«القاهرة والرياض».. السد العربي لحماية الأمن القومي - أخبار العالم


يجمع كثير من المراقبين والخبراء العرب على أهمية العلاقات بين مصر والسعودية، وليس الأمر متعلقاً فقط بالجانب الثنائى لتلك العلاقة، وإنما لما لها من أهمية على صعيد الأمن القومى العربى والتعامل مع أزمات وقضايا المنطقة، مؤكدين أن العلاقات بين الدولتين هى نموذج لما يجب أن تكون عليه العلاقات العربية- العربية.

وقال الدكتور أيمن سمير، الخبير فى العلاقات الدولية، إن المملكة العربية السعودية كانت من أكثر الداعمين لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو، وكان رد الفعل الإيجابى والداعم والسريع من قبل العاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد ساعات قليلة من بيان 3 يوليو، بمثابة الرافعة الإقليمية والعربية الكبيرة التى ارتكز عليها الدعم العربى الكامل للشعب المصرى وللدولة المصرية. وأضاف «سمير»، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن العلاقة المصرية السعودية أخذت منذ ذلك الوقت منحى إيجابياً فى جميع المجالات، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، حتى فى مستوى الدبلوماسية نجدها متعددة، سواء فى العمل العربى المشترك أو حتى فى التعاون مع الأطراف الخارجية.

وقال خبير العلاقات الدولية إنه على المستوى الثنائى فإن السعودية اليوم أصبحت من كبار المستثمرين فى السوق المصرية وهى تدعم الاقتصاد المصرى بشكل كبير للغاية، وأيضاً فإن تحويلات المصريين من المملكة العربية السعودية هى الأعلى لمصر، وتشكل رقماً مهماً جداً فى الحصول على العملة الصعبة ودعم الاقتصاد المصرى. ولفت إلى أن التجارة البينية بين مصر والمملكة العربية السعودية زادت فى الفترة الأخيرة، خصوصاً خلال عامى جائحة كورونا.

«سمير»: تنسيق كامل وتوافق في الرؤية لحل أزمات المنطقة

وتطرق خبير العلاقات الدولية إلى التعاون على المستوى السياسى، وقال إن هناك تنسيقاً كاملاً وتوافقاً كاملاً ما بين الرؤية المصرية والرؤية السعودية حيال حل أزمات المنطقة، أولاً بالطرق السياسية والطرق السلمية بالعمل على تبريد وتهدئة التوترات فى المنطقة والتوافق على أن كل المشكلات تبدأ وتنتهى عند طاولة المفاوضات، مضيفاً: «هذا إلى جانب البحث فى زيادة مساحة التعاون والتشارك ما بين مصر والمملكة العربية السعودية فى كل المجالات، إلى جانب أيضاً التنسيق عالى المستوى سواء فى التدريبات العسكرية المشتركة أو فى التعاون الأمنى المشترك، واعتبار البلدين أن خطر الإرهاب يشكل خطراً جسيماً على أمن وسلامة البلدين».

وأكد «سمير» أن كلا البلدين متفقان على أن الأمن القومى العربى جزء رئيسى من الأمن القومى للبلدين، وجزء رئيسى من الأمن القومى العربى، ودائماً الرئيس عبدالفتاح السيسى يشدد على أن أمن السعودية وأمن منطقة الخليج بشكل عام هو خط أحمر بالنسبة للدولة المصرية، وذلك فى إطار التوافق والتناغم، سواء فى الجانب العسكرى والأمنى أو الجانب السياسى أو الجانب الاقتصادى، أو حتى الجانب الشعبى، فنحن نرى المكانة التى تحظى بها مصر لدى الشعب السعودى ومكانة السعودية فى عقول وقلوب المصريين، خصوصاً أنها تضم الأماكن المقدسة. وفى ختام تصريحاته، قال «سمير»: «فى رأيى، فإن كل هذه الأمور شكلت رافعة أخرى كبيرة لأسس العلاقة ما بين مصر والمملكة العربية السعودية فى الفترة المقبلة، ولذلك فإن دعوة السعودية للرئيس السيسى لحضور القمة العربية الصينية، أمر يأتى كثمرة ونتاج لهذا الدعم وهذا التنسيق المشترك».

«إسماعيل»: البلدان نموذج للتكامل الشعبي والرسمي

بدوره، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربى للدراسات السياسية، إن العلاقات المصرية السعودية هى علاقات متميزة على مدار التاريخ فيما يتعلق بالبعد المصرى وفيما يتعلق أيضاً بالبعد السعودى، وأضاف فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»: «لكن بعد عام 2014 تحديداً أخذت منحنى تصاعدياً فيما يتعلق بأوجه التعاون المشترك حتى غلب عليها الطابع التكاملى، بمعنى أنها علاقات تشكل نموذجاً للعلاقات العربية العربية فيما يتعلق بالتعاون المشترك، سواء على مستوى التكامل الثنائى أو على مستوى التعامل مع القضايا العربية. ولفت إلى أن عدد الزيارات بين الرئيس السيسى والملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان كبير جداً، سواء من زيارات مشتركة أو من خلال لقاءات على هامش قمم عربية أو قمم خارج الدول العربية.

وتحدث مدير المركز العربى للدراسات السياسية عن التعاون بين القاهرة والرياض على المستوى الثنائى، ولفت إلى أن هناك لجاناً مشتركة، مثل اللجنة العليا المصرية السعودية، كما أن السعودية هى أكبر مستثمر فى مصر باستثمارات بلغت نحو 3 مليارات دولار، وهناك مشروعات استثمارية كبيرة جداً للجانب السعودى فى مصر، وهناك تعاون مشترك سواء فيما يتعلق بقناة السويس وفيما يتعلق بمحور قناة السويس وأيضاً مشروعات العلمين الجديدة ومشروعات الربط ما بين الجانبين المصرى والسعودى.

وأكد «إسماعيل» أن هذا التعاون الاقتصادى يأتى إلى جانب العلاقات السياسية المتميزة بين الجانبين، سواء ما يتعلق منها بتوطيد أواصر العمل العربى المشترك من خلال الجانب المصرى والجانب السعودى، وقد رأينا نوعاً من التفاعل حول القضايا العربية المشتركة، فمصر لديها اهتمام كبير بأمن الخليج، باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، كما أن القاهرة تركز على مسألة الدعم المطلق لأمن المملكة. وفى ختام تصريحاته، أكد مدير المركز العربى أن هذا التعاون الكبير بين مصر والسعودية يصب بكل وضوح فى مصلحة الأمن القومى العربى وأيضاً أمن منطقة الخليج العربى.

«العبيدى»: ترابطهما حائط صد حقيقي لمواجهة التدخلات الخارجية في ظل ما تعانيه المنطقة من أزمات وتحديات

«مصر والسعودية صمام أمان للأمن القومى العربى».. بتلك العبارة استهل المحلل السياسى العراقى حازم العبيدى، تصريحاته خلال اتصال هاتفى لـ«الوطن»، مشيراً إلى أن الدول العربية والمنطقة تعانى من أزمات كبيرة خلال الفترة الماضية، ورأينا دولاً كبيرة تشهد أزمات غير مسبوقة وصلت إلى مرحلة تهديد وحدتها، مثل العراق واليمن وسوريا وليبيا، وبالتالى فإن القاهرة والرياض قوتان كبيرتان وعلاقاتهما مهمة جداً للحفاظ على الدول العربية، ومواجهة المخاطر التى تهدد وحدة الدول العربية. مؤكداً أن العلاقات بين القاهرة والرياض عوائدها ليست مقصورة على الدولتين فقط بل تمتد لكل الدول العربية، ولهذا فمصر والسعودية حائط صد حقيقى لمواجهة التدخلات الخارجية، فى ظل التحديات والأزمات الحالية بالمنطقة.

تاريخ الخبر: 2022-12-09 00:20:13
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 57%

آخر الأخبار حول العالم

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:11
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:00
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 69%

النقابة الوطنية للعدل تدعو إلى إضراب وطني بالمحاكم لثلاثة أيام

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:26:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

سعيد بنكراد.. يكتب "تَـمَغْربيتْ"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 00:25:52
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية