هى إحدى الأعياد القبطية الواقعه بين خميس العهد وسبت النور ، وتتذكر الكنيسة مافعله اليهود بالسيد المسيح عندما أخذوه إلى الحاكم الرومانى لم يكن يهه صلب المسيح غير أن اليهود أصروا على موقفهم ، وكان الصليب عند اليهود أشد انواع العذاب لديهم ، ويطلق على هذا اليوم عدة أسماء فهو الجمعة الكبيرة والجمعة الطويلة ، وربما لأنه تطول الصلوات فى الكنيسة فى هذا اليوم التى تستمر من الصباح حتى الساعة السادسة مساء والجمعة الحزينة لما تتذكره الكنيسة من أحداث محزنة والجمعة العظيمة والجمعة الطيبة ، وتكاد تقتصر الاحتفالات الشعبية بهذا اليوم على اعداد المائدة بمكوناتها الرسمية من الفول النابت والسلطة الخضراء واهميته كلا منهم فى هذا اليوم.

مائدة الجمعة العظيمة تعود الناس فى هذا اليوم الى تناول وجبة واحده فقط ، حيث تستمر الصلوات الكنسية الى مابعد السادسة مساء وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الوجبة تظهر حولها عدة سلوكيات وعادات تؤكد أهمية هذه الاحتفالية وتميزها وتتعرض لمكونات هذه الوجبة.

_فتة النابت:

يجمع الأخبار فى المناطق المختلفة أن فتة النابت بالخبز الشمسى أو المرحرح أو المبطط فى مناطق أخرى ،حيث الخبز الشهير الذى يميز الصعيد والفلاحين وغيرهم والذى يقدم أغلب الأحيان مع السلطه الخضراء ،ويمثلان الطعام الوحيد والرئيسى على جميع الوائد القبطية فى الوجبة الوحيدة لهذا اليوم ، والتى يتم الاستعداد لها قبلها بعدة أيام ، حيث يوضع الفول النابت فى الماء ويتم تغير هذا الماء بشكل دائم حتى ينبت، كما يتم عمل الخبز وتجهيزه سواء محمص أو ملدن ، وبالنسبة للمدن تتم توصية إحدى المخابز لعمل خبز محمص لهذا الغرض، وقد أصبح الجديد شراء الخبز الجاهز الذى عرف بالطباق فى العواصم المهم أن تتم عملية تجهيز جيده ، وفى الجمعة الطيبة تم تقطيع الخبز إلى قطع صغيرة ثم وضعه فى صنينة أو طبق ووضع ماء النابت أو شوربة النابت عليه ويتم أكل الفتة وبجوارها حبات الفول، ويرجع الأخبار لو أن عمل النابت فى هذا اليوم إلى سهوله طهية وسرعة هضمة كوجبة خفيفة فى الصيام ، والبعض يرى إنها تغسل وتنظف المعدة بعد فترة صيام طويلة وتهيئة المعدة للأكل العادى وخاصة طعام شم النسيم من فسيخ وبصل وبيض وغيره ،وعرف المصريون القدماء الفول وتفننوا فى عمله بعدد طرق مختلفه لازالت موجودة فى حياتنا اليومية بأسمائها الهيروغليفية والديموطيقية والقبطية مثل العبادة وتعنى الفول المطبوخ ومدمس وتعنى الفول المكمور والفول النابت والمسلوق “فوليطة”، وكان يفضل أكله فى أعياد الحصاد حيث يقدم قرابين للالهة بدلاً من الذبائح مع نباتات خضر أو كقربان نباتى وكان محرماً فى بعض المناطق أكله لتقديسه ،كما يسلقون الفول الأخضر والذى يعرف باسمه القديم “فوليطة” وكان هذا الأسم يطلق على الفول النابت ايضاً، ولكن التسمية العربية نابت من النبت حيث يخرج الفول جزءاً صغيراً دليلاً على انباته ،وقد دخل فى نسيج العقائد السماوية الفول النابت فنجد مسلمين يقدمون الفول النابت للأولياء كنذر ويأكله الفقراء.

_السلطة الخضراء:

يعد طبق السلطة الخضراء واحداً من الأطباق المهمة المليئة بالفيتامينات والأملاح اللازمة لتقوية وتنمية الجسم، كما أنها احدى المشفيات المهمة على مائدة الطعام والقاعدة أن هذا الطبق لايحظر أو يشترط تناوله فى موعد محدد أو يوم معين ،أما فى بعض القرى فبشترط تناوله فى موعد محدد أو يوم معين ،أما فى بعض القرى فيشترط أن تقدم السلطة الخضراء بجانب طبق الفتة النابت فى يوم الجمعة الكبيرة “التى ربما لا يتذكرها البعض فى الأيام العادية أو على الأقل لا يصرون على مائدة الطعام يوم الجمعة الكبيرة وقد تفنن الناس فى عمل السلطة ويختلف تجهيزها من بيت الى بيت حسب القدرات المالية والتذوق ،لكن لابد من وجود اللون الأخضر مثل الخيار والخس والفلفل الأخضر والجرجير والبقدونس والكسبرة الخضراء، كما لابد من وجود الخل ،بل أن البعض يغالى فى تناول الخل كشراب وقد بينا كيف أن المصرى يأكل النابت بشىء أخضر وقد اعتاد المصريون مسيحيون أو مسلمون أكل السلطة الخضراء فى فترات الصيام فلا تخلوا مائدة رمضانية فى أى بيت مسلم منها وكلمة سلطة بالقبطية “لاكلاك” و “بيلكلك” نعمل سلطة أى نقطع الطماطم مع الجرجير مع الفلفل ،وقد لفت نظرى الحزن الشديد فى ترانيم هذا اليوم على سبيل المثال “وآحبيبى وآحبيبى / اى حال أنت فيه / من شجاك من سقاك/ كأس خل ترتضيه / يا حبيبى أى ذنب / قد صنعت أو كريه /وهنا أدركت هذا الإسراف فى شرب الخل .

المصدر:كتاب “مقدمة فى الفولكلور القبطى” لـ عصام ستاتى