تحتضن مصر قرابة 6 ملايين لاجئ على أرضها وتقدم لهم الدعم الكامل في كافة مناحي الحياة، بداية من العام 2011 وما تلاه من أزمات في الدول العربية، نهاية بما يحدث في السودان الآن من اشتباكات.

وتدشن مصر كل فترة هيئات لتقديم خدمات أكثر للاجئين، وتستضيف مئات اللاجئين من كل دول العالم والتعامل معهم دون تمييز في محاولة لدمججهم من جديد في المجتمع وإفادتهم والاستفادة منهم على حد سواء.
 
مراكز مجتمعية رقمية
شهد أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، بمقر مركز التعليم المدني بالجزيرة، بحضور سفيرة سويسرا في القاهرة السفيرة إيڤون باومان، تمديد اتفاقية مشروع المراكز المجتمعية الرقمية حتى 2025 لمدة ثلاث سنوات قادمة حتى2025.

وتخص تلك الإتفاقية إنشاء عدد 8 مراكز مجتمعية رقمية يكون الغرض منها تمكين اللاجئين المتواجدين داخل مصر والشباب المصري، وذلك بتطوير المهارات الإجتماعية والحياتية وريادة الاعمال من خلال التكنولوجيا، بالإضافة الى تمكين هؤلاء الشباب وتدريبهم على الاستفادة من الاقتصاد الرقمي المصري المتنامى وذلك بالتعاون مع هيئة تيردي زوم.

وتوجهت السفيرة السويسرية بمصر إيفون باومان بالشكر الى وزير الشباب والرياضة بالتواجد و فرصة التعاون من أجل تأهيل الشباب، مضيفة أن سويسرا تؤمن كما تؤمن الدولة المصرية بتمكين الشباب من خلال تطوير مهاراتهم.

أضافت السفيرة أن هذه الشراكة أصبحت أكثر أهمية في ضوء الأزمة الإنسانية المستمرة في السودان، حيث أن سويسرا ملتزمة بدعم دور مصر في تقديم الخدمات وضمان سبل معيشة اللاجئين والمهاجرين.

جهود مصر في ضم اللاجئين

في البداية فأن مصر من أقل الدول التي تحصل على تمويلات تخص اللاجئين المتواجدين على أرضها، ورغم ذلك قدمت لهم خدمات على المستويات كافة لسد احتياجاتهم، من بينها قانون التأمين الصحي الشامل رقم 2 لسنة 2018 والذي يشمل اللاجئين على أرض مصر وإدخالهم في المنظومة الصحية.

كذلك لا تفرق المبادرات الصحية التي يتم إطلاقها كل فترة بين المصري واللاجئ، من بينها مبادرة 100 مليون صحة، التي انبثقت منها في العام الماضي مبادرة علاج مليون أفريقي بشكل مجاني على أرض مصر، حيث يتم كل فترة توسيع نطاق الحملات الصحية لتشمل الأفارقة واللاجئين.

كما أن مصر تتيح للاجئين الحق الكامل في الوصول إلى الخدمات العامة من التعليم والرعاية الصحية والالتحاق بالمدارس الحكومية مثل الطلاب المصريين، وفي الجامعات أيضًا دون فرقة بينهم.

كما أن مصر ليست من الدول التي استضافت اللاجئين في خيم أو مراكز إيواء ولجوء، ولكن توفر لهم السكن والتملك، وفي العام 2019 تم إصدار قرار بتشكيل لجنة وطنية لتنسيق الجهود الوطنية لتنفيذ العهد الدولي لهجرة آمنة ومنظمة ونظامية، واستضافة اجتماعات المنتدى الأفريقي الخامس للهجرة على المستوى الوزاري.

كذلك انضمت مصر لعدد من الإتفاقيات التي تساعد في دعم اللاجئين منها، التوصل لإعلان نيويورك عام 2016، والذي أكد أهمية دعم الآليات الدولية القائمة لتعزيز حماية حقوق اللاجئين، والانضمام إلى الميثاق العالمي بشأن اللاجئين "Global Compact on Refugees" الذي اعتمدته الأمم المتحدة في ديسمبر 2018.

أعداد الجاليات في مصر 

وتستضيف مصر على أرضها 5 ملايين سوداني، و1.5 مواطن سوري، و2 مليون مواطن عراقي ومليون يمني ومليون ليبي، وذلك منذ اشتعال الأحداث في تلك الدول في 2011 حتى الآن.

إشادات دولية بدور مصر

وإزاء ذلك أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة بيانًا في العام الماضي لتشيد بجهود مصر في دعم اللاجئين، وقالت: "في اليوم العالمي للاجئين نريد تكريم اللاجئين وطالبي اللجوء في جميع أنحاء العالم وخاصة في مصر، ونقدر الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية وشركاؤها لدعم اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين المستضعفين الذين يعيشون على أرضها".