استطاع العلماء لأول مرة تسجيل أصوات النباتات عند تعرضها للإجهاد أو القطع أو غيرها، في مؤشر على أن النباتات لا تعاني بصمت، بل «تصرخ أيضًا».

والسبب في أننا لا نسمع صوت النباتات هو أن الموجات فوق الصوتية التي تصدرها هذه الكائنات يبلغ ترددها الموجي نحو 20 إلى 100 كيلوهرتز، مما يعني أنها ذات تردد عال، فالإنسان يمكنه سماع الأصوات التي ترددها بين 20 و20 ألف هيرتز. مع ذلك فبعض الحيوانات مثل الخفافيش والفئران ربما تستطيع سماع صوت النباتات.

في 30 مارس، أظهرت الدراسات أن النباتات لا تعاني بصمت، بل تصدر أصواتًا عندما تتعرض للإجهاد وتستطيع غيرها من النباتات سماعها والتفاعل معها.

درس الباحثون بعض النباتات مثل الطماطم والتبغ التي تعرضت لأنواع مختلفة من الإجهاد، مثل الجفاف والحرارة والبرودة. ولرصد انفعالاتها، استخدموا مكبرات خاصة للصوت تسمح لهم بتسجيل الموجات التي تصدرها تلك النباتات، واكتشفوا أنها تصدر موجات فوق صوتية لا يمكن للبشر سماعها، ولكن يمكن للنباتات الأخرى سماعها والاستجابة لها بسهولة.

وحلل الفريق تلك الموجات بواسطة نموذج للتعلم الآلي تم تصميمه لفهم وتحليل نوع الإجهاد الواقع على النباتات، وتحديد الموجة الصادرة عنه بدقة مقدارها %70.

وبعد ذلك، قاس الفريق البحثي التغيرات الفسيولوجية التي طرأت على النباتات جراء التعرض لتلك الموجات المسجلة.

ولاحظ الباحثون أن النباتات التي سمعت الموجات فوق الصوتية للنباتات المتضررة أظهرت تغيرات مشابهة لها. على سبيل المثال، أنتجت النباتات التي تلقت موجات من نباتات تضررت من هجوم الحشرات المزيد من المواد الكيميائية الدفاعية لتساعدها في مقاومة الهجوم، أما تلك التي تلقت موجات من نباتات تعرضت للجفاف مثلًا فقد أغلقت مسامها لمنع فقدان الماء مما يعني أن النباتات يمكنها سماع وفهم أصوات جيرانها النظيرة وإعداد نفسها لنفس الضغط الواقع عليها.