الولايات المتحدة وروسيا.. هل في قضايا المناخ صادقون؟


بالرغم من ظهور روسيا والولايات المتحدة بمظهر الجادين في قمة المناخ بشرم الشيخ. وقد تحدثت الولايات المتحدة إلى أنها تريد قيادة العالم في قضية المناخ، بينما شددت روسيا أن في حال عدم اتخاذ مواقف جادة فإنها ستدير القضية من منظورها الخاص وعبر اتفاقيات ثنائية. لكن هل هذا هو الواقع؟!

أوضحت إليان بطرس, الباحثة بالعلاقات الدولية بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية, في تصريحات لوطني، أن موقف الدولتين معقد، فبينما روسيا جادة وحريصة بشكل كبير على التحرك في أجندة المناخ، إلا أنها ثاني أكبر منتج للنفط والغاز في العالم. بينما تحرك الولايات المتحدة نابع من حرصها –فقط- على صورتها أمام العالم.

ولفتت الخبيرة بالعلاقات الدولية بمركز جسور للدراسات الإستراتيجية، إلى أن الاهتمام الروسي يرجع لعدد من الأسباب من بينها الأضرار الاقتصادية والمناخية الناتجة عن ذوبان الجليد، لذا تسعى روسيا لمراقبة ما يحدث من احتباس حراري وتحاول ان تدعم بمزيد من الأشجار التي تمتص الكربون أثناء نموها.

وتابعت قائلة: “في حقيقة الأمر أن روسيا من بين أكثر الدول تأثرا وتضررا من تغير المناخ، حيث يتعرض نحو مليون مواطن روسي لتحديات جمة نتيجة ذوبان الجليد. وسبق وأن شهدت روسيا كوارث بيئية في عام 2020 خسرت بسببها روسيا ما يزيد عن مليار ونصف وتعرضت لبنية التحتية لها إلى التدمير، وبالتالي هناك سعي روسي للمساهمة في الحد من التغيرات المناخية. وهو ما يظهر بوضوح في استراتيجية الأمن القومي الروسية التي تحدثت وذكرت التغير المناخي حوالي 9 مرات وهي دلالة على أهمية وخطورة القضية بالنسبة لروسيا حيث جعلت من قضية التغير المناخي قضية أمنية بالنسبة لروسيا.”

وأضافت: “نظرا لتعرض روسيا لعدد كبير من العقوبات، فقد أشارت إلى تأثير التكنولوجيا الخضراء ومشروعات الطاقة النظيفة، ولكن هذا لا يمنع العالم من سؤال روسيا عن الضرر البيئي التي تسببت فيه الحرب الأوكرانيا وامكانية مساهمتها بشكل أكبر في قضايا المناخ. وأثناء جلسة خاصة بالاتحاد الروسي في قمة المناخ كوب 27 تعالت صيحات أحد الحضور بعبارة “مجرمي حرب” وهو ما تم رفض النقاش فيه نظرا لأن الحديث حول المواقف السياسية يعد خروج عن مدونة السلوك المعدة من قبل الأمم المتحدة لتنظيم كل ما يتعلق بمؤتمر المناخ وضبط السلوكيات بداخل القمة.”

وصرحت: “بالرغم من هذه التحركات إلا أن الكرملين أعلن في وقت سابق عن خطة بقيمة 10 مليارات دولار لتوسيع البنية التحتية للسكك الحديدية وتصدير الفحم إلى آسيا، مع توقع وزارة الطاقة الروسية زيادة بنسبة 40٪ في صادرات الفحم وهو ما سيؤدي الى كارثة كربونية تتعارض مع الوعود الروسية بالحد من الانبعاثات ومكافحة التغيرات المناخية، حيث قد يسبب تصدير روسيا للفحم لآسيا في ٧٠٠ مليون طن من انبعاثات الكربون بحلول عام ٢٠٣٥.”

وأكدت إليان بطرس أن روسيا ستحاول لعمل مزيد من التحالفات والشراكات – حتى وأن تداخل الصراع الأمريكي فى قضية المناخ- بهدف أن تتفادى الأزمات المناخية، ملمحة إلى أن في قضية المناخ على وجه الخصوص لابد من تكاتف جميع الأطراف للحد من التغيرات المناخية. وقالت: “الخلاف فى هذا الشأن ليس من مصلحة أحد ولا يمكن ان يستمر طرف فى تصعيد حدة التلوث وعدم التعاون للحد من التغيرات المناخية والطرف الآخر يبذل مزيد من الجهود للحد من التغيرات المناخية، اذا هناك ضرورة ملحة للتكاتف والتعاون ولابد ان نتجاوز الخلافات السياسية حينما نتحدث عن خطر يهدد البشرية بأكملها.”

وفيما يتعلق بالولايات المتحدة الامريكية؛ سبق وأن تجاهلت الولايات المتحدة قضية التغيرات المناخية لسنوات، ولكننا نجد اهتمام كبير من قبل الإدارة الأمريكية الحالية بقضايا المناخ سواء بالعودة إلى اتفاق باريس أو بتواجد الرئيس بايدن فى قمة المناخ كوب 27 وإعلانه عن التزام الولايات المتحدة في الحد من التغيرات المناخية وطرحه لالتزامات مالية فى الوقت الذي تغيب فيه الرئيس بوتين عن حضور القمة. وبالرغم من تواجد كل من الرئيس ماكرون ورئيس الوزراء ريشي سوناك وغيرهم، فهو تحرك ايجابي الهدف منه رغبة الولايات المتحدة في إصلاح صورتها السابقة فيما يتعلق بملف المناخ حتى وإن بدت تلك التحركات ظاهرية لتحسين الصورة لكنها ألزمتها أمام العالم بالتحرك وعدم التجاهل، وقد تكون هذه المرحلة فرصة للتعاون بين الكرملين وواشنطن في قضايا التغير المناخي.

المخاطر التي تواجهها روسيا والكوارث البيئية المحتملة جراء التغيرات المناخية – والحديث مازال لإليان بطرس- تدفع أحزاب الخضر في روسيا للضغط على الكرملين لإفساح المجال لمزيد من المنصات البيئية والتحركات والتعاونات المشتركة فيما يتعلق بالطاقة النظيفة والمتجددة ومواجهة التغيرات المناخية، وقد تدفع الكرملين أيضا للتعاون مع الولايات المتحدة في هذا الملف، ولكن الصراع السياسي بين الطرفين قد يعرقل هذا التعاون بشكل كبير خاصة في ظل الازمة الروسية الاوكرانية التى كلفت العالم مزيد من الأعباء الاقتصادية وبالتالي إعاقة مسيرة دعم قضايا المناخ وتراجعت تمويلات الدول للحد من الانبعاثات الكربونية حيث يتطلب العمل المناخي تمويلات للانتقال الى الطاقة النظيفة والدفع بمزيد من الخطوات نحو التكنولوجيا الخضراء.

تاريخ الخبر: 2022-11-20 21:21:28
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:11
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:00
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:25:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية