تسود حالة من القلق في أوساط المواطنين السودانيين مع دخول شهر رمضان بسبب الهواجس الخاصة بتوفير المواد الغذائية في ظل ارتفاع الأسعار، بجانب المخاوف الأخرى المتعلقة بانقطاع التيار الكهربائي خلال ساعات النهار.
تقرير: الفاضل إبراهيم
وشهدت الأيام الماضية قطوعات في الكهرباء شملت القطاع الصناعي والتجاري والخدمي والسكني وامتدت لأكثر من أربع ساعات صباح ومساء، الأمر الذي أثار قلق المواطنين.
العديد من المواطنين استطلعتهم “التغيير” أكدوا عدم قدرتهم على توفير كافة احتياجات شهر رمضان بصورة كاملة.
“كل عام نشتري احتياجات الشهر الكريم كاملة، السكر والزيت بجانب الكبكبي والعدس والأرز والدقيق، ولكن منذ ثلاث سنوات تقريبا والوضع في تدهور”، تقول المواطنة آمنة عثمان ربة منزل. أما المواطن يحيى عبد النبي معاشي أشار في حديثه “للتغيير” إلى أن الأسعار العالية للسلع الاستهلاكية تمنعهم من الشراء بالجملة لذلك هم مضطرين للشراء بالقطاعي.
فيما أكد حسن صالح أن الأسعار لم تزد عن السابق لكنها أصلا مرتفعة، مضيفاً “الأسعار أصلا عالية والمواطن لا يستطيع الشراء”، مشيرا إلى أن السنوات الماضية كان هنالك مواد غذائية مجانية من قبل خيرين، لكن هذا العام لم نحظ بأي دعم من المنظمات والخيريين.
يؤكد “عمران ومجاهد بدر” صاحبا مجمع تجاري بمنطقة السلمة بالعاصمة الخرطوم، أن الأسعار ثابتة خلال شهر رمضان فيما عدا زيادة طفيفة في بعض المواد الغذائية لا تتجاوز “500” أو “1000” بالنسبة لبعض أنواع الزيوت، مشيرين إلى دخول كميات كبيرة من المواد الغذائية من المصانع الداخلية والمستورد لمقابلة شهر رمضان.
واشار مجاهد إلى أن الإقبال ليس كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية وأن حالة الركود مستمرة منذ فترة ولكن الأيام الماضية شهدت حركة أفضل من السابق.
وتباع عبوة القنقليز وزن كيلو “1500” جنيه وسعر الكبكبي” 2000″ ج و”1500″، فينا بلغ سعر رطل البن ” “1300 ” والكركدي” 1000 ” ربع البلح الملوة”4500 “، فيما وصلت سعر ملوة الفول لـ”5000” بدلا من “4.500” ورطل العرديب ” 500″ جنيه
وأكد استقرار أسعار الزيوت، مشيرا إلى أن سعر زيت بنان “فول” مثلا “4” آلاف للعبوة الصغيرة فيما يبلغ سعر زيت كنوز “3500” للعبوة المتوسط والاحجام الكبيرة “6” آلاف وبنفس السعر زيت نعمة لذات العبوة والصغيرة موبايل “1600” لكل الانواع.
واستقرت أسعار العصائر البودرة الصغيرة عند “500” جنيه ووصل سعر جوال السكر “10” كيلو جرامات “6.200” الف و”25″ كيلو المستورد “15” الف جنيه وكنانة “16” الف جنيه.
قطوعات الكهرباء
أشارت مصادر مطلعة “للتغيير” إلى أن قطوعات الكهرباء ستكون محدودة ولن تكون هنالك برمجة بل توزيع أحمال خاصة في الايام الأولى لرمضان.
وأكدت المصادر أن الفترة الماضية شهدت عملا كبيرا في الصيانة من باب التجهيز الدوري لفصل الصيف في مشروع سد مروي ومحطة كهرباء ام دباكر بالنيل الأبيض “500” ميغاواط والتي تعد “الرئة الأولى” في محطات التوليد الحراري .
وربما يحمل شهر رمضان وفقا لبعض المصادر “استقرار نسبي” في خدمة الكهرباء إلا ان المصادر ذاتها لم تجزم بالقول عما اذا كان هذا الاستقرار يحمل قطوعات مبرمجة ستستمر لساعات طويلة أم لا .
الهيئة القومية للكهرباء من جانبها دفعت بتبريرات الصيانة الوقائية والدورية كمبرر للقطوعات، إلا ان خبراء كانوا قد أشاروا إلى ان القطاع يعاني من نقص في التوليد في ظل زيادة عدد مشتركي القطاع السكني كما تمت كهربة العديد من المشاريع الزراعية في الشمالية ونهر النيل التي بدورها تؤثر في حجم الاستهلاك الكلي للشبكة بحسب رأي المختصين.
حملات حكومية
فيما أعلن وصفي الجمري المدير العام المكلف للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس مشرف اللجنة القومية لشؤون المستهلكين عن إنطلاقة الحملات المكثفة لمراجعة سلع ومنتجات شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك بالمركز والولايات، اعتباراً من الخامس عشر من شهر مارس الجاري حتى نهاية أبريل المقبل، بجانب الحملة القومية لتوعية المستهلك تحت شعار نحو مستهلك آمن في رمضان.
المعاشات
واكد صلاح عوض الأمين العام لاتحاد المعاشات “للتغيير” صرف المعاشيين لمنحة السكر البالغة “30” ألف جنيه، وذلك قبل رمضان بجانب صرف المعاش وفقا للحد الأدنى بـ37 ألف جنيه والأعلى بـ80 ألف جنيه، مشيراً إلى أن الصرف يتم وفق الدرجة الوظيفية التي تقاعد بها بالنسبة لمعاشيي الخدمة المدنية.
وأكد صلاح ان وزارة المالية وردت المعاش المُعدّل في حساب الصندوق الوطني للمعاشات والتأمينات ليتم صرفه للمعاشيين خلال أيام وقبيل رمضان.
تدهور اقتصادي مستمر
الباحث الاقتصادي والاستاذ الجامعي محمد أحمد الشايب قال “للتغيير” إن الوضع الاقتصادي في تراجع مستمر منذ انقلاب الجيش والذي أشار إلى أنه تسبب في توقفت كافة البرامج التي بدأت في عهد رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك الذي شهد استقرار في سعر الصرف لمدة عام كامل.
واكد الشايب ان الاوضاع الاقتصادية اثرت على مقدرة المواطنين على الشراء في رمضان وقبله وسخر الشايب من تقارير الإحصاء بانخفاض معدل التضخم وشكك الشايب في نتائج هذه النتائج في ظل عدم الشفافية التي تتبعها الحكومة الإنقلابية.
وقال”حتى إذا سلمنا بالانخفاض الذي تدعيه الجهات الحكومية هل انخفضت الأسعار فعلا في الأسواق واعتقد ان الذي تراجع هو سرعة زيادة الأسعار وليس الاسعار. يعني أن الاسعار تزيد ولكن لفترات متباعدة ويتم قياسها في نهاية الشهر ويبدالأ جهاز الإحصاء المركزي في إحصاء جديد ليعطي نتائج أخرى ايجابية يكذبها السوق والأسعار ولا يحسها المواطن.
