مع تحول الوفد الحكومي إلى واشنطن لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي: هل ستكشف حكومة بودن عن برنامجها الإصلاحي؟


من أجل التوصل إلى إمضاء اتفاق قرض جديد، أسبوع سيجري خلاله الوفد التونسي الذي توجه يوم أمس إلى واشنطن لحضور اجتماعات الخريف السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي ستنعقد بين 10 و16 أكتوبر الجاري، العديد من اللقاءات والمشاورات من أجل استكمال المفاوضات وإقناع الصندوق بالبرنامج الإصلاحي الذي طرحته الحكومة والخطوات التي انطلقت فيها كذلك الخطوات المتبقية، زيارة الوفد الحكومي سبقتها عدة تحضيرات واستعدادات ولقاءات قامت بها خاصة رئيسة الحكومة نجلاء بودن من أجل حشد الدعم وكانت آخرها الزيارة التقت فيها مع القائمة بأعمال السفارة الأمريكية بتونس بناتاشا فرانشيسكي.
وفق ما جاء على الصفحة الرسمية لسفارة أمريكا في تونس، التقت القائمة بأعمال السفارة مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن لمناقشة أهمية تحقيق الازدهار الاقتصادي للتونسيين. وشددت القائمة بالأعمال فرانشيسكي خلال الاجتماع على دعم الولايات المتحدة لتونس لتحقيق إصلاحات اقتصادية وتسريع التحرك نحو اتفاق مع صندوق النقد الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية. كما جددت فراشيسكي تأكيدها على دعم بلادها للإصلاحات الاقتصادية التي يتم العمل عليها لمواجهة التحديات الهامة والصعوبات التي تعرفها بلادنا، بحسب ما أعلنت عنه رئاسة الحكومة في بلاغها، واطلعت القائمة بالأعمال رئيسة الحكومة على اعتزام الولايات المتحدة الأمريكية تقديم مساعدات لتونس في إطار دعم الفئات الهشة على مواجهة التحديات الاجتماعية الراهنة، ودعم أمنها الغذائي بالإضافة إلى المساعدات المقررة في إطار الدعم العسكري والأمني.
طرح ملف الإصلاحات الكبرى
تنطلق اجتماعات الخريف السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين يوم الاثنين 10 أكتوبر الجاري في واشنطن لتتواصل إلى غاية 16 من نفس الشهر، وقد توجه أمس وفد حكومي يضمّ كلا من وزيرة المالية سهام البوغديري نمصية ووزير الاقتصاد والتخطيط سمير سعيد ومحافظ البنك المركزي مروان العباسي، مشاركة سيحرص خلالها الوفد على استكمال المفاوضات إلى جانب طرح ملف الإصلاحات الكبرى للاقتصاد التونسي في علاقة خاصة بمراجعة منظومة الدعم وتوجيهه لمستحقيه وإصلاح المؤسسات العمومية والتقليص من كتلة الأجور وتحسين مناخ الاستثمار ورفع العراقيل وتحرير المبادرة والترفيع في نسق النمو. وحسب تصريحات إعلامية لمديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا فإن توقيع اتفاقات على مستوى الخبراء مع مصر وتونس سيتم «قريبا جدا». وأشارت إلى أن الصندوق في مناقشات متقدمة مع الدولتين، حيث تعاني الحكومتان من أزمات اقتصادية تشكل ضغوطا كبيرة على الماليات العامة.
المناقشات في مرحلة متقدمة جدا
وفق مديرة صندوق النقد الدولي باتت المناقشات في مرحلة متقدمة جدا مع الدولتين لإبرام اتفاقات على مستوى الخبراء لكن من الصعب التنبؤ حول ما اذا كان ذلك سيستغرق أياما أم أسابيع، لكنه سيكون قريبا جدا، بعد النظر ودراسة ومناقشة ما تمّ طرحه من برنامج للإصلاحات ثمّ اتخاذ القرار النهائي بشأنه خلال اجتماع مجلس الإدارة. المرحلة الأخيرة من المفاوضات هي الأصعب وتأمل حكومة نجلاء بودن في أن تحمل الأسابيع الأخيرة من الشهر الجاري قرارات ايجابية وإمضاء الاتفاق الذي سيحدد مصير البلاد في المستقبل لما قد يحمله من تبعات ايجابية في علاقة خاصة بخروج البلاد إلى الأسواق المالية الدولية، ذلك ان برنامج الإصلاحات الذي طرحته الحكومة وفق تأكيداتها سيمكن الاقتصاد التونسي من استرجاع عافيته واستعادة نسق النمو وجعل تونس قادرة على انجاز المشاريع الكبرى. كما سيمكن تونس من جهة من مجابهة التزامات الدولة تجاه شعبها ومواطنيها ودفع الاستثمار ومن جهة أخرى من مجابهة الالتزامات الدولية من ضمنها خلاص الديون الخارجية في آجالها، بحسب تصريحات إعلامية للناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير التشغيل نصر الدين النصيبي.
البرنامج الإصلاحي غير معلوم
مازالت الخطوط الكبرى للبرنامج الإصلاحي للحكومة غير واضحة باستثناء بعض التصريحات الإعلامية لأعضاء من الحكومة وما ستقوم بخصوص الملفات الكبرى والشائكة والمعقدة في علاقة بمنظومة الدعم والمؤسسات العمومية والجباية وغيرها من الملفات المضمنة في البرنامج الإصلاحي والتي لم يتم الكشف عنها إلى الرأي العام وهو ما جعلها مسرحا لعديد التأويلات، ولعل زيارة الوفد قد تجيب على عدة التساؤلات وتكشف عما تخفيه الحكومة من إصلاحات وصفتها في عدة مناسبات بـ«الموجعة» و«المؤلمة».

تاريخ الخبر: 2022-10-10 18:20:45
المصدر: جريدة المغرب - تونس
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية