كيف تصبح رجلا في أول حقبة من التاريخ تؤمن بالمساواة بين الجنسين؟ كتبت هانا روزين في كتابها "نهاية الرجال"، "إن الـ200 ألف عام التي كان للرجال فيها اليد العليا توشك على نهايتها". نحتاج الآن إلى أجندة ذكورية، ليس لمحاربة النسوية، بل لمساعدة الرجال على التكيف معها. تخط ثلاثة كتب حديثة - "الأولاد والرجال" لريتشارد ريفز، و"المنصف: الإرث الخطير لذكور أمريكا البيض" لإيجوما أويلو، والكتاب الهولندي "علامات الاختيار السبع" لجوريس لايوندايك - معالم الذكورية الجديدة.
يوجد الآن نوعان من الرجال: أولئك الموجودون في القمة ولا يزالون مهيمنين، وأولئك الذين يكافحون في المستويات المنخفضة. في القمة، كان لدى 426 شركة من شركات قائمة "فورشن 500" رؤساء تنفيذيون رجال حتى آذار (مارس). عادة ما يحكم الذكور البيض من خلفيات متميزة على إذا ما كان المرشح هو "المناسب" وذا "جودة"، الصفتان اللتان غالبا ما نعني بهما سمات الذكور البيض مثل "الخبرة" و"الثقة". نرى أنفسنا محايدين، لكننا نشك في أن المسؤولات النساء يخدمن مصالح نسائية.
يصف لايوندايك كيف أن أماكن النخبة، مثل غرف الاجتماعات، مصممة للرجال البيض المتميزين. تسود قوانيننا، ويشعر البقية بأنهم دخلاء. مثلا، يسعى الرجال غريزيا للاتصال البصري مع بعضهم بعضا لتوطيد علاقة زمالة، وللتحقق من تأييد الآخر. لكن المرأة التي تتواصل بصريا مع رجل في بعض الأماكن التي يهيمن عليها الذكور تخاطر بأن يساء تفسير مقصدها.
الامتياز لا يقتصر على الجنس. إنه ينشأ من مزيج الجنس، والعرق، والطبقة الاجتماعية. وكما يبين ريفز، الذكور غير المتميزين تتفوق عليهم الإناث. يشير إلى أنه في حين تفضل أماكن العمل الرجال، فإن المدارس تفضل الفتيات اللواتي تنضج عقولهن أبكر. في الولايات المتحدة، تتفوق الإناث السوداوات الآن على الذكور البيض في التعليم. مجموعات النخبة، بما في ذلك جميع كليات رابطة اللبلاب "مجموعة من الكليات والجامعات شمال شرقي الولايات المتحدة"، أغلبيتها من الإناث. إذا توقف أصحاب العمل عن معاقبة الأمومة "التحيز ضد الأمهات" وتغيرت التوقعات الاجتماعية، فقد تهيمن النساء على مواقع العمل.
مع انخفاض وظائف "العضلات" الذكورية التقليدية، أصبح عدد أكبر من الرجال عاطلين عن العمل. لطالما كان الرجل العادي أقل احتمالا للتكاثر من المرأة العادية. كتب ريفز "عدد الأسلاف الإناث ضعف عدد الذكور". يميل الرجال الذين يعيشون بدون نساء إلى أن تتردى لديهم مستويات الصحة والتوظيف وشبكات العلاقات الاجتماعية، حسبما يلاحظ ريفز. "المرأة تحتاج إلى رجل كما تحتاج السمكة إلى دراجة"، كما جاء الشعار النسوي، لكن اتضح أن الدراجة تحتاج إلى سمكة.
إذن، كيف يجب أن تبدو الذكورية؟ أحد الخيارات المثيرة للقلق، التي صورتها أولو، هي الحركات الانتقامية "الترمبية" المثيرة للشفقة ضد النساء. وسط محاولات اليوم لتصحيح التمييز على أساس الجنس، يمكن للرجال أن يتذمروا عندما تحصل بعض النساء العاديات على الموافقة على حساب الذكور الأفضل. لكن اختير عديد من الرجال ذوي النفوذ اليوم على حساب النساء الأفضل. إذا كنتم في ريب من امتياز الرجال البيض العاديين، حسبما كتبت أولو، فانظروا إلى ترمب وجو بايدن.
من الناحية المثالية، ستتخلص الذكورية الجديدة من توقعات الإنجاز التي تثقل كاهل الرجال. الهيمنة "تحدد نجاحهم"، كما كتبت أولو، التي تجادل بأن الرجال السود في الولايات المتحدة لا يتوقع منهم الإنجاز نفسه لأن العنصرية وضعتهم في قاع المجتمع. غالبا ما يستمد الرجال هويتهم "وحتى زوجاتهم" من مهنة لائقة. هذا يجعل الفشل مخيفا. يريد ريفز من الرجال تقليد النساء في مد هوياتهن عبر عوالم مختلفة: لقد طردت لكنك لا تزال جدا رائعا.
أشار لايوندايك إلى أن الرجال البيض من خلفيات متميزة يكافحون من أجل فهم التمييز لأننا لم نعانه قط. لكننا بحاجة إلى فهم كيف عاد ذلك بالنفع علينا. من المؤكد أن معظم الرجال الناجحين يعملون بجد. لكن البوابات فتحت أمامهم، لأن البوابين عادة رجال مثلهم. من غير المجدي لوم ذاتك على امتيازك. بل استخدمه لمساعدة الأشخاص المستبعدين.
في الوقت نفسه، يحتاج الرجال من المستويات المنخفضة إلى المساعدة أيضا. يحث ريفز التقدميين على قبول أن عدم المساواة بين الجنسين يكون أحيانا ضد الذكور. ويدعو إلى تسجيل الأولاد في المدرسة بتأخير عام، حتى لا يقضوا حياتهم التعليمية في منافسة فتيات أكثر نضجا، ويحث الرجال على الدخول في الصناعات "الأنثوية" التقليدية، مثل التمريض والتدريس، ويحذر التقدميين من وصم الميول الذكورية البيولوجية، مثل المخاطرة، وهي أقوى في المتوسط، عند الذكور على الأرجح بسبب هرمون التستوستيرون.
بعد 200 ألف عام من النظام الأبوي، لن نستحدث فورا مجتمعا يزدهر فيه الرجال والنساء معا. لكنه أمر ممكن.