بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون أمس، دعا الاتحاد الأوروبي القيادة اللبنانية اليوم الثلاثاء إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة في البلاد بأقصى سرعة.
وقال ممثل الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إن الفراغ السياسي الذي يشهده لبنان في ظل عدم تشكيل حكومة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في مايو الفائت يأتي في وقت تواجه فيه البلاد وضعاً اجتماعياً واقتصادياً "متدهوراً".
"مخاطر جسيمة"
كما حذر من أن ما وصفها بالتقلبات المؤسسية المصحوبة بعدم الاستقرار الاقتصادي في البلاد من شأنها أن تشكل "مخاطر جسيمة على لبنان وشعبه".
كذلك أكد بوريل على ضرورة توصل لبنان إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، واتخاذ الإصلاحات الاقتصادية الرئيسية التي طال انتظارها دون مزيد من التأخير.
وشدد على أن الاتحاد الأوروبي يظل ملتزماً بمواصلة مساعدة لبنان وشعبه للمضي قدماً نحو التعافي والاستقرار.
مرحلة شغور رئاسي
يشار إلى أن لبنان دخل اليوم مرحلة شغور رئاسي مع انتهاء ولاية عون عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، جراء عدم وجود مرشح قادر حتى اللحظة على حصد الأكثرية المطلوبة في البرلمان.
وغادر عون القصر الرئاسي الأحد، قبل يوم من انتهاء ولايته الرئاسية. وأمضى اليوم الأخير من ولايته الاثنين بمقر إقامته في الرابية شمال بيروت.
فيما استبق انتهاء ولايته بتوقيع مرسوم اعتبار حكومة تصريف الأعمال مستقيلة، رفضاً منه لأن تمارس حكومة نجيب ميقاتي صلاحيات الرئيس.
جدل دستوري
وأدخلت خطوة عون البلاد في جدل دستوري حول صلاحيات حكومة ميقاتي، الذي أكد أن حكومته، التي تعد عملياً مستقيلة منذ الانتخابات البرلمانية، ستتابع قيامها بتصريف الأعمال.
كما دعا رئيس البرلمان نبيه بري المجلس النيابي إلى عقد جلسة الخميس لتلاوة رسالة وجهها عون إلى المجلس، اتهم فيها ميقاتي بعرقلة تشكيل الحكومة والسعي إلى "السطو على رئاسة الجمهورية".
انهيار اقتصادي
يأتي ذلك في حين يشهد لبنان منذ عام 2019 انهياراً اقتصادياً صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، حيث خسرت معه العملة المحلية نحو 95% من قيمتها، بينما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات مقابل الدولار.
كذلك ترافقت تلك الأزمة مع شلل سياسي حال حتى الآن، دون اتخاذ تدابير تحد من التدهور وتحسن من نوعية حياة السكان الذين يعيش أكثر من 80% منهم تحت خط الفقر.
