احتفل آلاف المواطنين بالليلة الكبيرة لمولد السيد عبدالرحيم القنائي بقنا، مساء اليوم، والتي جاءت مختلفة هذا العام عن سابقيه، كونها تأتي بعد سنوات من الغلق بسبب جائحة كورونا.

مولد سيدي عبدالرحيم القنائي

وشهدت المنطقة المحيطة بمقام «القنائي» زحاما شديدا بسبب إقبال المواطنين وانتشار الباعة في المكان، سواء على جانبي طريق «مصر - أسوان» أو في استاد قنا الرياضي، لوجود الألعاب المرتبطة بالموالد، كما أن خيام وخدمات الطرق الصوفية تعمل على خدمة زوار «أسد الرجال» على مدار الساعة، من خلال تقديم الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة.

«القنائي» يحتل قلوب أهالي قنا

ويحظى العارف بالله عبدالرحيم القنائي ومقامه في مدينة قنا بمكانة كبيرة في قلوب أهل الصعيد والطرق الصوفية في الصعيد ومصر عامة وأهالي محافظة قنا خاصة، لما له من مكانة كبيرة في العلم بنشر صحيح الإسلام ومواجهة البدع والخرافات والكرامات التي يحكيها الذاكرون في كل مكان وعلى جنبات حلقات الذكر، وفي مقار الخدمات المنتشرة في كل مكان، ليتوارثها جيل بعد جيل.

الاحتفالات تبدأ أول شعبان

ويبدأ الاحتفال بمولد «أسد الصعيد»، كما يلقبه الأهالي، بداية من اليوم الأول من شهر شعبان وحتى منتصف الشهر، ويحضره نحو مليون زائر من كل محافظات الجمهورية خلال فترة الاحتفالات، حاملين في قلوبهم المحبة وبين أيديهم ما يساعدهم على الزيارة والمكوث لأطول فترة طويلة، فهناك أسر كاملة تأتي وتفترش محيط المقام والجلوس على جنباته، ومنهم من يحمل النذور والطعام لإطعام المترددين على المكان.

مظاهر خاصة في مولد «القنائي»

يقول حسن خليل، أحد ابناء الطرق الصوفية، إن الاحتفال بمولد سيدي عبدالرحيم القنائي له مظاهر خاصة، كونه ملكا للجميع، فكل المحبين وأرباب الطرق الصوفية في المحافظة تجود بكل ما تملك من خلال الخدمات وحلقات الذكر وغيرها، حيث يتم تقديم الأطعمة من لحوم وغيرها، وتوفير أماكن للمبيت للأسر التي تأتي من محافظات أخرى بعيدة، ولا تستطيع العودة في نفس اليوم.

عودة الاحتفالات بعد 3 سنوات من التوقف

ويتابع «خليل»: إن احتفالات هذا العام تختلف عن كل عام، خاصة أنها تأتي بعد 3 سنوات من التوقف بسبب جائحة كورونا، لذلك هذا العام الأعداد كبيرةن موضحا أن الكل كان مشتاق خلال السنوات الماضية للزيارة، وعندما سمحت الحكومة بالزيارة وفتح الضريح أمام الجميع، زادت الأعداد.

معلومات عن عبدالرحيم القنائي

و«عبدالرحيم القنائي» هو عبد الرحيم بن أحمد بن حجون، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وينسب له مسجد عبدالرحيم القنائي، وهو أحد أقطاب الصوفية، وعالم دين وتفسير مغربي.

ولد «القنائي» في ترغاي بمقاطعة سبتة بالمغرب الأقصى في الأول من شعبان سنة 521هـ / 1127م، وتلقى العلم في جامع ترغاي الكبير على يد والده وكبار العلماء، وذاع صيته بعد إلقائه للدروس الدينية في الـ20 من عمره بعد إصرار من العلماء على استكمال طريق والده.