بعادات خاصة.. الجزائر تُحيي تقاليد ثقافية احتفالاً بالتقويم الأمازيغي 2973


تحتفي الجزائر كل سنة برأس السنة الأمازيغية الجديدة، المعروفة بـ"يناير"، هذا التقويم الأمازيغي يصل الآن لسنة 2973، حيث يعود تاريخ الاحتفال به إلى عقود مضت، لارتباطه بالأساطير الشعبية في شمال إفريقيا.

وترافق الاحتفالات بـ"يناير" معتقدات سائدة منذ القدم في الجزائر، حيث يستبشر الأمازيغ بهذا اليوم لتحقيق سنة سعيدة ووفيرة بالزرع، فمنهم من يربط تاريخه ببداية السنة الفلاحية، في حين يربطه آخرون بانتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على الفرعون رمسيس الثاني في مصر، رغم نفي المراجع التاريخية لهذا الاعتقاد، كون أنّ رمسيس الثاني مات قبل ولادة شيشناق بأكثر من مئة عام.

وتبرز في المجتمع الجزائري عادات وتقاليد متنوعة للاحتفال بهذا اليوم المصادف لـ 12 يناير من كل سنة، وهو يوم عطلة في البلاد أقرته السلطات في عام 2018 بعدما صارت الأمازيغية لغة رسمية بموجب الدستور الساري في البلاد.

من الاحتفال بالسنة الأمازيغية في الجزائر

الشرشم والرفيس

ففي مدينة غرداية جنوب الجزائر، تحضر العائلات الميزابية لهذه المناسبة منذ الأول من شهر يناير، المتزامن مع نهاية حصاد إنتاج نخيل التمر، حيث تجد العائلات لاسيما منها التي تملك بساتين من النخيل في الاحتفال بـ"يناير" فرصة لمراجعة الوضع البيئي لبساتين النخيل، في وقت يتم الإعداد لهذا اليوم عبر التحضير لمختلف الأطباق التقليدية المتنوعة مثل طبق الشرشم وهو عبارة عن أكلة تقليدية تصنع من القمح الصلب والحمص والفول ويتم توزيعه على الأطفال والكبار.

كما تُحضر العائلات في غرداية طبقا يطلق عليه "الرفيس"، وهو طبق محلي ضروري خلال الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، وذلك باستعمال عدة مقادير وفي مقدمتها الدقيق الذي يتوجب أن يكون من النوع الممتاز ويستعمل لتحضيره كمية من العجين السائل الذي يسكب بكميات محدودة داخل مقلاة بها قليل من زيت المائدة الساخن قبل طهيه على نار هادئة، ويتم قطع العجين السائل بعد تحوله إلى شبه رغيف، تقطع قطعا صغيرة باليدين أو باستعمال آلات طحن يدوية، وتتراكم بذلك كميات فتات الرغيف مشكلة بذلك أكلة "الرفيس"، وبعد تجميع هذا الفتات في إناء كبير أو ما يسمى بـ"القصعة"، تضاف إليه كميات من السكر لاعتباره مادة ترمز إلى الصفاء والحلاوة، طلبا لأن تكون السنة الأمازيغية الجديدة "حلوة" بمسراتها وأفراحها، كما تُضاف إلى الطبق أيضا قليلا من الدهون، ويفضل أن تكون دهونا طبيعية والعنب المجفف (الزبيب) وقليلا من المواد المحلية الأخرى.

تعتبر بعض العائلات أن الاحتفال بيناير تقليد راسخ يتوجب إحياؤه

فرصة للتأخي

وفي مدينة تيزي وزو شرق الجزائر يعتبر السكان أنّ الاحتفال بيناير فرصة للتأخي وتجديد الروابط الاجتماعية، حيث تصر العائلات على إحيائه وسط بهجة غامرة على طريقتهم الخاصة، وتقوم النساء بذبح الديك أو الدجاج ويتم طهي طبق الكسكسي ودعوة كل الأهل والأقارب لتناول العشاء.

"ثابورثأسغاس" للتضامن مع الفقراء

أما في الجنوب الجزائري فتعتبر العائلات الاحتفال بـ"يناير" فرصة حقيقية للتضامن مع الفقراء، حيث يطلق الطوارق في مدينة ادرار وغيرها العنان للأفراح باليوم الأمازيغي قبل أسبوع ويطلق عليه اسم "الأسبوع الأمازيغي"، وتعرف الأمسية التي تسبق يناير باسم "ثابورثأسغاس" أي "باب السنة"، ويتم خلاله طهي وجبات تقليدية مثل الكسكس وغالبا ما يستخدم لحم الحيوان المضحى الذي يسمى (أسفيل)، ويخلط باللحوم المجففة (أكيدلوه) لتزيين طبق الكسكسي.

تاريخ الخبر: 2023-01-11 15:19:09
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 86%
الأهمية: 97%

آخر الأخبار حول العالم

“رايان إير” تطلق خطا جويا بين طنجة وورزازات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:09
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية