استضاف المركز المصري للدراسات الاقتصادية مساء اليوم الثلاثاء، الدكتور جيمس أ روبنسون الأستاذ بكلية هاريس للسياسات العامة وقسم العلوم السياسية لجامعة شيكاغو، والذي ألقى محاضرة متميزة حول ” تجارب دولية في مجال الإصلاح المؤسسي”، بحضور نخبة كبيرة من الخبراء والمتخصصين.

وقال روبنسون إن هناك علاقة كبيرة بين النظام الديموقراطي وتحقيق التنمية الاقتصادية، مؤكدًا أن الديموقراطية تؤدى إلى إحداث النمو الاقتصادي ولكن النمو الاقتصادي لا يؤدى إلى تحقيق الديموقراطية.

واستعرض “روبنسون” في محاضرته عددًا من التجارب الدولية الناجحة التي أدت فيها الديموقراطية إلى تحقيق مكاسب اقتصادية، مثل رواندا وبتسوانا والتي تمكنت من تطبيق السياسات الحديثة وتمكين المؤسسات.

وأشار أيضًا إلى تجارب تحول المملكة المتحدة البريطانية عام 1832 إلى النظام الديموقراطي والذي بدأ بإجراء انتخابات على نطاق ضيق ثم تحول النظام السياسي إلى النظام الديموقراطي، مؤكدًا أن النظام الديموقراطي هو الأفضل، حيث يحدث التوازن بين القوى في المجتمع، لافتًا إلى أن النظم الاستبدادية تعمل لصالح مجموعات بعينها، ضاربًا المثل بالنموذج الصيني والذى يعمل لصالح الأشخاص المنتمين إلى الحزب الشيوعي.

وقال أن هناك مخاوف من التغيير وخوف بعض المجتمعات من التحول للنظم الديموقراطية، ولكن التجارب أثبتت أن الديموقراطية تؤدى لمكاسب أكبر لجميع الفئات وتحقيق النمو الاقتصادي، في حين أن المؤسسات الاستبدادية ليس لديهم القدرة على المحاسبة ويعانون من مشكلات اقتصادية، ولفت إلى ضرورة عمل الدول على إصلاح المؤسسات والسياسات لصالح المجتمع، ولكن إذا كانت الديموقراطية مرحلة انتقالية فيصعب استمرارها ضاربًا المثل بتجربة السودان.

وتحدث “روبنسون” عن التوازن بين القوى في النظم المختلفة وكيف تؤدى الديموقراطية إلى تحقيق هذا التوازن، مثلما حدث عند تغيير آليات جمع القطن في أمريكا بعد الثورة الصناعية في فترة ما بين عام 1940 – 1950، حيث تم استبدال عمال الجمع بالآلات الحديثة، وكانت هذه العمالة من الطبقة السوداء وحدثت حملات للدعوة إلى إعادة توزيع العمالة في المؤسسات والمطالبة بالحقوق المدنية وحقوق الإنسان، وقد حدث التحول بالفعل في فترة الستينات وحصل العمال على حقوقهم، وكان لذلك آثار اجتماعية كبيرة على جميع الطبقات، وأشار أيضا إلى تجربة الثورة الخضراء في الهند والتي نتج عنها زيادة إنتاجية المحاصيل وعدم استمرار مالكي الأراضي الزراعية في التحكم في زراعة المحاصيل، وهناك علاقة وثيقة بين هذا الأمر وانهيار حزب الكونجرس في الهند.

وأنهى حديثه بأنه دائما يوجد طرق لإحداث التوازن بين القوى المختلفة وصولاً إلى الديمقراطية والتي يكون لها تأثير على تحقيق الرفاهية للشعوب وتوفير الخدمات والسلع والقدرة على المساءلة والمحاسبة، وتحقيق النمو الاقتصادي