تدريبات مكثفة لجنود أوكرانيين على دبابات «ليوبارد» في ألمانيا


على مدى 12 ساعة يومياً، وستة أيام في الأسبوع، يحضر بضع مئات من الجنود الأوكرانيين دورة مكثفة على تشغيل الدبابات في ألمانيا، مصممين على التدرّب بسرعة للعودة إلى القتال.

ويقول أحدهم ويدعى فيتالي: «رفاقنا ينتظروننا»، وقد لف وجهه بوشاح لإخفاء هويته. وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنهم ينتظرون عودتنا إلى أوكرانيا في أسرع وقت، والمساهمة في دحر العدو».

وفيتالي من بين جنود تلاميذ يتعلمون أسس صيانة وتشغيل دبابات «ليوبارد - 2» الألمانية الصنع، وكذلك عربات الجنود المدرعة ماردر.

وكان حلفاء غربيون قد وعدوا كييف بهذه المعدات، لكن قبل أن تصل إلى أوكرانيا ينبغي تدريب الجنود على طريقة تشغيلها.
وسيتدرب الأوكرانيون الذين جاء بعضهم من جبهات القتال، على تشغيل الدبابة، وقيادتها وإطلاق النيران منها في غضون بضعة أسابيع بوسط الغابة، على مقربة من بلدة مونستر الصغيرة.

وتبدو الحرب بعيدة كل البعد عن الكلية العسكرية، حيث ركنت دبابات «ليوبارد - 2» في حظائر خلف أبواب بيضاء كبيرة، لكن بلداتهم حاضرة دائماً في عقول العسكريين المتدربين «المندفعين جداً» مثلما يصفهم المدرب اللفتنانت كولونيل ماركوس دي.


قيادة «مرسيدس»


معظم المتدربين الأوكرانيين لديهم معرفة محدودة بالدبابات، و«قرابة 20 في المائة» فقط من التلاميذ هم من لديهم بعض الخبرة بخصوص تلك المدرعات، وفق بيتر، اللفتنانت الألماني المكلف ببرنامج التدريب.

والذين تولوا قيادة دبابة من قبل قاموا بتشغيل آليات سوفياتية الصنع لا تشبه دبابات «ليوبارد» و«ماردر» عالية المواصفات. وقال الجندي الأوكراني أناتولي: «إنه كالفارق بين قيادة مرسيدس وجيغولي»، مقارناً بين السيارة الألمانية الفخمة وسيارة سيدان سوفياتية.

سيمضي الأوكرانيون خمسة أسابيع في دورة التدريب المكثفة. وقال الضابط بيتر: «عادة، يستغرق الأمر ضعف ذلك الوقت». ولعدم إهدار الوقت يستريح الجنود الأحد فقط. ويضيف بيتر أنه إذا تأخر الجنود في التدريب «نعمل الأحد أيضاً».


والدورات التي يُشرف عليها ألمان تُترجم مباشرة إلى الأوكرانية؛ ما يجعل عملية التعليم أبطأ، ويطغى على الدورات الطابع العملي مع القليل من المحتوى النظري.

وغالبية التدريب الفعلي تجري على أجهزة محاكاة دبابات موضوعة في حاويات، لكن لدى المتدربين الفرصة أيضاً لتجريب مهاراتهم على العربات نفسها.

ورغم البرنامج المكثف يقول المدربون الألمان إنهم على ثقة بأن الأوكرانيين سيبلغون أهدافهم.

وقال أناتولي (33 عاماً) الذي يتلقى تدريباً على دبابة ماردر: «المسألة صعبة، لكن ليس لدينا خيار».

والفكرة المتمثلة بإرسال دبابات لخوض حرب في قلب أوروبا لا تريح ألمانيا، التي يرخي ماضيها النازي بثقله على تاريخها.


وبعد أشهر من التردد وافقت برلين في يناير (كانون الثاني) الماضي على إرسال 14 من دباباتها الحديثة «ليوبارد - 2 إيه6» إلى أوكرانيا؛ لمساعدتها في التصدي للقوات الروسية.

لكن مشاعر الفخر لا تزال تهيمن على الجنود الألمان.

وقال شتيفان المدرب الألماني على عربات ماردر: «نعلم أن ما نعلمه لزملائنا الأوكرانيين سيوضع موضع التنفيذ في الجبهة، وسنتمكن من القول إننا أسهمنا».

ولا يشك الأوكرانيون في أن الدبابات الثقيلة سيكون لها دور مساعد. وقال أناتولي: «سيكون للدبابات تأثير إيجابي، والمعنويات ستكون أفضل بالتأكيد».


تاريخ الخبر: 2023-02-21 18:29:05
المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 87%
الأهمية: 87%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية