أدباء فى المائدة المستديرة: شاكر عبدالحميد المثقف النموذج للمفكر الموسوعي

أكد الأدباء المشاركين فى المائدة المستديرة  لمؤتمر أدباء مصر في  دورته الـ 35 والتي جاءت تحت عنوان "شاكر عبد الحميد .. الشهاب الذي لم ينطفئ"، أن الدكتور والمفكر الراحل شاكر عبدالحميد، يعد نموذج للمفكر الموسوعي، واستطاع طوال حياته أن يوفي بالجانبين الإبداعي والأكاديمي.

وأشاروا خلال المائدة التي أقيمت ضمن فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر فى دورته ال 35 بمحافظة الوادي الجديد، بقاعة الندوات بقصر ثقافة الخارجة، والتى أدارها الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ ناصف، رئيس المركز القومي لثقافة الطفل، إلى أن الراحل الدكتور شاكر عبدالحميد له حصاد إبداعي كبير من مؤلفات وبحوث ومقالات صحفية باقي وكتبه، محل البحث في كافة متاحة البحث العلمي والإبداعي.

وفى بداية المائدة أكد الكاتب محمد ناصف، على أن مؤتمر الأدباء جاء بأشياء عظيمة لكل الأدباء على كافة المستويات من تطوير النشر الإقليمى وساهم فى وجود إدارات مركزية وأيقونة مهمة، وإقامته بعد جائحة فيروس كورونا شئ مهم جدا، وعودته يعد إنجازا مهما يحسب لوزارة الثقافة، ومحافظة الوادي الجديد على استضافة المؤتمر ودعم الثقافة بشكل مباشر، والعمل على تقديم فعاليات المؤتمر بشكل متميز.

وأشار "ناصف" إلى أن الدكتور شاكر عبدالحميد له مع الجميع ذكرى كبيرة ومحبة فى القلب  فقد كان من مدرسة إنسانية في الإدارة وكان يتواجد فى كل الأماكن، سواء كان وزيرا أو خارج الوزارة، وحين أرادوا أن يحلوا أزمه ما ايام حكومة الدكتور الجنزورى تعامل بشكل إنساني في الأمر وبروح بسيطة.

وأوضح محمد ناصف، أن الدكتور شاكر عبدالحميد، يعد عالم كبير فى سيكولوجية الابداع فى الفنون التشكيلية، وكان يفسر فى هذا الجانب، ويسد ركناً كبيرة فى هذا الأمر، وصنع حاله متميزة باقية حتى الان، 

 

- حالة فريدة من حالات التحام الأكاديمي بالحركة الأدبية والفنية والثقافية

 من جهته أكد الكاتب المسرحي والشاعر أحمد سراج، أن الدكتور شاكر عبدالحميد يمثل خلال مسيرته "من 20 يونيو 1952 إلى 18 من مارس 2021" نموذجًا للمثقف الموسوعي، وحالة فريدة من حالات التحام الأكاديمي بالحركة الأدبية والفنية والثقافية عامة، فقد استطاع طيلة حياته الوفاء للجانبين الأكاديمي والإبداعي.

وأشار "سراج" إلى أنه رغم التخصص الدقيق للدكتور عبد الحميد "علم نفس الإبداع"، فإنه استطاع من خلاله قراءة الأدب والإبداع بتمثلاتهما المختلفة، وربما بدا للبعض أن علاقات عبد الحميد الواسعة هي ما قادته لذلك لكن الحقيقة أن المدخل النقدي الذي اختاره هو الذي وسع علاقاته، فهو حين يقرأ "هاملت لشكسبير" يحتفظ بمدخله النقدي، وحين يقرأ عملاً إبداعيًّا حديثًا فهو يفعل الشيء نفسه.

وقال إنه من الملاحظ أن حصاد "عبدالحميد" الثقافي ينتمي إلى النقد والترجمة، ويتوزع على أربعة مجالات للنشر، هي الكتب النقدية، والكتب المترجمة، والبحوث والمقالات العلمية، وأخيرًا المقالات الصحفية، ومثَّل الخيال في كتابه "الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي" حلًّا إنقاذيًّا إعجازيًّا للكائن الهش الضعيف؛ الإنسان، وصارت قدرة الإنسان على تحويل الغرابة والوحشية إلى فن هي وسيلته المثلى لتحقيق إنسانيتهز 

 وتابع الكاتب المسرحي، أنه في كتابه محل البحث "الفن وتطور الثقافة الإنسانية" وضع فكرته صافية وواضحة، وقد تجلت تحديدًا في الفصل السابع الموسوم بــ"نهضة مصر وروح المكان.. ملاحظات أولية"، وما أود قوله هنا هو أن "عبدالحميد"، كان لديه هدف قيمي من وراء دراساته وكتبه وترجماته وحتى لقاءاته الصحفية والتلفزيونية والشخصية: "جمود العقل وتقييد الخيال سيجعلان الإنسان خائفًا من الغريب، وعاجزًا أمام الوحوش التي يتخيلها حتى تتجسد، أو يوهمه آخرون بوجودها فيصدقهم".

