مصطفى منجم
تحاشت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، الدخول في تفاصيل العلاقات التي تجمع بين باريس والرباط، بعدما رفضت الرد على مصدر حكومي مغربي أكد لمجلة “جون أفريك” أن “العلاقات ليست ودية ولا جيدة، لا بين الحكومتين ولا بين القصر الملكي والإليزيه”.
وقالت الوزيرة خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية، “إذا قرأنا تصريحات لا تروق لنا في الصحافة، فهي من مصادر مجهولة وبالتالي لا تستدعي تعليقاً محدّداً”.
وفي هذا الصدد أوضح صبري الحو، محام وخبير في القانون الدولي والهجرة أن :”الأهم الآن أن البلدين تفطنا وأدركا أهمية عدم الزيادة في مسافة الشرخ و عدم تعميق الهوة والحرص على ضبط وكبح مستوى ومرتبة الأزمة في المستوى الذي وصلت اليه” مشيرا إلى أن “هذا في حد ذاته استشعار بخطورة الخلاف والسعي الى محاصرتها”.
وأضاف صبري الحو، في تصريح خص به “الايام 24″ أن:”كلا الطرفين يحاولان استثمارها لصالحه؛ ففرنسا تمارس الابتزاز من أجل الرجوع الى مكانتها التي زحزحت منها بفضل متغيرات دولية و بفعل سعي المغرب لتنويع علاقاته وخروجه من عباءة التبعية، والمغرب يوثر عدم الاستسلام أمام الضغوط الفرنسية ويطالبها بالوضوح في مواقفها تجاه حقوق المغرب في الصحراء، بعد قرار اخضاع علاقاته الخارجية مع جميع الدول لمعيار واحد من نزعة سياسية مرتبط بحصوله على موقف يؤيد مغربية الصحراء وشرعية سيادة المغرب عليها وأهمية مبادرته بالحكم الذاتي في الحل النهائي”.
واستطرد المتحدث نفسه أن:”المغرب يملك جزء من مفاتيح أزمتها في افريقيا يستعملها بدوره للرضوخ استجابة لشرعيته التاريخية في الصحراء ورجحان مركزه القانوني”مضيفا أن “فرنسا تتعرض لابتزاز جزائري بسبب حاجتها الى الغاز الجزائري وحاجتها أيضا الى فك ارتباط الجزائر بروسيا لتعطيل مسار انتشار الأخيرة في الغرب الأفريقي وعرقلته ما أمكن بعد تنامي الحراك الأفريقي الذي يرفض استمرار الوجود الفرنسي في افريقيا. اضافة الى حاجة فرنسا الى الجزائر لتأمين مناجم الأورانيوم النيجر وتشاد، وفقا للاستراتيجية الفرنسية”.
وتابع أيضا أن:”كل هذه العوامل ترشح استمرار الأزمة بين المغرب وفرنسا بالنظر الى كل جانب لديه وسائل يضغط على الآخر، وما كان المغرب يأكل ان توفره فرنسا لصالح المغرب في الأمم المتحدة لم يبقى على نفس الأهمية بعد دخول امريكا على الخط والاعتراف بشرعية سيادة المغرب في الصحراء، السبب الذي يوفر حصانة للمغرب من داخل مجلس الأمن وسيبقى المغرب مستمرا في مقاومة الضغوط الفرنسية”.
وختم صبري الحو حديثه مع”الايام 24″ أن:”اسباب ابتزاز الجزائر لفرنسا قائمة باستمرا ازمة الطاقة ووهج الحضور الروسي بواسطة فاغنر في افريقا. دون ان يلغي دلذ اللباقة الديبلوماسية التي تبقى حاضرة تفاديا لانفلات التوتر خارج حدود التحكم ولضمان العودة الى التطبيع عندما تزول اسباب الخلاف والتوتر”.
