أعلنت شركة «شيفرون»، أمس، عن اكتشاف بئر غاز بحري في مصر، أطلق عليه «نرجس 1X»، في منطقة النرجس البحرية بالقرب من العريش.

وقامت شيفرون بحفر بلوك النرجس شمال شبه جزيرة سيناء، مما يمثل أول بئر لها في مصر منذ دخولها في أواخر عام 2019 عندما تم منحها كتلة في منطقة البحر الأحمر الحدودية لمصر، وكان شرق البحر الأبيض المتوسط ​​جزءًا رئيسيًا من محفظة شيفرون منذ استحواذها أواخر عام 2020 على مواطنتها نوبل إنرجي.

وأضافت الشركة في بيان أنه يتم العمل في البئر مع شراء بنسب في الأرباح والإنتاج حيث تمتلك شيفرون 45%، وإيني 45% وشركة ثروة 10%.

احتياطي البئر الجديد يقدر بـ 3.5 تريليون قدم مكعب

وأوضحت الشركة إن احتياطي البئر الجديد يقدر بـ 3.5 تريليون قدم مكعب من الغاز، كما يتم استكمال حفر البئر بواسطة سفينة ستينا فورث، حيث مازال الحفر مستمرا.

وأضافت الشركة أن اكتشاف هذا البئر سيكون بمثابة دفعة كبيرة لمصر لتعويض أي نقص في إنتاجها وتلبية احتياجات أكثر وتصدير كميات أكبر.

يذكر أن حقل «نرجس 1X» لم يكن الوحيد الذي تم اكتشافه، فخلال الفترة الماضية تم اكتشاف العديد من الآبار والحقول في مصر.

وفي نفس السياق قد حصلت شركة بريتيش بتروليوم مساحات وقطاعات جديدة من الأراضي للبدء في التنقيب بها في مناطق مختلفة، بينما تعمل شركة شل أيضًا على توسيع نطاق تواجدها في مصر.

بدأت شركة إيني الإيطالية التنقيب عن الثريا في منطقة شمال شرق العريش في البحر المتوسط ​​المصري.

ويتواجد حقل نرجس 1X بالقرب من حقل الثريا والذي يبعد حوالي 80 كيلومتر عن الشاطئ ومنحت مصر الترخيص لشركة دانا غاز لكنها احتاجت إلى شريك لصعوبة العمل ولم تتوصل له في الوقت المناسب وعندما انتهى العقد كانت دانا تأمل في مواصلة العمل في المنطقة لكن الحكومة اختارت إنهاء الترخيص وتخصيصه لشركة إيني الإيطالية.

قالت «إيني» إن حقل الثريا يحتوي على متوسط محتمل يبلغ أكثر من 17 تريليون قدم مكعب من الغاز، وإن أقل محتوى من الغاز سيكون أكثر من 11 تريليون قدم مكعب بصافي قيمة 2.2 مليار دولار والذي اعتبرته الشركة حقل ظهر جديد.

مصر من مصاف الدول الإقليمية الرئيسية في قطاع إنتاج الطاقة

وفي وقت سابق وخلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أعرب كلاوديو ديسكالزي رئيس شركة إيني الإيطالية عن اعتزازه بالاكتشافات التي تحققت تحت القيادة والمتابعة الدقيقة الشخصية من قبل الرئيس، ما كان له بالغ الأثر في سرعة نجاح الشركة بإنتاج الغاز الطبيعي المصري، ما جعل مصر حاليا من الدول الإقليمية الرئيسية في قطاع إنتاج الطاقة وتصديرها، في وقت يشهد العالم فيه أزمة طاحنة بهذا المجال.

وقالت الدكتورة وفاء علي الخبير الاقتصادي في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن الدولة المصرية حققت نجاحات حقيقية كبيرة في قطاع الطاقة على كافة الأصعدة خلال السنوات الماضية من خلال تموضعها الجيوسياسي والبنية التحتية وكذلك الدعم الرئاسي المتواصل ليشهد هذا القطاع نهضة لامثيل لها سواء على المستوى المحلي أو العالمي.

وأوضحت: استطاعت الدولة المصرية إعادة بناء الجغرافيا في المنطقة بأسرها بفضل الإدارة المؤسسية الناجحة في ملف الطاقة فقد مضت مصر بخطى متسارعة لتكون مركز إقليمي وعالمي لتداول الطاقة من خلال ترتيب الأولويات في هذا الملف باستقرارها السياسي والتشريعي وبنيتها التحتية كذلك سداد المتأخرات للشركاء وترسيم الحدود والبحث الدائم عن القيمة المضافة والاستفادة من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية بطرح مساحات من البحر الأحمر للبحث والاستكشاف بجانب البحر المتوسط تأكيدا للاحتياطيات المرجحة التي أثبتتها الأبحاث السيزمية.

وأردفت: لقد أدى تعزيز مناخ الاستثمار في أنشطة البحث والاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز إلى دخول كبرى الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال إلى السوق المصري ثقة في هذا القطاع وتنفيذ مشروعات تنمية الحقول باجمالى استثمارات بلغت 1.7 مليار جنيه بالإضافة إلى مزيد من التنقيب فى المناطق البكر وتتوالى الاكتشافات الغازية بعد وصول إنتاج مصر اليومي من الغاز الطبيعي إلى 7.3 مليار قدم مكعب بحقل ظهر العملاق واتول ونوري وليبرا وبشروش وغيرها ووجود ظهير قوى من الموانئ البترولية للتصدير كذلك انشاء منتدى غاز شرق المتوسط الذى يعتبر قوة دافعة لكون مصر مركز إقليمي وعالمي لتداول الطاقة ووجود معملي الاسالة بإدكو ودمياط ليكون الرابط وهمزة الوصل بين منتجى الغاز ومستهلكيه المنفصلين جغرافيا.

وتابعت أن ثمار هذه الصناعة باكتشافات متتالية فقد حققت مصر 401 كشف غاز وبترول منذ عام 2014 وحتى الآن ولقد جاء إعلان شركة شيفرون عن كشف جديد فى البحر المتوسط قبالة العريش وهو «نرجس 1x» الواقع في منطقة النرجس البحرية، وهذا الكشف هو بمثابة دفعة جديدة لإنتاج الغاز الطبيعي المصري ليكون نقطة مضيئة أخرى في ملف الاعجاز والحلم المصري نحو عناصر القوة الشاملة بامتلاك الطاقة لتلعب مصر دورها المحوري كمركز إقليمي لتداول الطاقة.