«إن مصر والأمة العربية فقدت علمًا من أعلام الأدب والنقد، أثرى المكتبة العربية بعشرات المؤلفات والترجمات، وترك ميراثًا علميًا خالدًا».. بهذه الكلمات نعت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، المفكر والناقد الأدبى الدكتور صلاح فضل، الذى وافته المنية بعد صراع مع المرض، أمس.

وأضافت وزيرة الثقافة: «إن للغة العربية حراسًا حافظوا عليها وأبدعوا بفنونها، ومن هؤلاء الراحل صلاح فضل»، موجهة عزاءها لأسرة الفقيد الراحل، وداعية الله أن يدخله فسيح جناته، ويلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.

عُرف الدكتور صلاح فضل كأحد النقاد الكبار القلائل الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة كبيرة فى عالم النقد والأدب، وكان يتمتع بحيوية وفاعلية فى الحضور على الساحة النقدية العربية، بقراءاته وإبداعاته وتحليلاته، فضلًا عن حضوره البارز فى الفعاليات والأنشطة الثقافية.

ليس هذا فحسب، بل شغل صلاح فضل العديد من المواقع الثقافية المهمة، منها رئاسة دار الكتب والوثائق القومية، ومنصب المستشار الثقافى لمصر فى إسبانيا، ومدير المعهد المصرى للدراسات الإسلامية لمدة ٥ سنوات، وعميد المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة عين شمس.

تخرج الدكتور صلاح فضل فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام ١٩٦٢، وحصل على الدكتوراه فى الأدب العربى من جامعة مدريد المركزية عام ١٩٧٢، ودرس فيها ثم فى جامعة عين شمس منذ عام ١٩٧٩، وأسهم بالكتابة فى العديد من الدوريات العربية، وشارك فى تأسيس مجلة «فصول»، وعمل نائبًا لرئيس تحريرها، كما شارك فى تأسيس «الجمعية المصرية للنقد الأدبى» وعمل رئيسًا مناوبًا لها منذ عام ١٩٨٩.

فى عام ٢٠٠٣ انتُخب عضوًا بمجمع اللغة العربية فى القاهرة، إلى أن صدر قرار وزارى بتكليفه قائمًا بعمل رئيس المجمع عام ٢٠٢٠، وهو صاحب مشروع كبير أسهم فى تطوير العمل بالمجمع وتوسيع دائرة نشاطه، كان قد قدمه إلى مجلس المجمع. 

وخلال مسيرته الإبداعية والنقدية، نجح فى أن تحتل مؤلفاته مكانة متميزة، بجمعها بين التنظير النقدى والتطبيقى فى الأدب والنقد الأدبى والأدب المقارن، ومن أهم هذه المؤلفات: «نظرية البنائية فى النقد الأدبى، ومنهج الواقعية فى الإبداع الأدبى، وتأثير الثقافة الإسلامية فى الكوميديا الإلهية لدانتى، وعلم الأسلوب: مبادئه وإجراءاته، وإنتاج الدلالة الأدبية، وبلاغة الخطاب وعلم النص، وتحولات الشعرية العربية، ومناهج النقد المعاصر، ولذة التجريب الروائى»، وغيرها من الأعمال التى ساهمت فى تزويد الباحثين برؤى جديدة فى مجالات كثيرة كالشعر والرواية والمسرح. 

نشر الناقد الراحل العديد من البحوث والمقالات فى معظم الدوريات والمجلات النقدية فى مصر والوطن العربى، فضلًا عن نشاطه الأكاديمى والثقافى الواسع، وحصل على عدد من الجوائز المصرية والعربية، منها جائزة البابطين للإبداع فى نقد الشعر عام ١٩٩٧، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام ٢٠٠٠، وجائزة النيل فى الآداب عام ٢٠١٨.