تمتاز الشقيق شمال منطقة جازان بتنوع تراثها التهامي والبحري، وهذا ما جسده المواطن هادي الجوهري الذي عشق الشقيق وتراثها الماثل في أجساد التحف الصامتة فجمع القطع التراثية والأشغال اليدوية القديمة والبدائية ما جعله أسيرًا لها ومبدعًا فيها مشاركًا بها في الكثير من المهرجانات والمناسبات.

تنوع التضاريس

أوضح هادي إسماعيل الجوهري أنه أقدم من اهتم وقام على التراث بالشقيق وأول من قام بعمل قرية تراثية نظرًا لحبه وعشقه لأرض الشقيق ولهذه الهواية التراثية؛ لما فيها من التذكير بحياة الآباء والأجداد والماضي الجميل، مشيرًا إلى أن تنوع التضاريس بالشقيق ساهم كثيرًا في جمعه للقطع التراثية وتنوعها والتراث جزء لا يتجزأ من حياتي، ومع مرور الوقت توظفت وبدأت في تنمية هوايتي أكثر وأكثر وإلى ما بعد التقاعد وما زلت أمارس هذه الهواية بشغف حولتها لمعرض تراثي متنقل يضم الكثير من المقتنيات القديمة من أوانٍ وحلي وأدوات قديمة تهامية وبحرية شاركت بها في الكثير من المهرجانات والمناسبات، وكان آخرها زيارة أمير منطقة جازان للشقيق قبل أيام، والآن نقلتها للقرية التراثية بالشقيق للاستقرار هناك نظرًا لعدم وجود دعم وموقع مخصص مجاني لأمارس هوايتي المفضلة فيه.

قلة الدعم

دفعه حبه وعشقه للتراث لمشاركته بالأعمال والمعارض في الشقيق، مشيرًا إلى أنه قام بعمل بناء عشة تراثية بالكورنيش الجنوبي أشاد بها الكثير من المسؤولين في زيارة سابقة لأمير المنطقة آنذاك والتي تعتبر معلما من معالم الشقيق وإلى الآن وهي قائمة ولكنها لم تفعل بالشكل المطلوب وهجرت، وأذكر أنني طلبت من القائمين عليها أن أجعلها موقعًا دائمًا لي أعرض فيه أعمالي ومقتنياتي الأثرية ولكنهم رفضوا إلا بإيجار للموقع ونظرًا لقلة الدعم المعنوي والمادي، وهذا ما جعلني أبتعد وأتجه لعرض أعمالي متنقلًا ومشاركًا من مهرجان إلى آخر ومن مناسبة إلى أخرى.

ظاهرة جميلة

يقول الجوهري إنه بارع في بناء العشش والبيوت التراثية القديمة والكثير من الناس الآن استهوتهم بناء العشش بشكلها القديم والمطور بشكل حديث لتجمع ما بين التراث الأصيل والحداثة، مؤكدًا أنها أصبحت ظاهرة جميلة لدى الكثير في هذه الأيام من الصعب أن تجد التراث وهو بصورته الأصلية فقد أصبح مدموجًا وكثير من الناس يهوى التراث لدرجة العشق ويحنون للماضي الجميل والأيام القديمة وأغلبهم قام وأدخل بناء العشة بشكلها القديم في مزرعته لما فيها من راحة نفسية وجلستها محببة للنفس، وكانت آخر عشة بنيتها قبل أيام لأحد المواطنين، والحقيقة لا أذكر كم عدد العشش التي بنيتها إلى الآن من كثرتها، وهذا دليل قاطع أنها رمز تراثي أصيل من رموز المنطقة.