«برّه الصندوق».. خبراء يقدمون حلولًا لأزمة الأعلاف: العودة للبدائل الطبيعية وإعادة تدوير مخلفات الزراعة وورد النيل وعدس الماء

كشف خبراء فى صناعة الأعلاف عن وجود بدائل جديدة يمكن من خلالها زيادة إنتاج الأعلاف، لتغطية الطلب المحلى والحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة للبلاد.

 وأكد الخبراء أن هذه البدائل ستوفر الأعلاف الخضراء من البرسيم والبونكام والمحاصيل العلفية الأخرى، كبديل للأعلاف المستوردة، لخدمة مزارع الدواجن والماشية، مشددين على إمكانية الاستعانة بالتربية المنزلية التى تمثل ٣٠٪ من حجم الإنتاج، لتقليص الفجوة الغذائية وحل مشكلة الأعلاف، فضلًا عن دور وزارة الزراعة فى زيادة إنتاج العلف من خلال التوسع الأفقى والرأسى فى زراعة المحاصيل العلفية.

أحمد العكازى: استنباط سلالات جديدة تحقق أعلى إنتاجية من المحاصيل

قال الدكتور أحمد العكازى، مدير المركز الإقليمى للأغذية والأعلاف بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن بدائل الأعلاف أو الأعلاف غير التقليدية، هى منتجات من أصل نباتى أو حيوانى، تصلح لسد جزء من احتياجات الحيوان الغذائية.

وأضاف «العكازى»: «برزت أهمية هذا الموضوع فى ظل الأزمات العالمية التى حدثت بسبب فيروس كورونا والتغيرات المناخية وندرة المياه والصراع الروسى الأوكرانى، وما صاحب ذلك من ارتفاع فى أسعار الطاقة والنقل والتأمين، ما جعل السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، يشدد على ضرورة الاستغلال الأمثل للموارد، والعمل على تحقيق أعلى عائد من الماء والأرض، وضرورة تفعيل دور مركز البحوث الزراعية بمعاهده المختلفة فى التخصصات، لاستنباط سلالات جديدة تحقق أعلى إنتاجية بأقل قدر من المياه، باستخدام طرق الرى الحديثة».

وأوضح: «شدد وزير الزراعة على ضرورة الوصول إلى نسبة صفر٪ هدرًا من المحاصيل الزراعية، باستخدام كل ما أقرته البحوث الزراعية فى الاستغلال الأمثل للمخلفات»، مشيرًا إلى أنه لم تعد هناك مخلفات ولم تعد هناك سحابة سوداء من حرق قش الأرز، التى كانت تظهر فى مثل هذا الوقت من كل عام.

وأكد: «لقد أصبحت غالبية هذه المخلفات أو ما كانت تسمى بالمخلفات، خامات علفية تزيد من سلسلة القيمة».

وتابع: «المخلفات الزراعية ثلاثة أنواع؛ المخلفات الحقلية مثل التبن والحطب والقش والعروش، ومخلفات الحاصلات البستانية ونواتج تقليم أشجار الفاكهة، والمخلفات الحيوانية مثل فضلات الحيوانات.. وقد تحولت هذه الأصناف إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية بعمليات السيلجة والحقن باليوريا والأمونيا والإنزيمات المحللة للألياف، وإلى أسمدة عضوية عالية المحتوى من العناصر المهمة للمزرعة، علاوة على أنها تدخل فى صناعات أخرى غير زراعية، مثل الأخشاب الصناعية وفلاتر المياه».

وقال إن مخلفات التصنيع الزراعى لم تعد تسمى بالمخلفات، بل نواتج ثانوية، مثل مخلفات المطاحن والمضارب ومعاصر الزيوت ومخلفات صناعة السكر وتفل البيرة ومخلفات صناعة النشا، وكلها تحولت- بفضل بحوث الإنتاج الحيوانى- إلى مدخلات جيدة فى صناعة الأعلاف.

وأكد أن هناك البواقى العرضية للأسواق ومخلفات المطاعم والمطابخ والمخابز، وهناك أيضًا استخدام الأعشاب البحرية وورد النيل وعدس الماء، والتى أصبحت تستخدم كمصدر بديل للأعلاف الخضراء، وتجرى عليه تجارب تحليل وتجفيف للحصول على أعلى قيمة غذائية.

الزراعة: البرسيم والحشائش بديل طبيعى 

كشف تقرير لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، ممثلة فى معهد بحوث الإنتاج الحيوانى، عن أهم أسباب أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف والتى تكمن فى اعتماد هذه الصناعة على العلائق المركزة بنسبة ١٠٠٪، ما يؤدى لمضاعفة إجمالى حجم التكلفة الفعلية، التى تنعكس بالقدر ذاته على أسعار تداول المنتج النهائى المعروض أمام المستهلك بالسوق المحلية.

وأشار التقرير إلى إمكانية الاستعانة بالعديد من البدائل الطبيعية لتحقيق انفراجة نسبية فيما يخص أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف، وهو الأمر الذى يعود بالإيجاب على استمرار هذه الصناعة الوطنية، ويدعم السواد الأعظم من صغار المربين. 

وقدّم التقرير البرسيم والحشائش الخضراء بوصفها بدائل طبيعية تساعد فى تقليل حجم الاعتماد على العلائق المركزة الجاهزة، بما يمثل وفرًا اقتصاديًا لجموع المربين فى ظل أزمة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن والماشية، التى تضرب قطاع الإنتاج الداجنى وصناعته فى مقتل، بسبب توقف وخروج عدد كبير من المنظومة.

 

فوزى أبودنيا: استئناف التربية بالمنازل وسلالات الدواجن المحلية

أشار الدكتور فوزى أبودنيا، مدير معهد بحوث الإنتاج الحيوانى الأسبق، إلى أن التربية المنزلية للدواجن والمواشى تسهم فى حل الأزمات المالية الأسرية، باستغلال المتاح من فضلات المنزل وتوفير ما يلزم الأسرة من بروتين حيوانى عالى القيمة الغذائية دون تكاليف تذكر.

وأضاف «أبودنيا»: «أنظر لوضعنا الحالى ونحن ندور حول أنفسنا ونسينا أن لحوم الدواجن كانت أحد الحلول العبقرية للمرأة المصرية الريفية البسيطة فى توفير البروتين وتقليل الإنفاق وزيادة الموارد المالية للأسرة المصرية».

وتابع: «فى هذه الآونة يمر العالم بأزمة اقتصادية تترتب عليها أزمة غذائية وارتفاع للأسعار، ما يجعل مصر تخسر حين تستورد أعلافًا بالعملة الصعبة، وتخسر حين نهدر المتبقيات المنزلية.. السلالات المحلية يمكن أن تلعب دور المنقذ فى ظل هذه الأزمة»، لافتًا إلى أن مصر اعتمدت على مر تاريخها على التربية المنزلية للدواجن، وكنا نرى الأسواق دومًا متشبعة بتوافر اللحوم البيضاء بعد أن يتم اكتفاء الأسر المنتجة». وأوضح: «يظن كثير من الناس أن تربية السلالات الأجنبية سريعة النمو تحقق أرباحًا أكبر من تربية سلالات الدواجن المحلية، وهذا صحيح عند اللجوء إلى الإنتاج المكثف الاستثمارى، لكنه غير صحيح بالمرة عند تربية السلالات المحلية بالمنازل لتستهلك فضلات المنزل والأسواق، إذ يكون الإنتاج بأقل التكاليف وأعلى العوائد نتيجة تحويل تلك المتبقيات المنزلية إلى كتلة حيوية عالية القيمة الغذائية والسعرية وهى اللحوم، ما يعود بالمنفعة على الأسرة وعلى السوق المصرية». 

وقال: «لقد كانت الأسر فى مصر تكتفى ذاتيًا بتربية سلالات الدواجن المحلية وتتكسب من بيع الفائض فى الأسواق من الخضر والفاكهة، ويمثل قطاع تربية الدواجن المنزلية حوالى ٣٠٪ من إنتاج القطاع الداجنى فى مصر، ويمكن بأقل الإمكانيات أن نرفع هذه النسبة لتمثل ٥٠٪ من الإنتاج المحلى، ونزيد الاعتماد على السلالات المحلية، خاصة فى ظل تطور تربية الدواجن وظهور آليات ومعدات حديثة وغير مكلفة تسهم فى هذا الأمر لإنتاج طيور بشكل آمن على الأسرة المصرية ويسهم فى تقليل الضغوط والعبء المالى على الأسر المصرية».

وأكد أن الاهتمام بالثروة الداجنة سوف يسهم فى تغطية جزء كبير من احتياجات الناس فى مصر دون إجهاد الدولة اقتصاديًا، خاصة فى ظل هذه الظروف الاقتصادية التى نمر بها الآن، ويتبقى فقط وضع الأنماط البسيطة وغير المكلفة والآليات التى تتناسب والتربية الآمنة للدواجن المنزلية، وذلك لاستغلال ما يهدر من غذاء المنازل المصرية، وبالتالى نقلل من العبء على القطاع الاستثمارى لإنتاج الدواجن من المنافسة على استهلاك الأعلاف المركزة المستوردة من الخارج، وبالتالى نحقق المعادلة الصعبة.

جمال صيام: التوسع فى محصول الذرة والاعتماد على تقاوى وزارة الزراعة 

أوضح الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة القاهرة، أنه لا بد من قرارات سريعة لحل مشكلة الأعلاف، مطالبًا بسرعة الإفراج عن أكثر من مليونى طن من الذرة وفول الصويا.

وأضاف أستاذ الاقتصاد الزراعى: من ضمن الحلول أيضًا، لا بد من زراعة مليونى فدان بالذرة وفول الصويا، كما يجب الإكثار من البرسيم والاعتماد على التقاوى المعتمدة من وزارة الزراعة التى تنتج نحو ٤٠ طنًا فى الفدان الواحد بدلًا من ٢٥ طنًا للفدان كإنتاجية للفدان حاليًا.

وطالب وزارة الزراعة بزيادة التوعية والإرشاد للمزارعين، بحيث يتم عمل «دريس» فى فصل الصيف للبرسيم و«سيلاج» لمحصول الذرة، متابعًا: لدينا مخلفات زراعية تقدر بنحو ٣٠ مليون طن من أحطاب الذرة والقطن وعروش الخضروات والمحاصيل الحقلية وقش الأرز، ولم يستغل سوى تبن القمح و١٠٪ من قش الأرز.

وتابع: توجد لدينا ٤ ملايين طن قش أرز، ويمكن الاستفادة منها فى الأعلاف بإضافة محلول الأمونيا، كذلك مخلفات صناعة الخضر والفاكهة ومخلفات صناعة الغذاء من مصانع العصير للمربى.

تاريخ الخبر: 2022-12-25 21:21:10
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية