نقاد عن عرض «تِقدر»: تقنيات حديثة لعرض تاريخنا بلا تعالٍ على الطلاب

أشاد مسرحيون ونقاد بالعرض المسرحى «تقدر»، الذى جرى تقديمه فى دار الأوبرا، بحضور وزير التربية والتعليم ووزيرة الثقافة ووزير الشباب والرياضة، كتدشين لمبادرة «إحياء المسرح المدرسى»، التى جرى إطلاقها بالشراكة بين وزارة التربية والتعليم مع قنوات «مدرستنا»، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كشريك إعلامى.

العرض من تأليف مدحت العدل ومن إخراج بتول عرفة، وبطولة: يسرا وكارول سماحة وأكرم حسنى وحنان مطاوع ومحمد فراج وأسماء أبواليزيد ومحمد الشرنوبى وأحمد الرافعى وفريق «بلاك تيما» و«كورال الشرق»، بخلاف ٧ أطفال من نجوم الغد تم اختيارهم من بين ٢٥٠٠ طفل.

قال باسم صادق، الناقد المسرحى والكاتب بمؤسسة الأهرام، إن عرض «تقدر» أكد أن مصر تستطيع تقديم عرض يليق بالطفل المصرى، إذا توفرت الإرادة لفعل ذلك، مشيرًا إلى أنه كان جذابًا.

وأضاف «صادق»: «تضافرت كل عناصر العمل المسرحى مع توظيف التقنيات الحديثة لترسيخ قيم الانتماء، ونبذ العنف والتنمر والانسياق الأعمى وراء مغريات مواقع السوشيال ميديا، والتأكيد على أهمية الإيمان بالحلم والعمل على تحقيقه».

وأوضح: «يوضح العرض أننا- ببساطة- امتداد لتاريخ طويل من الأمجاد، كتبه عمالقة فى جميع المجالات، مثل نجيب محفوظ ومجدى يعقوب وهانى عازر، ومن قبلهم أحمس قاهر الهكسوس، وصولًا لمحمد صلاح، الذى استطاع أن يرفع سقف طموحات المواطن المصرى إلى ما لا نهاية».

وأكد أن بساطة العرض صنعت جاذبيته، مشيدًا بقصة الدكتور مدحت العدل «التأليف رفيع المستوى.. وكلمات الأشعار الملهمة».

وتابع: «نجح أبطال العرض فى التعامل مع الأطفال بخفة ظل، وكان أداء حنان مطاوع قويًا، إذ جسدت شخصية إياح حتب، والدة أحمس، واستطاعت تصدير الحماس وأهمية الارتباط بالأرض والتاريخ».

كما أشاد بالدكتور محمود صبرى، مصمم الفيديو مابينج والهولوجرام، قائلًا: «أعتبره نجمًا من نجوم العرض، لدقته فى تنفيذ تلك المشاهد بإتقان يستحق عليه كل التقدير، ونجحت أميرة صابر فى أن تخطو خطوة مهمة على طريق تصميم الأزياء، بعد خطواتها الموفقة فى مسرح الجامعة وعروض مسرح الدولة، لتؤكد أنها تملك الوعى والتركيز وتستطيع تقديم التفاصيل اللازمة لزى كل شخصية».

ولفت إلى أن بتول عرفة مخرجة متمكنة ورقيقة، تقدم أداء نفتقده، خاصة فى عروض الطفل، وأضاف: «العرض ككل حالة إبداعية رائعة، وبداية موفقة لإعلان تدشين مبادرة إحياء المسرح المدرسى، ونتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تتبعها بخطوات فعالة فى مدارسنا».

من جهته، قال الدكتور حاتم حافظ، رئيس تحرير مجلة الفنون، أستاذ الدراما والنقد بأكاديمية الفنون، إن كلمة وزير التربية والتعليم الافتتاحية قبل عرض «تقدر» كانت كلمة مهمة للغاية، لأنه أكد قدرة الوزارة على مواكبة التطور.

وأضاف «حافظ»: «تحدث الوزير عن دور الوزارة، فى ظل إتاحة المعلومات وزيادة المعارف فى الوقت ذاته، فالحصول على المعلومة صار سهلًا، بمجرد ضغطة زر على محركات البحث، ومن ثم فإن الدور الأكثر أهمية للمدرسة هو بناء الإنسان وجدانيًا وأخلاقيًا.. فى هذا الإطار يمكن فهم مبادرة إحياء المسرح المدرسى».

وتابع: «فن المسرح له قدرة كبيرة على تشكيل وجدان البشر، خصوصًا فى سن المدرسة. وأهم ما فى المبادرة- من وجهة نظرى- ليس دعم المسرح المدرسى فحسب، لكن أيضًا تخصيص يوم أسبوعيًا فى المدارس للنشاط الفنى وللنشاط الرياضى بالتبادل، أى أن كل طالب سوف يحظى كل شهر بيومين كاملين لممارسة النشاط الفنى وتذوق الفنون».

وأضاف: «فى ضوء هذه الخطة عرضت مسرحية (تقدر)، لتكون نموذجًا للعروض المسرحية التى يمكن تشكيلها فى فضاء المسرح المدرسى مستقبلًا، ولتُعرض المسرحية فى كل المدارس المصرية. لهذا كان هناك اهتمام كبير، واستغرق إعداد المسرحية أكثر من عام».

وأكد: «كتب مدحت العدل المسرحية بذكاء شديد، فتبدأ المسرحية بمجموعة من الصغار فى سن المدرسة فى مشهد يكشف عن العالم الافتراضى الذى يغرقون فيه، ثم يركز على فكرة جوهرية: هذا الجيل يجهل تاريخه ورموز وطنه، ويفتقد القدوة. لكنه عالج هذه الفكرة ببراعة جنبته فخ التعالى الذى يقع فيه الكبار فى تعاملهم مع الصغار». 

وقال: «ساعد المؤلف فى خلق هذه البراعة خيال المخرجة بتول عرفة، التى غامرت باستخدام كل التقنيات المسرحية الحديثة، ومنها الهولوجرام والبُعد الثالث والتصوير السينمائى، ليس فحسب لخلق صورة فنية بديعة لكن أيضًا لتأكيد أن هذه التقنيات صارت جزءًا من ثقافة هذا الجيل».

وأوضح: «تشكلت اللوحات الفنية على مستويين: الحاضر والماضى، فعن طريق استدعاء نجيب محفوظ مثلًا تمت الإحالة للكاتب المصرى القديم، وعن طريق استدعاء الدكتور مجدى يعقوب تمت الإحالة للطب المصرى القديم.. وهكذا». 

وأضاف: «العرض وضح للأطفال تاريخ مصر، وحرص على توعيتهم وتوضيح أن كل نجاح فردى ليس مجرد صدفة تاريخية، بل هو ثمرة اجتهاد وطموح».

وقال: «لوحة نضال السيدات المصريات فى ثورة ١٩، عبرت عنها بحيوية وطاقة جبارة الفنانة كارول سماحة، بالغناء، ومن ذكاء العرض، تأليفًا وإخراجًا، تركيزه فى نهايته على قصة طرد الهكسوس على يد أحمس، لأنها أحالت لفكرة أن الدولة لم تكن فى أفضل حالاتها لمواجهة الهكسوس، لكنها بالإرادة والوطنية استطاعت التغلب على عدوها وتوحيد صفوفها».

تاريخ الخبر: 2023-01-15 21:21:35
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 55%

آخر الأخبار حول العالم

دورة مدريد لكرة المضرب: الروسي روبليف ي قصي ألكاراس حامل اللقب

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:24:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 51%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:24
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 66%

هذه أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق هدنة في غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 12:25:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية