قالت وزارة الصحة السودانية إنها بدأت صيانة وإعادة تأهيل عدد من المشارح بالعاصمة الخرطوم، بعد أن وصلت مرحلة متردية جراء تكدس الجثث.
الخرطوم: التغيير
أقرت وزارة الصحة السودانية، بوصول المشارح في العاصمة الخرطوم إلى حالة متردية جراء تكدس الجثث بأعداد كبيرة، وأعلنت الشروع في إعادة تأهيلها وصيانتها لتحسين بيئتها.
وظل ملف تكدس الجثث في المشارح، قضية محورية طوال عمر الثورة السودانية التي شهدت سقوط عدد كبير من الشهداء بجانب المفقودين والمخفيين قسرياً.
وتتكدّس مئات من جثامين الموتى بمشارح الخرطوم في ظروف غير مهيأة، الأمر الذي دفع المجلس الإستشاري للطب العدلي بوزارة الصحة، إلى التوصية، في وقتٍ سابق، بإغلاق المشارح المتكدسة بالجثث «بشائر، أم درمان والتميز» وتسليمها للنائب العام.
وقالت وزارة الصحة في توضيح، الخميس: «بعد أن وصلت مشارح ولاية الخرطوم إلى حالة متردية نسبة لتكدس الجثث بأعداد كبيرة جداً فاقت طاقة المشارح حتى فاحت الروائح، ونهشت الفئران في الجثث مما ينذر بكارثة بيئية وصحية بالبلاد، شرعت وزارة الصحة الاتحادية ممثلة في هيئة الطب العدلي والمجلس الاستشاري، في إعادة صيانة وتأهيل عدد من المشارح بولاية الخرطوم والتي شملت (أمبدة، بشائر وأم درمان)».
وأضافت أن «عمليات التأهيل شملت توفير عدد من ثلاجات حفظ الجثث، وتهيئة صالات التشريح، وترتيب وضع الجثامين المتكدسة ووضعها في أكياس الموتي وتعريفها للاحتفاظ بها دون أن تتحلل أو تنهشها القوارض والفئران».
وذكرت أن التأهيل تضمّن «فرز جثامين الأطفال حديثي الولادة وتكفينهم، فضلاً عن ترتيب المخازن ونظافة للصالات الخارجية، وصيانة المكيفات ومراجعة الإنارة ونظافة الصالات الخارجية وفتح المجاري الأمر الذي انعكس على تحسن بيئة العمل بالمشارح التي بدأ العمل بها بصورة كبيرة».
وأشارت الوزارة إلى أن «عمليات إعادة تهيئة وتأهيل المشارح لا تتضمّن نقل أو تشريح أو دفن للجثث حالياً».
وكانت منظمات وهيئات وناشطين في المجتمع المدني، أطلقوا حملة مناصرة بعنوان «دفن بدون عدالة ضياع للمفقودين»، رفضاً لقرار سابق من سلطات الانقلاب بالبدء في دفن الجثث المتكدسة بمشارح العاصمة.
