حوار.. جبرون لـ”الأيام24″: أطمح لتأسيس ثقافة تاريخية مغربية وهذا عتابي لدور النشر


يحلم بـ”تأسيس ثقافة تاريخية مغربية رصينة”، وإيجاد حل لما يعتبره “مُشكلا حقيقيا يعاني منه المغاربة من الطلبة وغيرهم، من الذين يفتقدون إلى كتاب تركيبي شامل حول تاريخ بلدهم”، ويؤمن بأن الكتاب المغربي بخير، وسيصير حاله أفضل، إذا تم الاشتغال على تجويد عمليات إشهاره وتوزيعه وتقريبه من القارئ.

 

إنه امحمد جبرون، المفكر والمؤرخ المغربي، صاحب السلسلة المصورة، الصادرة في 10 أجزاء، حول تاريخ المغرب، الموجهة للشباب والأطفال. هو مؤلف كتاب «تاريخ المغرب الأقصى: من الفتح الإسلامي إلى الاحتلال»، الذي أحاط خلاله بالعوامل الاقتصادية والثقافية التي ساهمت في التشكيل التدريجي للمغرب المعاصر ككيان سياسي، بالإضافة إلى الدور والكبير والحاسم للإسلام في تشكيل المغرب الأقصى سياسيا وحضاريا.

 

في حوار مع “الأيام24″، يتحدث جبرون عن جديد إصداراته “التأريخية”، المتوفرة بقلب المعرض الدولي للنشر والكتاب، المقام بمدينة الرباط، في نسخته الثامنة والعشرين، برسم هذه السنة، وعن القراءة والكتابة وحرج شراء الكتب مجاملة لمؤلفها، وعن مشاريعه المستقبلية، ومواضيع أخرى.

 

 

 

وفيما يلي نص الحوار كاملا:

 

1- حدثنا، عن جديد مؤلفاتك الحاضرة بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، في دورته الحالية، وعن أكثرها طلبا.

 

جديدي في المعرض، هو ثلاثية “التاريخ المغربي من ظهور الإنسان العاقل إلى وفاة الملك الحسن الثاني رحمه الله” في ثلاثة أجزاء، تاريخ المغرب القديم، تاريخ المغرب الوسيط والحديث، ثم تاريخ المغرب المعاصر.

 

 

أيضا الجديد الثاني، والذي يعرف أول نزول له بالمعرض، هو كتاب “الملكية في أفق تجديد أسئلة الدين والديمقراطية والنموذج التنموي”. وهاته الكتب عموماً تحظى بالإقبال، ونتمنى أن نكون عند حسن ظن القارئ وتطلعه، وأن تكون هذه الكتب مفيدة في النقاش العمومي، وكذلك في تأسيس ثقافة تاريخية مغربية رصينة.

 

 

 

2- الباحث في إصداراتك الأخيرة، يلاحظ أنك تخصصت في الاشتغال على تاريخ المغرب، عبر مجموعة كتب. ما الذي جعل امحمد جبرون ينحو هذا المنحى؟ وهل نحن إزاء ملامح “مشروع تأريخي” لمحمد جبرون حول المغرب؟

 

التاريخ، كما تعرف، هو تخصصي الأصلي، كما أنني أعمل مدرسا للأساتذة ومكونا لهم في المركز الجهوي، بالإضافة إلى أنني بين الفينة والأخرى، أدرس بعض المجزوءات المتعلقة بالتاريخ في كلية الآداب. ووجدت بأن هناك مشكلا حقيقيا يعاني منه الطلبة بالدرجة الأولى، ثم كافة المغاربة بشكل عام، ومنهم من يفتقد إلى كتاب تركيبي شامل حول تاريخ بلادهم.

 

فالكتب التي راجت، والتي توجد، في غالبيتها، هي إما كتب ذات مستوى غير مناسب نسبيا للطلبة، ولها عتبات واشتراطات منهجية تعوق استفادة العموم منها، سواء كانوا طلبة أو أشخاصا من مستويات مختلفة. ثم أيضا أنها في غالبها تهتم بقضايا تاريخية معينة، وتفتقد لهذا الشمول وهذا التركيب، وبالتالي، اتجهتُ إلى إنتاج تأريخ تركيبي لتاريخ المغرب على طوله وعظمته.

 

لم تكن تجربة سهلة، فقد كانت شاقة وقاسية في بعض اللحظات، نظراً للجهد الذي بذلته فيه وتطلبه مني، وهناك أمر آخر، يمكن أن نعتبره الإطار العام أو مشروعي التاريخي بشكل عام، وهو أنني حاولت أن أسلك مسلكا تركيبيا ينتج ما أمكن وجهات نظر تاريخية وطنية معتزة بالحضارة المغربية ومهتمة كثيراً بالجوانب والقضايا الجامعة للمغاربة، ولم تكن قراءة إيديولوجية أو سياسوية تنتصر لجهة معينة أو لوجهات نظر معينة.

