادر لا ريب ان المخابرات الروسية ادركت نوايا امريكا بخلق امر واقع حديث على الارض السورية عبر السماح الهجري لامريكا باستخدام قاعدة انجرليك للقيام بعمليات قصف في سوريا، مع التهافت البريطاني الاسترالي ومن ثم الفرنسي على الالتحاق بركب القصف الامريكي، وهذا ما عجل بالاعلان الرسمي الروسي عن الدخول مباشرة في الحرب السورية وعلى الارض.

الأمر الأكثر وضوحا في الكشف الروسي عن الشكوك اتجاه خطة امريكية كان ما اعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الاحد الماضي في لقاءة مع التلفزيون الرسمي الروسي اعلن فيها عن شكوك موسكوحيال النوايا الامريكية ، في سوريا تحت غطاء هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).

ونطق لافروف في اللقاءة " يقول بعض زملائنا الاعضاء في التحالف انه في بعض الاحيان هناك معلومات، عن مواقع وتمركز داعش، لكن القيادة الامريكية للتحالف لا توافق على اعطاء الاوامر بقصف هذه المواقع، اما ان زملائما الامريكيين مقتنعين منذ البداية ان هذا التحالف لا يكفي وحده لهزيمة داعش، اوان الفكرة هي الوصول لاهداف غير التي اعلن عنها، لقد أنشأ التحالف على عجل ، وخلال ايام قليلة نطقوا انه جاهز، انضمت اليه بعض الدول وبدات الغارات الجوية، وبتحليل طلعات التحالف الجوية، يخالجك انطباع غريب، الشكوك هي ان هناك اهداف اكثر من قتال تنظيم الدولة الاسلامية"، ويضيف لافروف "لا اريد ان اقوم باستنتاجات، حول تفكير قيادة التحالف لكن الامور يفترض أن تتضح في المستقبل".

لافروف المعروف بدقته الدبوماسية المتناهية، واختيار تعابيره بتأن ، اراد ان يبلغ واشنطن ان روسيا تعهد الخطة الامريكية، وأنها تراقب العمليات الجوية، كما تحلل الطلعات الجوية الامريكية، تقول المصادر الفرنسية" ان الروس لديهم فائض من المعلومات يشير الى ما كانت تقوله ايران دائما، عن اسلحة امريكية تلقى لتنظيم داعش عبر الطائرات، وعن دعم امريكي للتنظيم في سوريا وفي العراق، وهذا ما عجل في دخول الروس الى سوريا للقول لامريكا ان الخطة التي تعملون عليها منذ انشاء التحالف ضد داعش قد انتهى مفعولها الان".

الشتات الشركسي

هناك أعداد قليلة من الشركس في سوريا يؤلفون أحفاد المهاجرين الذين هاجروا أوطُردوا من القوقاز في أعقاب الحرب القوقازية. أثناء الحرب الأهلية تقدم بضعة آلاف للحصول على تأشيرات دخول روسية وتصريحات إقامة لإعادة توطينهم هناك، كما عمل شراكسة كوسوڤوعام 1998. About 400 have resettled in Kabardino-Balkaria, 220 in Adygea and 40 in Karachay-Cherkessia. حسب تاستيكين يُقدر عدد إجمالي الشراكسة الذي سافروا لروسيا 1.200 شخص.

• مقترحات تسوية الحرب الأهلية السورية

الهامش

للاستزادة

• Responsibility to protect... itself? Russia’s strategy towards the crisis in Syria, FIIA Briefing Paper 131 (2013), The Finnish Institute of International Affairs