بعد فوز تينوبو بالرئاسة.. هل اطمأنت الرباط على مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب؟


أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات أن بولا أحمد تينوبو، مرشّح الحزب الحاكم في نيجيريا، فاز بالانتخابات الرئاسية التي جرت السبت الماضي، بحسب النتائج الرسمية النهائية التي صدرت أول أمس الأربعاء. كاشفة أن تينويو حصل على 8,8 ملايين صوت في الاقتراع الذي شهد أكبر منافسة في تاريخ نيجيريا الديموقراطي. وتقدم على منافسَيه الرئيسيَّين عتيق أبو بكر، مرشّح حزب الشعب الديموقراطي الذي حصل على 6,9 ملايين صوت وبيتر أوبي، مرشّح حزب العمّال الذي حصد 6,1 ملايين صوت.

 

فقبل فوز تينوبو، كانت الرابط تترقب النتائج وذلك حتى تكون الشراكة بين البدين مستمرة نظرا للمشروع القاري والمتعلق بأنبوب الغاز نيجيريا المغرب، وهو ما جهل المملكة تتنفس الصعداء بعد فوز تينوبو “المحب والعاشق لأمة المغرب” معتبرا أنه “يمكن لنيجيريا أن تبني أمة مثل المغرب“.

 

في هذا الإطار، قال حسن بلوان، المختص في العلاقات الدولية، إنه بغض النظر عما تنتجه صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة النيجيرية، فإن العلاقات المغربية النيجيرية قطعت أشواطا مهمة نحو تطوير الروابط الثنائية على المستوى الاقتصادي والدبلوماسي وعلى وجهة نظر الخاصة بأفريقيا،

 

وأضاف بلوان في حديثه مع “الأيام 24″، أن نيجيريا أول دولة في عدد السكان إضافة إلى كونها غنية بالمواد الطبيعية، مبرزا أن “المغرب أمة عظيمة لها باع طويل في العلاقات مع إفريقيا على المستوى التاريخي والديني والاقتصادي والديني، حيث أن تلاقي هذه المؤهلات سيطور العلاقات بين المغرب ونيجيريا”.

 

وأشار المتحدث نفسه، إلى أن المغرب ومنذ سنوات استطاع أن يخرج هذه الدولة الكبيرة من منطقة الداعم الأساسي للجبهة الانفصالية والتي تعتبر الجزائر وجنوب إفريقيا جناحيها الأساسيين، وهو ما أدى الدولة النيجيرية إلى اتخاذ مواقف أكثر توازنا في قضية الصحراء المغربية.

 

وأبرز بلوان، أنه منذ زيارة الملك إلى نيجيريا وحضور الرئيس النيجيري المنتهية ولايته للمغرب، تم وضع العلاقات بين البلدين على سكتها الصحيحة، حيث أن أول خطوة هي انطلق خيار الواقعية الافريقية الذي يذهب بإفريقيا نحو التنمية والازدهار وهناك مجوعة من المؤشرات تؤكد أن فوز بالانتخابات لا يمكن أن تغير من تطور العلاقات المغربية النيجيرية أولا فيما يتعلق بالمشروع الضخم أنوب الغاز وسيمد العديد من الدول الإفريقية والتي سيمر منها وسيصل إلى أوروبا عبر المغرب.

 

وقال المختص نفسه، إن النقطة الثانية تتعلق بالروابط الشاملة بين المغرب ونيجيريا خلال العقد الأخير ستشكل قاعدة صلبة لانطلاق العلاقات المغربية النيجيرية نحو غدا أفضل يؤطره التعاون الثنائي ويحكمه مبدأ رابح رابح، في حين أن المسألة الثالثة تتعلق بكون الرئيس المنتخب الجديد يمكن اعتباره “معجب ومقرب من المغرب” بالنظر للعديد من الخطب التي ألقها والتي تناول فيها مكانة المملكة”، وهو ما يؤكد على أن “تينوبو يريد أن يسلك مسلك المغرب الذي أصبح قوة إقليمية هادئة نافذة داخل القارة الافريقية لها مجموعة من الروابط من العديد من الدول الافريقية وخاصة دول غرب القارة التي تربطها بالمملكة وشائج روحية دينية كبيرة”.

 

وأكد بلوان، أن العلاقات المغربية النيجيرية علاقات مؤسسات لا تركن إلى الأشخاص وإنما تنزر إلى المصالح الإستراتيجية بين البلدين، وهوما ما سيجعل ولاية الرئيس الجديد ستكون أشمل وسيكون لها أثر إيجابي على العديد من نقاط الشراكة بين البلدين، مشيرا إلى أن نيجيريا لن تتسرع في وضع موقف واضحة من قضية الصحراء المغربية باعتبار أنها “تحافظ على التوازن بين المملكة المغربية والجزائر”، ومع ذلك فقد اقتنعت مؤخرا أن مصالحها الاستراتيجية تكمن في الشراكة الغير محدودة مع المملكة المغربية.

 

وكان الرئيس المنتخب، قد عبر في خطاب له عن إعجابه بالمغرب، حيث قال بولا تينوبو: إن نيجيريا يمكن أن تبني أمة مثل المغرب. وذلك بعدما أكد أن هناك أشياء يمكن تحقيقيها في خلال الحملات الانتخابية كمرشح رئاسي في الانتخابات التمهيدية التي اختتمت الأربعاء السابق، في ساحة إيجل سكوير لمؤتمر APC، السنة الماضية.

 

وقال المتحدث نفسه، بحسب ما نقلته صحيفة ” punchng ” النيجيرية، “نحن نواجه مشاكل خطيرة، لكنني أؤمن بأننا نمتلك قوة بداخلنا للوصول إلى أفضل النتائج”. قائلا “بعون ​​الله، سنجعل هذه الأمة أفضل للأجيال القادمة”. كما أضافت الصحيفة نفسها، أن الرئيس السابق محمدو بوخاري، ” قد أرسى بالفعل أساسًا متينًا في الأمن والاقتصاد ومكافحة الفساد”.

 

يشار إلى أن مشروع أنبوب الغاز، أطلق في دجنبر 2016، حيث تم إطلاق دراسة الجدوى في ماي 2017، كما وقع المغرب ونيجيريا ودول غرب إفريقيا، خلا شهر شتنبر الماضي بالرباط، مذكرة تفاهم لتأسيس خط أبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا. والذي سيعبر 13 دولة في غرب إفريقيا قبل أن يصل إلى أوروبا، بحيث سيمتد على طول 5660 كلم، والذي تقدر تكلفته ما بين 25 و30 مليار دولار.

 

كما أطلق الملك والرئيس النيجيري، شراكة استراتيجية لتنمية صناعة الأسمدة بنيجيريا، في إطار رؤية مشتركة للبلدين، من أجل تنمية إفريقيا، وفي إطار إرادة قوية لتقوية العلاقات الاقتصادية الثنائية. حيث تروم هذه الشراكة أيضا تطوير منصة لإنتاج الأسمدة في نيجيريا، وبالتالي المساهمة في تطوير سوق الأسمدة في هذا البلد.

تاريخ الخبر: 2023-03-03 18:21:50
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 71%
الأهمية: 84%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية