دار "فلاماريون" الفرنسية تطرح الجزء الأول من مذكرات الفيلسوف آلان باديو
دار "فلاماريون" الفرنسية تطرح الجزء الأول من مذكرات الفيلسوف آلان باديو
صدر قبل أيام عن دار "فلاماريون" الفرنسية للنشر، الجزء الأول من مذكرات الفيلسوف المفكر الفرنسي آلان باديو والمولود في العام 1937، المذكرات حددها الفيلسوف في الفترة الممتدة ما بين سنتي : 1937- 1985، ويؤكد أنها تتناول سيرة حياته خارج السياسة.
وبحسب الناقد المترجم الجزائري داود بو عمير: "يعتبر آلان باديو واحدا من أبرز الفلاسفة المعاصرين في فرنسا والعالم، ألف عشرات الأعمال في الأدب والفكر والفلسفة، وهو صاحب مواقف حرة في السياسة والقضايا الإنسانية، من خلال مناصرته لقضايا التحرر في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومعارضته للاستعما، كما يُعرف عنه تشبثه باليسار ودفاعه عنه، وانضمامه للحركة الماوية، المنسوبة للزعيم الصيني ماو تسي تونج.
- أواخر أعماله
ولفت "بو عمير"، إلى أن من بين آخر أعماله "قبر أوليفيي"، وهو الكتاب المؤثر الذي يستعرض فيه حادثة مقتل ابنه "أوليفيي"، الحادثة التي غيّرت كل شيء في حياته، كما اعترف. هكذا حلت الأحاسيس والعواطف والوجدان محل العقل والمنطق والتفلسف.
و"أوليفيي" هو ابن آلان باديو بالتبني، رباه صغيرا واعتنى به، بعد أن توفيت أمه الكونغولية وتركته كبر الطفل وترعرع، وكان يحب المطالعة ويقرأ لكبار الكتّاب، وكان يشجعه على ذلك؛ ولكنه كأقرانه الشباب كان يحب الحياة وصخبها، أصدقاؤه كانوا جزائريين ومغاربة.
وأوضح "بو عمير" لـ "الدستور": ذات مرة، قامت الشرطة الفرنسية بتوقيفه بسبب لون بشرته، لكنها سرعان ما أطلقت سراحه، بعد أن اكتشفت - متفاجئة - أنه ابن أحد كبار الفلاسفة في فرنسا والعالم، يذكر الفيلسوف الحادثة متأسفا، مات أوليفيي، وسط الثلوج وهو يتسلق جبال الألب السويسرية، في عز شبابه.
في نهاية الكتاب، يكتب آلان باديو حزينا، "عندما أتذكر أوليفيي وهو يجلس على الأريكة أمامي، يستعرض أمامي مشكلة من مشاكل حياته المعقدة، ويبوح لي بها دون تحفظ تنهمر دموعي بكل بساطة".
