يبدو أن النتائج الأولية للانتخابات النصفية الأميركية وضعت الرئيس السابق دونالد ترمب، بصفته شخصية مهيمنة في الحزب الجمهوري على المحك، بعدما اعتبر عدد من مستشاريه أنها تضر بمستقبله السياسي.
ففي إشارة إلى تراجع مكانته ربما داخل الحزب، شجعه بعض حلفائه القدامى على تأجيل إعلانه الترشح بعد عدم تحقيق أي "موجة حمراء" عارمة في الانتخابات، على الرغم من فوز الحزب الجمهوري حتى الآن بالعدد الأكبر من المقاعد في مجلس النواب.
استطلع آراء مستشاريه
فقد كشف أحد الأشخاص المطلعين أن ترمب كان يستطلع آراء المستشارين لكنه لم يتخذ قراره بعد بشأن الإعلان رسميا عن ترشحه، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
وفي هذا السياق، قال جيسون ميلر، مستشار ومتحدث باسم ترمب، إن "كل شيء يدور حول هيرشل.. سوف أنصحه بتأجيل إعلانه إلى ما بعد جولة الإعادة". وأضاف "لست وحدي عندما أقول إنه من الأفضل حاليا أن تنصب تحركات الرئيس السابق على الدفع نحو انتخاب هيرشل والكر".
كذلك، أكد خمسة مستشارين على اتصال منتظم مع ترمب أنهم يأملون في أن ينتظر حتى ما بعد جولة الإعادة.
ترمب غاضب
إلى ذلك، كشف شخصان حضرا مع ترمب في Mar-a-Lago ليل الثلاثاء أنه في حالة معنوية جيدة، لكن أحدهما قال إنه قضى بعض الوقت أمس الأربعاء في حالة من الغضب بشأن خسارة مرشحه، محمد أوز، في سباق مجلس الشيوخ بولاية بنسلفانيا.
وكان ترمب حريصاً على القفز سريعا إلى سباق 2024، لدرجة أنه أطلق معركة ضد رون ديسانتس، حاكم فلوريدا، وأحد أبرز المرشحين الجمهوريين المحتملين للرئاسة.
فقد بدأ الرئيس السابق يوم الاثنين الماضي صراعاً داخل الحزب الجمهوري، بعد أن هدد بإلغاء انتخابات التجديد النصفي بإعلانه ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2024 عشية التصويت، حيث قال لأشخاص مقربين منه إنه قد يعلن ترشيحه في تجمع حاشد مقرر ليلة الاثنين في أوهايو، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على تلك المناقشات السرية التي دارت.
لكن بدلاً من ذلك، أشار لاحقاً إلى أنه سيصدر إعلاناً يوم الثلاثاء المقبل وسط تكهنات بأنه قد يؤكد خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ليقر أمس الأربعاء، بأن نتائج انتخابات منتصف الولاية كانت "مخيّبة للآمال نوعاً ما". لكنه أضاف في الوقت عينه عبر منصته الإعلامية "تروث سوشيال" "من وجهة نظري الخاصة، كان الانتصار كبيراً للغاية".
لا موجة حمراء
يذكر أن الحزب الديمقراطي تمكن من الحد من الأضرار أفضل مما كان متوقعا في انتخابات منتصف الولاية وحرم الرئيس السابق دونالد ترمب من تشكيل موجة حمراء جمهورية في الكونغرس كان يراهن عليها للعودة مجدداً إلى البيت الأبيض.
ولم يتضح بعد من سيسيطر على مجلس الشيوخ الأميركي بينما اقترب الجمهوريون من نيل الأغلبية في مجلس النواب يوم الأربعاء، بعد يوم من تحقيق الديمقراطيين أداء أفضل من المتوقع وتجنبهم "موجة حمراء" من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي.
فيما لم تحسم بعد سباقات مجلس الشيوخ في ولايتي نيفادا وأريزونا، حيث يحاول شاغلوا المقاعد الديمقراطيون صد منافسيهم الجمهوريين، مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة التي قد يستغرق فرزها أياما.
