علي حسن: ما زالت مي زيادة تعيش بداخلي.. والنظرة تجاه المرأة على إنها «ناقصة» لم تتغير

 

 على حسن وغلاف روايته أنا مي زيادة

للكاتب الروائي على حسن عالم مختلف في السرد وبلاغة ودقة الرؤى الفنية للعمل الإبداعي، وكذلك في تلك الإختيارات في الدفع بأعماله عبر عناوين ومتون لا تنصاع للتقليدى ولا محاكاة أياً من كتاب الرواية، كتب بتخليق مغاير عن سيرة وحياة " مي زيادة" في رواية “ أنا مي زيادة “ التي أدهشت كل من قرأها وجاءت ”كاتانجا الخمر والبارود" لتؤكد جدارة السارد في خصوصية جمالية وإبداعية تستعيد ما مضى من متون عبر تخليق عوالم من الدهشة والجدة واستعادة ماض سياسي ارتبط بالديكتاتورية والاستبداد وطمس الحقائق التاريخية .

 الكاتب الروائي علي حسن خريج هندسة ويعمل بقطاع البترول ويصر على ألا يلتفت إلا لعالم الفن والكتابة، سردياً وفنيي، مكنه من نتاج مغاير لأكثر من ثمانية أعمال تجاوز بهما معان التاريخ والسيرة والعشق والولع بجمال وفتنة العشق والغواية في كينونة المرأة فكان جدل الاشتباك مع الماضي التليد برؤية منفتحة على الكثير من التأويلات والبلاغة.

سألته بداية:

حدثنا عن جديدك في الإبداع، وعن عناوينك بعد مي زيادة؟

علي حسن.

شغلتني مي زيادة بعد أن انتهيت من كتابتها، فأنا فرغت من كتابة الرواية فعلًا، لكنها لم تبرح كياني، بل صارت تلازمني، وشغلت حيزًا كبيرًا من حياتي اليومية، لذلك شعرت بالخوف، واعتقدت أنني لم أعد قادرًا على الكتابة بعدها، ولن أخوض تجربة أخرى جديدة! وشعرت فعلًا بشعور جامح بالاكتئاب.

هذا الشعور التراكمي الذي صاحبني أثناء الكتابة عن "مي زيادة"وبعدها لازمني فترة من الوقت، ثم بدأ ينفك عني، وتخف وطأته تدريجيًا دون أن أشعر، خاصة بعد انشغالي تدريجيًا بكتابة القصص القصيرة، والمقالات الأدبية في المجلات والجرائد.

لقد حاولت متعمدًا الإنشغال بقراءات جديدة، دون اللجوء إلى الكتابة الروائية على الإطلاق. ومن خلال الكتابة في مجال القصة القصيرة والقراءة المتنوعة تولدت لديَّ فكرة روايتي الجديدة "كاتانجا الخمر والبارود" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.

هذه الرواية بدأت فكرة صغيرة، وبدلًا من الحديث عن "بشرى" الفتاة المصرية التي ولدت في إنجلترا من أبٍ مصري وأم إنجليزية، تعرفت على مناضل أفريقي، صارت "بشرى" شخصية ثانوية، وحَلَّ مكانها ابنها فصار الشخصية المحورية، وبدلًا منقصة تدور أحداثها في إنجلترا، صارت رواية أفريقية بامتياز، تدور أحداثها في الكونغو وغانا وكينيا بشخصيات إفريقية.


ومن هنا برزت شخصية الزعيم الأفريقي "باتريس لومومبا" تظهر للوجود في الرواية، وتأخذ مكانها وتتبدل الأحداث زمنيًا بشكل لم أستطع على الورق السيطرة عليه أبدًا.


لقد تولدت أحداث ونشبت صراعات وتعمقت مشاعر، فظهر الزعيم الكونغولي "بيير موليلي" وغيره من الزعامات التاريخية في أفريقيا، وكان للزعيم "جمال عبد الناصر" وجودًا بارزًا، ودورًا فعالًا لمصر في المنطقة والتاريخ بشكل لافت واستثنائي. ويضيف الكاتب والروائي علي حسن. 

بعد الانتهاء من رواية "كاتانجا الخمر والبارود" وجدت من خلال قراءاتي لبعض المقالات في الصحف المصرية والعربية أن "مي زيادة"ما زالت تعاني غبنًا، وتحتاج إنصافًا، وأن هناك أمورًا لم أفصح عنها وشخصيات لم أتناولها، كي أحافظ على السياق الدرامي للرواية، فلا تبدو مضحكة بشكل فج  يفسدها، ويجعلها متخمةً، بعد بلغت الخمسمائة صفحة من القطع الكبير.