 وأشالر إلى أن  "عبد الحميد" قدَّم بعد هذا الكتاب الصادر عن دار ميريت للنشر والتوزيع عام 2015 عددًا من الكتب المهمة، منها "التفسير النفسي للتطرف والإرهاب" و"مدخل إلى الدراسة النفسية للأدب" و"الحلم والكيمياء والكتابة، دراسة في عالم عفيفي مطر" و"الدخان واللهب"، ونعم وصحيح أن هناك كتبًا سبقت هذا الكتاب، ومنها ما ذاع صيته وصار مرجعًا رئيسًا في مختلف المجالات ، ومنها ما نال جوائز كبرى، ونعم وصحيح أن هذا الكتاب لم يحظ باهتمامٍ لائق، أو مقارب لكن هذا الكتاب يُمثِّلُ، وأعتذر عن التشبيه البلاغي، واسطة العقد.

وقال: ان ينقل عبدالحميد بمشاعر ابن الوطنية المصرية ما كتبه بدر الدين غازي عن اللحظة الخالدة: "وجاء منتصف الساعة السادسة، وأُمر برفع الستار، وقام الجند بإنزاله في شيء من الهوادة والبطء جعل التمثال يظهر للناظرين رويدًا رويدًا، فلم تكد تبدو رأس المصرية التي توقظ أبا الهول من مجثمه، إذا رعشة سرت إلى النفوس وإلى الأجسام جميعًا، وإذا ألوف الأيدي تتحرك بالتصفيق، وإذا الهتاف يشق عنان السماء بحياة نهضة مصر، وإذا كل مصري ممن احتشدوا في الميدان لا يملك نفسه أن يتولاها هذا الشعور القوي العجيب الذي يجمع في حياة الإنسان القصيرة بين الماضي إلى آلاف السنين ذاهبة في غياباته، والمستقبل إلى ألوف السنين ما تزال مطوية في غيبه".

 واستطرد، من خلال تتبعنا لمشروع شاكر عبدالحميد عامةً، ولكتابه "الفن وتطور الثقافة الإنسانية خاصة يمكننا القول إن: آمن "عبد الحميد" بأثر الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الفن العالمي، وفي الفن المصري خاصة، للفن دوره في تغيير الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى الأفضل، وشكلت الفنون الحديثة قاطرة ساهمت في تقدم البلاد المهتمة بها مثل السينما للولايات المتحدة الأمريكية، تمثل "الصناعات الإبداعية" أحدث ما وصلت إليه الفنون والعلوم معًا. 

 وعلينا أن ننتبه إلى أثرها الملهم في تغيير اقتصاديات الدول وثقافات شعوبها وأنماط سلوكهم، وما يمكن اعتباره حجر الزاوية في فكر شاكر عبدالحميد هو أن لمصر روحٌ متفردة، تراكمت عبر العصور، والفن المصري من أهم حراس هذه الروح، إضافة إلى قدرته على أن يكون قوة ناعمة مؤثرة، وعنصرًا فعالاً في الصناعات الثقافية، وأن الفن المصري - بمفهومه الواسع – قادرٌ على قهر الغرابة والاستبداد والتطرف والإرهاب، وقادرٌ في الوقت نفسه على تطوير المجتمع المصري، واستمرار روح مصر الفريدة.

فيما قال الناقد والشاعر شعبان يوسف، أن الدكتور الراحل شاكر عبدالحميد، حمل مرحلة علمية مهمة، وبدأ ناقدا أدبيا من خلال رسالته العلمية في القصة القصيرة، وتناقشنا كثيرا فى المنتديات الثقافية، وكان صديق عميق معنا ومع الدكتور محمد سلمان، وكان ذات يوم له دراسة مهمة فى مجلة الاقلام، وكانت دراسته الأدبية تلميذ مخلص للدكتور مصطفى سويف، الذى فتح علم النفس عن الأدب.

تاريخ الخبر: 2022-12-30 09:21:52
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 66%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية