نتفليكس: هل تنجح خطة باقات الاشتراك الأرخص المدعومة بالإعلانات في اجتذاب مشتركين جدد للمنصة؟

  • نتالي شيرمان وتوم إسبينر
  • بي بي سي

صدر الصورة، Netflix/PA

التعليق على الصورة،

هل ستحول جمهور نتفليكس إلى الخدمة الأرخص المدعومة بإعلانات؟

أصبح لدى الأشخاص الذين يشاهدون منصة نتفليكس فرصة اختيار خدمة جديدة تطرحها الشركة مقابل قيمة اشتراك شهري أرخص، لمشاهدة المحتوى الذي يفضلونه لكنه مدعومة بإعلانات.

وكانت نتفليكس قد طرحت خطتها التي أطلقت عليها اسم بيسك ويذ آدز "Basic with Ads" في 12 دولة، وتعتزم تعزيز انتشارها بمرور الوقت.

وتعد الخطوة تغييرا هائلا في سياسة شركة التكنولوجيا العملاقة، الرائدة في عالم البث المباشر الخالي من الإعلانات والقائم على اشتراك المستخدمين.

بيد أنه نظرا لارتفاع التكاليف، وطرح عروض من منافسين جدد جذبت جمهور المنصة، كان لزاما على الشركة أن تتحرك.

وقالت نتفليكس، في إعلانها عن الخدمة الجديدة، إنها واثقة بأن لديها الآن "السعر والخطة المناسبة لجميع عشاق (المنصة)".

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • هل تؤثر تغييرات إيلون ماسك المقترحة على تويتر وشعبيته؟
  • نتفليكس: منصة البث العملاقة تضع حدا لتراجع أعداد المشتركين وتجذب 2.4 مليون مشترك جديد
  • نتفليكس تشترك في خدمة "بارب" للتصنيفات التلفزيونية
  • نتفليكس: مصر ودول خليجية تطالب المنصة بإزالة محتوى "يتعارض مع القيم"

قصص مقترحة نهاية

وتبلغ قيمة الخدمة الجديدة في المملكة المتحدة 4.99 جنيها إسترلينيا شهريا، و 6.99 دولارا في الولايات المتحدة، أقل 30 في المائة تقريبا من مقابل خدمة الشركة الخالية من الإعلانات.

فهل تشجع الخطوة على زيادة إقبال مستخدمين جدد؟

تقول مواطنة تدعى كايتلين، من جنوب غربي لندن، لبي بي سي إنها لا تعتزم تغيير خطتها.

وأضافت السيدة، البالغة من العمر 33 عاما، إنها محظوظة لأنها تستطيع تحمل تكلفة اشتراكها، وتعتقد أن خطوة نتفليكس "محاولة يائسة لجذب المزيد من المستخدمين" وأنها ستؤدي في النهاية إلى الإضرار بالشركة.

وقالت: "إذا كانوا يعتزمون تقديم دعم، فهذا يبدو بمثابة إضرار بخدمة متميزة يسعد الناس بمواصلة دفع ثمنها"، مضيفة أن كثرة الإعلانات التجارية في العروض والأفلام سيجعل نتفليكس "مجرد موقع يوتيوب آخر".

  • نتفليكس تخسر 50 مليار دولار من قيمتها مع تراجع عدد المشتركين

صدر الصورة، Netflix

التعليق على الصورة،

ساعدت شعبية "أشياء غريبة" من إنتاج نتفليكس في تعويض خسائر المشتركين

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

ويبدو واضحا أن جمهور خدمات البث المباشر على الإنترنت أصبح مشتت الرأي.

وكان عدد المشتركين في منصة نتفليكس قد تراجع بأكثر من مليون مشترك خلال النصف الأول من العام الجاري، بعد خطة الشركة الأخيرة لرفع أسعارها.

ويمثل ذلك شريحة صغيرة من نحو 220 مليون حساب مشترك على مستوى العالم، وقد عوضت الشركة تلك الخسائر على مدى الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر/ أيلول الماضي.

بيد أن دراسة استقصائية عالمية حديثة، أجرتها شركة "سيمون كوشر" الاستشارية، خلصت إلى أنه من المرجح أن يلغي أكثر من ثُلث عملاء البث المباشر على الإنترنت اشتراكاتهم خلال الـ 12 شهرا القادمة، لا سيما في أسواق مثل الصين والهند والولايات المتحدة.

وقال دومينيك سنيبو، مدير الإحصاءات في مؤسسة "كانتار وورلد بانيل"، إنه في ظل مخاوف ارتفاع تكلفة المعيشة، فإن طرح نتفليكس خدمة مدعومة بإعلانات تتيح لها فرصة التمسك بجمهورها، لأن عزوف الأسر في المملكة المتحدة عن مشاهدة المنصة يعني وقف خدمات البث المباشر تماما.

وأضاف: "نتفليكس تنتقل إلى البث المدعوم بالإعلانات في الوقت المناسب، ونتوقع أن يكون الإقبال سريعا ومهما، في وقت يكافح فيه المستهلكون للسيطرة على نفقاتهم".

قبول مشاهدة الإعلانات

التعليق على الصورة،

قالت الطالبتان، لوتي وفرانكي: "لا مانع من مشاهدة إعلان إذا كان ذلك مقابل سعر أرخص"

يقول محللون في مؤسسة "إنديرز" إنهم لا يعتقدون أن العديد من مشاهدي المنصة الحاليين سيجدون الخصم مشجعا لهم لتغيير خطتهم، كما أنه من غير المحتمل أن تجتذب الخطوة عددا كبيرا من المشتركين الجدد.

وكتبت الشركة في ملاحظة حديثة: "نجد أنه من الغريب أن يعتقد البعض أنه سيكون هناك عدد كبير من مشتركي نتفليكس الذين سيتابعون بنشاط مقاطع الفيديو المدعومة بالإعلانات لتوفير بضعة جنيهات في الشهر".

وعلى الرغم من أن نتفليكس وصفت نفسها في وقت سابق بكونها منصة خالية من الإعلانات، تشير استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "كانتار" ومؤسسات أخرى إلى أن قبول مشاهدة الإعلانات بين الجمهور آخذ في الزيادة.

ويدمج العديد من منافسي نتفليكس بالفعل خدمة البث المباشر بإعلانات أو لديهم الخطط لذلك. فعلى سبيل المثل، من المقرر أن تطرح شركة "ديزني" خدمة تدعم الإعلانات في ديسمبر/ كانون الأول المقبل في الولايات المتحدة، وسوف تبدأ هذه الخطة بسعر 7.99 دولارا أمريكيا في الشهر.

  • نتفليكس: انخفاض في أسهم الشركة وسط مخاوف من انتهاء الطفرة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا
  • نتفليكس: لماذا فقدت الشركة مشتركين لأول مرة منذ أكثر من 10 سنوات؟

وقالت نتفليكس إن مستخدمي خدمتها المدعومة بالإعلانات سيواجهون في المتوسط من أربع إلى خمس دقائق من الإعلانات في الساعة.

وقالت الطالبتان، لوتي وفرانكي، 20 عاما، لبي بي سي: "لا مانع من مشاهدة إعلان إذا كان ذلك مقابل سعر أرخص".

وأضافتا أنهما في الوقت الراهن لا يهتمان بشكل مباشر بتكلفة نتفليكس، نظرا لأنهما يشاهدان المنصة من خلال حسابات عائلية.

وفي ظل تحذير نتفليكس من اتخاذ إجراءات صارمة حال مشاركة كلمات المرور الخاصة بحساب المستخدم، قالت الطالبتان إن الخيار الجديد قد يكون "جيدا للطلاب".

مشتركون جدد

صدر الصورة، Noh Juhan | Netflix

التعليق على الصورة،

تصدر مسلسل "لعبة الحبار" من إنتاج نتفليكس المشاهدات في عام 2021

وعلى الرغم من ذلك خلصت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة "ديسكو" في الولايات المتحدة، شملت عددا من غير المشتركين، أن 25 إلى 35 في المائة فقط كانوا من المهتمين بالاشتراك في خدمة البث المدعومة بإعلانات.

وعلى الرغم من أن جمهور الخدمة الجديدة ليس كبيرا، يظل الأمر مربحا بالنسبة لنتفليكس.

وتقول ليز داف، رئيسة قسم الدعاية والعمليات في شركة "توتال ميديا"، التي تشتري فواصل إعلانية لحساب الشركات الكبرى، إنها رصدت "طفرة" من الاهتمام من جانب الجهات المعلنة بعد إعلان طرح نتفليكس للخدمة، على الرغم من أن بعض الشركات أصبحت "أكثر تحفظا" عندما علموا بتكلفة الإعلان.

وأضافت أن آخرين، على الرغم من ذلك، كانوا "حريصين للغاية على المشاركة في مرحلة الإطلاق المبدئية".

وتشير تقديرات مؤسسة "إنسايدر انتليجينس" إلى أن نتفليكس يمكنها تحقيق 830 مليون دولار من الإعلانات العام المقبل، وأكثر من مليار دولار بحلول عام 2024.

بيد أن الخبير بيتر نيومان حذر من أن الخطة الجديدة ستجذب معظم اشتراكات جمهور نتفليكس الحالي، بدلا من توسيع قاعدة المشاهدين.

وقال: "باقات الاشتراك المدعومة بالإعلانات لن تزيد من ثروات نتفليكس بين عشية وضحاها".