 

 

3- تحدثت في تدوينة لك عن “إحراج المعرض”، خاصة في النقطة المتعلقة باقتناء الكتب مجاملة لصاحبها، هل من الممكن أن تفصل لنا في هذه النقطة أكثر؟

 

فيما يتعلق بحرج المعرض، والذي كتبت حوله تدوينة، هو أن الكثير فعلا من القراء والكتاب يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان في مواقف محرجة، وهذا الحرج ناتج بالدرجة الأولى عن رغبة بعض الكتاب في أن يكون أصدقاؤهم من الأوائل الذين يشترون كتبهم ويقبلون عليها ولو أنها ربما غير مناسبة أو غير مفيدة لهم أو قد لا يتحملون كلفتها من الناحية المادية.

 

من جهة أخرى، بعض هؤلاء الأصدقاء ربما يتوقعون في الكثير من الأحيان أن يحصلوا على كتب هدايا من طرف هؤلاء الكتاب، وبالتالي، فإن هذا يسبب الكثير من الحرج، فتجد بعض الأصدقاء يتحاشون لقاء المؤلفين فقط تفاديا للحرج وتفاديا للوقوع في مواقف ممكن أن اعتبارها محرجة.

ومن وجهة نظري، هذا الأمر يجب أن تكون فيه الشفافية والوضوح بين الطرفين، وأن نتبنى تقاليد إيجابية، فيها قدر كبير من التسامح والتفهم. فمن جهة، ليس بالضرورة أن يشتري كتاب المؤلف أصدقاؤه، فهذا أمر ليس طيبا وليس مقبولاً. كما أن هؤلاء الأصدقاء لا يجب أن يتوقعوا أو ينتظروا من الكتاب أن يهدوهم كتاباتهم، لأن هذا الأمر مكلف. فإذا حصل هذا النوع من التفهم، فأكيد أنه ستكون العلاقة عموماً إيجابية وطيبة. ولكن للأسف في كثير من الحالات، نجد أن العكس هو الحاصل، وهذا ما يسبب التباسات وبعض الإحراجات التي لا تطاق في بعض الأحيان، ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل في العلاقة بين الطرفين.

 

 

4- كيف تنظر إلى مستقبل الكتاب والكتابة في المغرب؟

 

 

عموما، نحن في المغرب نعيش صحوة ثقافية، فهناك نوع من الانتشار للكتاب، وهناك ما يمكن أن أسميها “الكثافة في الإصدارات”. فالعناوين التي تصدر في المغرب، هي عناوين محترمة، وأعداد مهمة، ربما لن نقارنها مع الدول المتقدمة، ولكن مقارنة بالعالم العربي، المغرب يعيش رواجا ثقافيا وحالة ثقافية إيجابية من حيث إصدار ونشر الكتب، وكذلك من حيث الإقبال على الكتاب.

 

أنا دائما عندي وجهة نظر، هي أنه ليست هناك مشكلة قراءة، ولكن مشكلة توزيع في النص، حيث إن هناك مشكلة في تقريب الكتاب من القارئ، ثم إن الدعاية والنشر في مجال الكتابة متخلفة، وللأسف تكاد تكون منعدمة. كما أن المقاولات الثقافية ودور النشر في المغرب هي في العموم دور النشر ضعيفة ومحدودة الإمكانيات. فهذه من الأشياء التي تعوق نسبيا الكاتب والكتاب والقارئ.

 

نتمنى في المستقبل، أن يحصل تقدم على هذه الأصعدة، ولكن عموماً، هناك نمو في المقاولة الثقافية في المغرب، وهناك مقاومة واجتهاد، وأظن أن المستقبل سيكون أفضل. وبالتالي، أنا بخلاف ما يراه كثيرون، متفائل بالمستقبل.

 

 

5 – حدثنا عن مشاريعك المستقبلية

 

الحديث عن المشاريع المستقبلية، هو حديث في الواقع عن أحلام أو عن رغبات، لكن أنا لا أحبذ كثيراً الحديث عن المشاريع بقدر ما أتحفظ عليها، لسبب بسيط هو أنه يمكن أن تنجز ويمكن ألا تنجز.

 

لكن أتمنى أن يتاح لي في المستقبل القريب إصدار كتاب منهجي حول التاريخ، وأيضا أن أستفيد من التاريخ في بلورة بعض القضايا الفكرية والسياسية بالدرجة الأولى، حول خصوصية الفكر السياسي المغربي وتطوره في المستقبل.

 

عموما، ليست هناك لحد الآن أشياء يمكن أن أعتبرها جاهزة، لكن لا زالت لدي أفكار كثيرة، يمكن أن أشتغل عليها في المستقبل. أيضا هناك فكرة أن أتمم السلسلة التاريخية المتعلقة بتاريخ الأطفال، التي كنت بدأتها وصدرت في عشرة أجزاء.

 

تاريخ الخبر: 2023-06-06 21:20:11
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 68%
الأهمية: 85%

آخر الأخبار حول العالم

قوة‏ ‏القيامة‏ ‏المجيدة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-08 21:21:43
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

الزمالك يعلن عن القائمة التي ستواجه نهضة البركان

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-08 21:21:40
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية