يقفز إنجاز المنتخب المغربي لكرة القدم في كأس العالم ببلوغه نصف النهائي، على حدود الأبعاد الرياضية إلى أخرى دبلوماسية وثقافية ومجتمعية، إذ عززت حالة الإبهار الذي خلفه المنتخب المغربي رغبة في تحويله إلى رأس مال دبلوماسي يضمن دورا أكبر للمغرب في القارة الإفريقية والعالم مستقبلا.
وكالة رويترز الأمريكية سلطت الضور على ما يمكن أن يجنيه المغرب سياسي من مشاركة أسود الأطلس المتميزة في كأس العالم، إذ أبرزت في تقرير لها أن ذلك الانجاز سيصبح سلاحا آخر لدى ترسانة الرباط لدبلوماسية لكسب دعم دولي في النزاع المفتعل لقضية الصحراء المغربية.
ويبقى الإشعاع الذي حققه المغرب عبر مشاركته الكروية في مونديال قطر، ستعزز، بحسب رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان محمد سالم عبد الفتاح منجزاته السياسية والدبلوماسية المرتبطة بملف وحدته الترابية، لا سيما تلك المتعلقة بحضوره الدولي إعلاميا، ثقافيا وحتى اقتصاديا…، على اعتبار أهمية المجال الرياضي في المعارك التي يخوضها المغرب دفاعا عن قضيته العادلة، في عالم باتت عناصر القوة المرنة فيه توازي عناصر القوة التقليدية أهمية.
وأضاف في تدوينة على حسابه بـ”الفايسبوك” أن انتصارات المنتخب خلقت شعورا جمعيا متفردا وحس وطن عال، حيث “احتفل المواطنون في الأقاليم الجنوبية للمملكة بالانتصارات المتوالية التي حققها المنتخب المغربي، وتوحدت الساكنة الصحراوية بكافة مكونتاها وروافدها الإجتماعية خلف أسود الأطلس، لتقضي على دعوات التفرقة والفتنة التي عزفت عليها الدعاية الإنفصالية”.
ومن شأن الإنجاز الرياضي المحقق أن ينعكس بالإيجاب على التموقع السياسي للمغرب، حيث سيؤدي إلى انحسار الأطروحة الانفصالية مقابل تزايد الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية،باعتبار الرباط أضحت نموذجا للتفرد الديني والحضاري والسياسي والثقافي والرياضي الذي ظهر في مسابقة كاس العالم.
المغرب الذي وسع علاقاته وشراكاته مع اتحادات كرة القدم الأفريقية الأخرى في السنوات الماضية، إذ ساعد في التدريب أو تقديم ملاعب لمباريات تصفيات كأس العالم لمن يعانون صراعات، وكل ذلك بهدف توسيع نفوذ المملكة في أفريقيا وخارجها، يعود اليوم ليقود ثورة رياضية في القارة ويكون ملهمها الأول.