 وكنت حينئذ أشعر بالتحرر من سطوة مي، فأحببت خوض تجربة جديدة، وفتح ملف "مي زيادة" مرة أخرى بصورة أشد عمقًا، وأحببت تقديم دراسة أكاديمية، تتناول الشخصيات التي أحاطت بـ "مي زيادة" في مقالات بعنوان "مي زيادة والذين معها" في جريدة القاهرة.

بعدها استكملت المقالات بمقدمة تجاوزت الـ "عشرة آلاف كلمة" وأضفت صورًا نادرة واستفضت في تناول الشخصيات وعلاقتها بمي زيادة مع دراسة نفسية تهتم بأثر البيئة والتاريخ العائلي لكل شخصية، قتكون لدي كتاب سيصدر قريبًا بعد انتهاء معرض القاهرة الدولي للكتاب.

لماذا كانت مي زيادة وسبرتها والمخفي من حياتها، الآن تحديدًا؟

صورة الكاتب علي حسن في ضيافة مكتبة الأسكندرية ومدير المختبر منير عتيبة.
بورتريه للكاتبة والمثقفة اللبنانية مي زيادة.

ليس هناك فرق بين مي زيادة المرأة العربية والشرقية وبين "مي" الإنسانة؛ حياة مي كإنسانة لا تنفصم عن مأساتها، والظلم الذي وقع عليها وعلى غيرها من نساء الشرق عمومًا، والعربيات بشكل خاص، لو كانت ميرجلًا ما كابدت ولا عانت البؤس أو العنت والظلم.

رغم ما ذاع وانتشر في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي من نهضة وليبرالية بلغت من النهضة والتطور ما لا نجده الآن بعد سيطرة الفكر المتطرف، وانتشار السلفية والوهابية في كل مكان- إلا أن النظرة تجاه المرأة على أنها "ناقصة عقل ودين"  لم تتغير أبدًا قديمًا أو حديثًا، وتلك هي مأساة المرأة العربية، مهما بلغ عقلها مبلغًا يفوق الرجال في التقدير والتفكير والإجادة.

مأساة مي زيادة أنها تفوقت على جميع رجال عصرها بثقافتها الواسعة وآدابها واللغات التي اتقنتها، مأساتها في شاعريتها ورومنسيتها، قدرتها على اقتحام عالم ذكوري بامتياز، وفتح بيتها لأصحاب الفكر والثقافة والأدب. مأساتها أن كل هؤلاء ليس لديهم ما يبعث الروح في أقلامهم ويجدد في عقولهم الإبداع ويشعل الإلهام في قلوبهم دون ملهمة، فاتخذوها ملهمة وعروس أفكارهم.

ويضيف الكاتب والروائي والباحث التاريخي علي حسن، مأساة "مي" أنها تعاملت برقي واهتمام كامل وراقٍ بكل رواد صالونها حتى شعر كل واحد منهم أنه صاحب هذا الصالون، والوحيد الذي ينالالتقدير والإعجاب منها، ولأنها جميلة لم تخلُ نظرات بعض هؤلاء - رغم ليبراليتهم وتحرر أفكارهم- على أنها "امرأة" ولأنها الابنة الوحيدة. لوالديهاوصاحبة جريدة "المحروسة" ومطبعة عظيمة، وحسابها في بنك مصر بلغ ١٧ ألف جنيه عام ١٩٣٦، ولديها مكتبة عظيمة تحتوي على أكثر من ٧ آلاف كتاب من أمهات الكتب الأصلية والنادرة فقدطمعأهلها في امتلاك تلك الثروة، وتمكن أبناء عمومتها منإيداعها مستشفى الأمراض العقلية في بيروت -العصفورية- وبقرار من المجلس الحسبي في مصر تمكنوا من فرض الوصاية عليها والاستمتاع بثروتها بينما هي في محبسها بالمستشفى تعانيالإنكسار والغدر والمهانة وفقدان الرغبة في الحياة! لا شك أن المرأة العربية تعاني حتى الآن من مثل هذه التصرفات، وتكابد رغبة الرجل في السيطرة على جسدها وأفكارها وأموالها، وبسط النفوذ وجعلها وسيلة للاستمتاع وتفريغ شهوته،فهي ناقصة عقل، تحتاج إلى قوامة رجل.

بورتريه للكاتب الروائي على حسن.

حدثنا عمن سبقك في التعرض لسيرة وشخصية الكاتبة اللبنانية مي زيادة وكيف ترى تلك الكتابات؟

الكثير من الكتابات عن مي زيادة لم تخلُ أبدًا من إسفاف ومحاولات إثارة وتربح بنشر أكاذيب واختلاق الروايات الوهمية، وتلك الحكايات تجد صداها لدى بعض القراء الباحثين عن التسلية والنميمة.

 لقد كانت مثل هذه الكتابات دافعًاأساسيًا لكي أبحث عن الحقيقة، والرغبة الجامحة في إنصاف أديبة عربية نَبِغت في الأدب، قدمت للمرأة العربية للثقافة والفكر والصحافة الكثير.

كم إذًا استغرق الإعداد لرواية مي زيادة؟

ثلاث سنوات كاملة للرواية ذاتها؛ بينما دراساتي عن مي زيادة لم تنتهِ بعد كتابة الرواية. 

بل إن عمليات التنقيب عن "مي زيادة" واستكشاف حياتها وسبر أغوار آبارها العميقة المظلمة لم تتوقف أبدًا على مدار خمس سنوات! بدأت مسيرة البحث عند قراءة كتاب "غرام الكبار في صالون مي زيادة" للكاتب أنيس الدغيديالذي كان دافعًا لهذا البحث والاستكشاف في عالم "مي زيادة" وبيئتها وما يحيط بها من عوالم.

كان هذا الكتاب مؤلمًا إلى حد بعيد بالنسبة إليَّ، فبدأت رحلتي مع هذه المرأة العظيمة، فكان عامل الانتشار وسهولة الاقتناء وشهرة بعض الكتابات عن مي سببًا في البدء بهم دون غيرهم، فبدأت بكتاب "الذين أحبوا مي"للشاعر كامل الشناوي، ثم كتاب "أطياف من حياة مي" للأستاذ طاهر الطناحي، ثم كتاب "حياة الرافعي" للكاتب محمد سعيد العُريان، وجميع هذه المؤلفات كانت صادمة، وتحتوي بكل صدق على أخطاء تاريخية فادحة، ولم تعدم أسلوب الإثارة واجتذاب القارئ بما تحتويه من قصص خيالية ناهيك عن صفحاتها صغيرة الحجم قليلة في عدد الصفحات، مما يسهل قراءتها في سويعات لكن يبقى تأثيرها في الوجدان زمنًا طويلًا. 

هل كان المرود النقدي مرضيًا لطموحك الفني والجمالي النقدي؟
الحوار من دون صدق يفقد معناه؛ ولهذا دعني أقول شيئًا: أن تُفردَ جريدة القاهرة صفحة كاملة أسبوعيًا وعلى مدار أحد عشر أسبوعًا -وقت أن كان الأستاذ "عماد الغزالي" رئسًا للتحرير- يعد دعمًا معنويًا ورغبة أكيدة في أن تساهم الجريدة في نشر الحقيقة، وتغيير الصورة المشوهة التي تكونت لدى المثقفين قبل القارئ العادي عن هذه المرأة النابغة.

هذا أولًا؛ ثم يأتي بعد ذلك الاحتفاء بالرواية، وإتاحة الفرصة لها في الانتشار وإقامة الندوات واهتمام الجرائد والمجلات الثقافية بها، إذ أقيم للرواية على مدار عام كامل دون السعي إلى ذلك من جانبي ثلاث ندوات في أماكن ذات اسم وقيمة ثقافية مثل"مكتبة الإسكندرية" وهناك ندوتان تم الاتفاق على إقامتهما قريبًا بإذن الله.ويضيف الكاتب والروائي علي حسن، أما عن الدراسات النقدية فقد اهتم عدد كبير من النقاد بقراءة رواية "أنا مي زيادة" وتقديم دراسات نقدية جديرة بالاحترام في هذه الندوات، وعلى صفحات الجرائد والمجلات، وعقد اللقاءات معي عبر البرامج الثقافية في التلفزيون المصري عدة مرات.

العملية النقدية في مصر جيدة جدًا، وتواكب العملية الإبداعية بشكل جيد، وتحاول اللحاق بها رغم غزارتها، وقدم النقاد رؤاهم ودراساته النقدية حول الرواية بشكل يرضي القاري والكاتب على حد سواء.

الكاتب علي حسن؛أين أنت من الخارطة الثقافية والإبداعية في مصر، وهل لم تزل مصرًا على الاحتجاب، ليتك تحدثنا باستفاضة عن غيابك الشكلي عن فعاليات الثقافية والترويج لأعمالك؟
لست محتجبًا على الإطلاق؛ ولكني أشعر بالخجل حين أتعمد الترويج لإعمالي! ربما يكون ذلك الشيء خطأ، لكني أرى أن الأديب لا يجب أن يعرض أعماله بصورة تقلل من شأنه ومن قيمة أعماله.

 هكذا أعتقد، ولكني متواجد في الوسط الثقافي، وحريص على حضور الندوات ذات القيمة الثقافية الكبيرة، غير ذلك لا أجد مردود يعود عليَّ أو على ما أكتب بالآفادة. ويستطرد الكاتب الروائي على حسن في حديثه بالقول،
لقد تركت العمل في مجال البترول بعد ثلاثين عامًا من الخبرة والنجاح في هذا المجال رغبة في التفرغ للكتابة، وليس لدي رغبة في أن أضيع ما تبقى من عمري -إذا كان هناك بقية- في البعد عن الكتابة والإخلاص لها، ولهذا ربما أبدو مقلًا في الظهور، ولكني انتقي واختلط بالناس والوسط الثقافي، ولي علاقات طيبة جدًا مع أكثر الكتاب والنقاد والقراء أيضًا، وربما مواقع التواصل الاجتماعي سهلت هذا التواصل وعمقته، بصورة جيدة. وبقي أن أقول أن العمل يخلق المريدون له، وبالتبعية، يجعل النقاد تلتفت إليه، وتهتم به، دون إلحاح من الكاتب أو طلب ذلك.


هل تؤمن بهذه المقولات ولمن ينتمي جيليًا الكاتب علي حسن؟
لفت انتباهي رغبة بعض الكتاب في الإشارة أنهم من جيل الستينيات أو السبعينيات مثلًا! مع إلصاق التهم بالرواد في المصادرة على حقهم في الانتشار والزيوع! بل تعدى ذلك إلى تقسيم المبدعين إلى حقب ينتمون إليها خصوصًا بعد انقضاء جيل الرواد! وذلك يخرج الأدب عن معناه الحقيقي، وتأثره وتأثيره واستمراريته وتواصله! الكاتب أو الأديب هو قارئ نهم له قدرة على الإبداع والتعبير عما في قلبه وعقله، فلن يأتي إلى الساحة الزدبية، كاتبٌ ليس له مرجعية ثقافية أو مخزون ثقافي متنوع.

 ومن هنا فلا أستطيع أن أحدد لنفسي جيلًا أنتمي له، ولكني "أنا ابن بيئتي وثقافتي" أستطيع أن أعبر عنهما بما لدي من مخزون ثقافي وقناعات أؤمن بها وأفكار أبذل الجهد كي أدافع عنها وأجعلها متاحة للقارئ العربي.

صورة لغلاف رواية كاتانجا الخمر والبارود للكاتب على حسن.

عن علاقة وظيفتك كمهندس بالكتابة و فضاءات الإبداع ماذا كانت آثار كلًا من المسارين على رؤيتك للكتابة والعيش؟
خبرتي في مجال التنقيب عن البترول تجاوزت الثلاثين عامًا، تعاونت خلالها مع جميع الجنسيات بلا استثناء لأني اشتغلت في أغلب دول العالم تقريبًا، وتعددت البيئات التي عملت بها من بيئة صحراوية في دول الخليج العربي ودول شمال أفريقيا إلى بيئة زراعية كما في غابات أفريقيا، وبيئات بحرية في المحيط الأطلنطي والهندي والبحر المتوسط والأحمر، مع اختلاف الطقس من شديد البرودة كما في إيران وتركيا وبحر الشمال في أوروبا إلى شديد الحرارة و استوائي رطب كما في كينيا والكونغو وموزمبيق. كل هذا منحني القدرة على التكيف وزيادة خبراتي الحياتية والعملية؛ فرأيت في السنوات الثلاثين ما أثرى تجربتي، وجعلني أرى ما لم يكن متاحًا إذا بقيت في مصر، كما منحني الاحتكاك مع أنماط متعددة ومتباينة من البشر تأثيرًا إيجابيًا بالثقافات المتباينة، طبقاتها تبدو مختلفة لكنها لينة وثرية ومتجددة ومحفزة.

الوقت في مجال البترول يعني أموالًا طائلة يمكن تبديدها أو استثمارها، ويحقق مكاسب ضخمة، وأعني بالوقت هنا، الثانية لا الدقيقة أو الساعة.

كل هذا كان له أثر طيب حين توجهت للكتابة، ناهيك عن التنظيم والصرامة في المواعيد والقراءات بكل أطيافها، ودراسة الشخصيات التي أتناولها في رواياتي وقصصي.

أين الكاتب علي حسن من الجوائز في مصر؟
الجوائز الأدبية لها قيمتها، ربما أهم ما تقدمه هذه الجوائز للكاتب، هو تقديمه بشكل صريح للقراء وتسلط عليه الضوء، مما يجعله يبحث عن إنتاجه الزدبي، وقراءة أعماله، ولكني لم أتقدم إلى مثل هذه الجوائز من قبل رلا مرة واحدة، مع أول عمل زدبي لي وهو "قطعة صغيرة من الشيكولاتة" وبعدها لم أتقدم لأي جائزة أدبية. ولكني هذا العام أفكر جديًا في الترشح، والفوز بالجائزة أو الإخفاق فيها لا يعني بالضرورة جودة العمل أو تدنيه، فإن الجوائز تعتمد على لجنة لتقييم الأعمال، والذائقة تختلف من إنسان لآخر، وربما النص الذي لا يحفل به قارئ يجد صداه ومردوده عند قارئ آخر.

ليتك تحدثنا عن تلك الدوافع التي تؤثر في أولوياتك واختياراتك لعناوينك الإبداعية؟
أنا لا أكتب عن شيء لا أتفاعل معه؛ فلا يأتي الإبداع أبدًا دون تأثر واقتناع ثم اندماج كامل، ولهذا يفصلني عن العمل الأدبي سواء كانت قصة قصيرة أو رواية، فترة زمنية، أتعايش فيها مع الحدث أو الشخصية أو النص! وبعد أن ينتابني شعور طاغٍ بالتقمص، ورغبة جامحة في التعبير والكتابة، أبدأ في البوح! ربما ذلك يجعلني مقل بعض الشيء في كتاباتي ولكني لا أكتب أبدًا إلا إذا شعرت بالاستمتاع بما أكتب.

مَن مِن الكتاب أو المثقفين في مصر كان له الفضل في بلورة رؤيتك تجاه الأدب والفن؟

الأدباء الذين تأثرت بهم، وكان لهم الفضل في تشكيل ذائقتي الأدبية كثر، ربما أولهم وأعظمهم تأثيرًا على ذائقتي، و اهتمامي بالأدب هو الكاتب الكبير الأستاذ "صبري موسى"وكان جارًا لعمتي في شارع إسماعيل أباظة. تعرفت إلى صاحب "فساد الأمكنة" و"حادث النصف متر" وسمح لي بزيارته في بيته وكان رائعًا مضيافًا، وتعرفت عن طريقه في بداياتي بكبار كتاب مصر في مؤسسة روز اليوسف، لكني لم أكمل المسيرة والتحقت بالعمل في مجال البترول . وبعد العودة؛ لم يكن هناك أعظم من الأستاذ مصطفى بيومي.

أحد أهم نقاد مصر المعروف بدراساته النقدية لكل تراث الأستاذ "نجيب محفوظ" حيث شملني وكل كتاباتي بالرعاية والدراسة وإبداء الملحوظات التي استفدت منها كثيرًا، وكان القارئ الأول لكل مخطوطاتي، وأدين له بالفضل أنني على الساحة الأدبية الآن، فقد 

اهتم بموهبتي وآمن بها، وتابع معي تطورها، وما يزال يمنحني الكثير من وقته وفكره. ويضيف الكاتب على حسن، كما أن الأستاذ مصطفى عبادة، الشاعر والصحافي بجريدة الأهرام، منحني الكثير من ثقافته وخبراته، كذلك وجدت اهتمامًا واضحًا من الأستاذ مصطفى عبدالله، والشاعر الكبير أحمد الشهاوي.

تاريخ الخبر: 2022-12-12 15:21:52
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 60%

آخر الأخبار حول العالم

رصد 54 مخالفة في منشآت التدريب الأهلية في شهر مارس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:24:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

هجوم مسلح يخلف سبعة قتلى بالاكوادور

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:14
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

رواد مركبة الفضاء الصينية “شنتشو-17” يعودون إلى الأرض في 30 أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:24:07
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

الصين: “بي إم دبليو” تستثمر 2,8 مليار دولار اضافية شمال شرق البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية