بركات الميلاد
بركات الميلاد
بميلاد السيد المسيح حدثت تغيرات جذرية في حياة البشر, وأفكارهم بما حملت رسالته من مبادئ روحية كأس متين ووحيد لكل الروبط البشرية.. قد نالت المسكونة كلها الخلاص الأبدي من الموت ومن الهلاك الأبدي لأنه جاء ليخلصنا وليفدينا من هذا الحكم المخيف, وأخذ الذي لنا وأعطانا الذي له.. نالت البشرية كلها بركة التقديس الأرضي الذي سبق أن لعنت وأنبتت شوكا وحسكا, فتبارك بيت لحم والناصرة والجليل وغيرهم المدن والقري بفلسطين وتباركت الأراضي المصرية بقدومه أثناء هروبه من وجه هيردوس ملك اليهودية وكانت معه العائلة المقدسة, وعلمنا في ذلك كيف يهرب الإنسان من وجه الشر, وعدم مقاومة الشر بالشر.. ولقد ترك المسيح لنا أعظم تركة يمكن أن يتمتع بها البشر من فضائل روحية وهي فضيلة السلام والتسامح والغفران والمحبة والود والاحترام والهدوء وتقدير المشاعر والأحاسيس نحو البعض والتعاون والطاعة والمشاركة في كل عمل صالح..
نالت البشرية أيضا بركة التعليم بالقدوة والتأمل الروحي في حياتنا, فقد علمنا المسيح له المجد: وهو طفل مولود في مذود البقر فضيلة الوداعة والتواضع ليس كلاما يقال بل هو عمل وحياة يأتي الكلام معبرا عن القلب الذي يعرف حقيقة ذاته, وعلمنا كيف نشارك الفقراء والمساكين والمحتاجين باتضاع كامل..
وهنا نجد بركات كثيرة بسبب ميلاده العجيب, فقد كشف لنا عن محبته العميقة جدا للإنسان, و جدد طبيعته الساقطة بالاتحاد العظيم, إذ اتحد ابن الله بالجسد الإنساني, وعلم الإنسان الكثير والكثيرعن الحياة الأبدية..
في مناسبة عيد الميلاد المجيد نسبح ونتهلل مع الملائكة أنشودتها الخالدة بإعلان حلول ملك السلام متجسدا بين البشر قائلة: المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة.