الدار- خاص
يعول المغرب على النتائج الاستثنائية لقطاع السياحة خلال سنة 2022 رغم السياق العالمي الصعب، لتحقيق اقلاع سياحي مهم خلال الفترة الممتدة ما بين 2023 و 2026.
وقد رصدت الحكومة لهذا الغرض ميزانية تصل الى 6.1 مليار درهم، في اطار خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة، التي تم الإعلان عنها يوم 17 مارس الجاري بالرباط.
ويأتي الإعلان عن هذه الخارطة بعدما حقق البرنامج الاستعجالي، نتائج جيدة، و الذي رُصد له مليارَا درهم (2)، مكن من توفير الدعم لمهنيي السياحة والمحافظة على مناصب الشغل خلال الأزمة المتصلة بجائحة “كوفييد19”.
ومما لا شك فيه أن الاشعاع العالمي الذي أسهم فيه المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر2022، وكذا الدينامية التي تعرفها المملكة في مختلف المجالات، ستسهم بشكل كبير في إنجاح خارطة الطريق في القطاع السياحي، دون اغفال الاستقرار الأمني والسياسي، اللذان ترفل فيهما المملكة بفضل الرؤية النيرة للملك محمد السادس.
و بفضل التعبئة الشاملة لجميع الفاعلين والتدابير التي تم اتخاذها على مستوى النقل الجوي والترويج السياحي، أنهى المغرب سنة 2022، على إيقاع تحقيق نتائج مهمة في القطاع السياحي، حيث استطاعت المملكة استقطاب حوالي 11 مليون سائح خلال هذه السنة، ما يمثل نسبة استرجاع 84 % من حركة السياح الوافدين، مقارنة مع النسبة العالمية للاسترجاع المحدودة في 63%، كما بلغت نسبة استرجاع مداخيل السياحة بالعملة الصعبة 116 % مقارنة مع 2019.
ويتطلع المغرب على مدى السنوات الأربع المقبلة الى استقطاب حوالي 17.5 مليون سائح في أفق 2026، و تحقيق 120 مليار درهم من المداخيل بالعملة الصعبة في أفق 2026، الى جانب خلق 200 ألف فرصة شغل جديد مباشر وغير مباشر في أفق 2026، و إعادة تموقع السياحة كقطاع أساسي في الاقتصاد الوطني.
خارطة الطريق المعتمدة من قبل الحكومة تتوخى تحويل القطاع السياحي عبر العمل على كل الروافع الأساسية، من خلال اعتماد تصور جديد للعرض السياحي يتمحور حول تجربة الزبون عبر 9 سلاسل موضوعاتية و5 سلاسل أفقية، و وضع مخطط لمضاعفة سعة النقل الجوي، وكذا تعزيز الترويج والتسويق مع إيلاء اهتمام خاص للرقمنة.
كما أن هذه الخارطة تهدف، أيضا الى تنويع منتجات التنشيط الثقافية والترفيهية مع انبثاق نسيج من المقاولات الصغرى والمتوسطة النشطة والعصرية، و تأهيل الفنادق وإحداث قدرات إيوائية جديدة، الى جانب تعزيز الرأسمال البشري، عبر إطار جذاب للتكوين وتدبير الموارد البشرية، من أجل الارتقاء بجودة القطاع وإعطاء آفاق مهنية أفضل للشباب.
