بعد أربعة أيام من تقديم الأرجنتين وفرنسا لما يرى البعض إنه أعظم مباراة على الإطلاق في تاريخ كرة القدم، لعب مانشستر سيتي وليفربول مباراة ممتعة للغاية على ملعب الاتحاد لتذكير الجميع بأن كرة القدم الإنجليزية المحلية تظل هي الأكثر متعة على الإطلاق فيما يتعلق بمباريات الأندية التي تقام كل أسبوع.

لقد شهدت مباراة مانشستر سيتي وليفربول في الجولة الرابعة لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة خمسة أهداف و25 تسديدة على المرمى، لكن من المؤكد أنها لن تعيش في ذاكرة عشاق كرة القدم مثل المواجهة النارية في نهائي كأس العالم 2022 بقطر والمنافسة الشرسة بين ليونيل ميسي وكيليان مبابي على حصد اللقب الأغلى في عالم الساحرة المستديرة.

لكن بالنسبة لأكثر من 50 ألف متفرج من الملعب، وأولئك الذين شاهدوا المباراة عبر شاشات التلفزيون من المنزل بعد توقف المنافسات المحلية لمدة ستة أسابيع بسبب كأس العالم، كانت هذه المباراة ممتعة للغاية، خاصة وأنها كانت بين الناديين الأقوى في إنجلترا على مدار المواسم الخمسة الماضية.

ورغم أن ليفربول خسر المباراة، إلا أن المدير الفني للفريق، يورغن كلوب قال: "لقد كانت مباراة مذهلة".

وأضاف: "بالنسبة لنا الأمر دائما على هذا النحو. عندما نكون في أفضل أحوالنا، فإننا ندفع بعضنا البعض دائما للوصول إلى المستوى التالي. لقد كانت مباراة جيدة حقا".

ويتفق المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، على أن المباراة اتسمت بالمتعة والإثارة، حيث نجح ليفربول في العودة في النتيجة وإدراك التعادل مرتين، قبل أن يسجل ناثان أكي هدف الفوز في الدقيقة 58 ليقود مانشستر سيتي للفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين والوصول إلى الدور ربع النهائي لمواجهة ساوثهامبتون.

وقال غوارديولا: "ليفربول ومانشستر سيتي يحترمان ما قاما به في السنوات الماضية".

وأضاف: "ليس من السهل الاحتفاظ بالكرة ضدهم، فهم أصعب فريق واجهته في مسيرتي التدريبية. إنهم لا يحتاجون إلى أي شيء إضافي لتسجيل الأهداف وخلق الفرص، وعندما يكونون في أفضل حالاتهم فإنهم يدمرونك".

دي بروين "الغاضب" كان رائعا

لم يقدم كيفين دي بروين مستوياته القوية المعتادة في مونديال قطر وودع منتخب بلجيكا البطولة من دور المجموعات، وهو خروج مبكر ومحبط للفريق الذي فشل تماما في تحقيق التوقعات العالية له قبل انطلاق البطولة.

وعندما عاد دي بروين إلى مانشستر سيتي، بدا في حالة غير جيدة في المباراة الودية التي فاز فيها مانشستر سيتي على جيرونا الأسبوع الماضي، على الرغم من نجاحه في هز الشباك.

لكن أمام ليفربول، قدم اللاعب البالغ من العمر 31 عاما أداء مثيرا للإعجاب، فهو الذي مرر الكرة العرضية المتقنة التي أحرز منها إيرلينغ هالاند الهدف الأول، وهو الذي صنع أيضا هدف الفوز الذي أحرزه ناثان أكي.

وقال غوارديولا: "لكي تشعل الحماس بداخله، فإنه بحاجة إلى أن يكون غاضبا أو مستاء بعض الشيء. هذه هي الطاقة الموجودة بداخله".

وأضاف: "عندما يحدث هذا، فإنه يكون رائعا ولا يتوقف عن الركض وصناعة وتسجيل الأهداف. إنه أكثر من مجرد لاعب".

وتابع: "أعلم أنه ليس من السهل تقديم هذه المستويات القوية كل ثلاثة أيام، لكن اليوم كان لديه شيء بداخله يقول أنني أريد القتال. وعندما يحدث هذا، فإنه يتحكم في كل شيء في المباراة".

فيليبس "غير لائق"

شارك جميع نجوم مانشستر سيتي الذين لعبوا في كأس العالم في مباراة ليفربول - باستثناء المهاجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز، والمدافع البرتغالي روبن دياش، وحارس المرمى البرازيلي إيدرسون، ولاعب خط الوسط الإنجليزي كالفين فيليبس.

لم يلعب فيليبس إلا مباراة واحدة مع مانشستر سيتي منذ سبتمبر/أيلول، لكنه تعافى من الجراحة التي أجراها في الكتف ولعب مباراتين مع إنجلترا في كأس العالم.

ومع ذلك، أثار غوارديولا المزيد من التساؤلات حول نجم ليدز يونايتد السابق عندما قال: "كالفين فيليبس غير لائق، ووصل إلينا وهو غير جاهز للمشاركة في التدريبات".

وأكد غوارديولا إصابة دياش في أوتار الركبة خلال المباراة التي خسرها منتخب البرتغال أمام المغرب في الدور ربع النهائي.

في غضون ذلك، قال كلوب إن اللاعب الإنجليزي المخضرم جيمس ميلنر خرج من المباراة بسبب إصابة في أوتار الركبة، بينما كان من المقرر أن يشارك ترينت ألكسندر أرنولد في المباراة لكنه لم يلعب بسبب المرض.