فى الثالث من مايو الماضى، كانت الانطلاقة الأولى لفعاليات الحوار الوطنى، من خلال الجلسة الافتتاحية له، والتى جاءت بعد ما يقرب من عام كامل على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى إجراء حوار شامل، يناقش مختلف قضايا الوطن، وكان ذلك بمشاركة واسعة من ممثلين عن الأحزاب السياسية المختلفة والنقابات المهنية فى مصر، فى الوقت الذى أكد فيه مجلس أمناء الحوار الوطنى، أن الجميع مدعو للمشاركة، ولن يُستبعد إلا من مارس العنف أو حرّض عليه ضد مصر وشعبها، إلى جانب كل من لا يقبل الدستور الحالى للبلاد الصادر عام 2014، فى إشارة إلى تنظيم الإخوان الإرهابى.

«مجلس الأمناء»: المشهد الافتتاحى أفزع أعضاء الجماعة بسبب وجود جميع أبناء الثورة

وأجمع أعضاء مجلس الأمناء على استبعاد الجماعة من المشاركة، الأمر الذى أكده الكاتب الصحفى ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطنى، وأوضح أن الخلاف فى الأمر، على مدار الأسابيع الماضية هو أن إعلام الإخوان، وكذلك أغلب أجنحة الجماعة فى مختلف الدول، لم ترفض، حتى هذه اللحظة، الحوار الوطنى بشكل رسمى.

وأضاف «رشوان»: الإخوان حاولوا الالتحاق بالحوار الوطنى، وهذا مؤشر مهم للغاية، لأن الجماعة كانت تظن، ولا تزال، أن فى الحوار متسعاً لها، وتخيلوا أنه نوع من أنواع المصالحة الوطنية، مع الاعتذار لهذا التعبير، لأنه لا يجوز التصالح إلا بين من هم متساوون فى مواقفهم من نقطة المنتصف، خاصة أن القضاء المصرى أدان أعضاءها بتهمة الإرهاب، ونحن لم نكن أول من فعل ذلك، فأول دولة فى العالم اعتبرت الإخوان تنظيماً إرهابياً هى روسيا قبل 20 عاماً، ودول أخرى.

وأشار «رشوان» إلى أن جماعة الإخوان لا تزال تطمع فى أن يكون الحوار الوطنى مدخلاً لهم فى التسلل إلى مصر مرة أخرى، مشيراً إلى أنه منذ انطلاق الجلسات فى 3 مايو وحتى الآن، لم يأتِ الإخوان والتابعون لهم إطلاقاً، على ذكر الحوار الوطنى، سواء بالفشل أو النجاح، ولا حتى هاجموه، لأن الحقيقة ظاهرة أمام الجميع وواضحة.

وأوضح «رشوان» أن المشهد الافتتاحى للحوار الوطنى يوم 3 مايو، كان مفاجئاً بالنسبة لجماعة الإخوان، عندما وجدوا فى ذلك المشهد جميع أبناء 30 يونيو، الذين اتفقوا جميعهم على رفض جماعة الإخوان فى عام 2013، مشيراً إلى أن هذا المشهد كان «مفزعاً» بالنسبة لهم.

«خفاجى»: أساس المشاركة كان مبنياً على استبعاد كل من مارس وحرض على ممارسة الإرهاب ضد المصريين وضد الدولة

من جانبها قالت الدكتورة فاطمة خفاجى، منسق الشبكة العربية للمجتمع المدنى النسوى، عضو مجلس الأمناء، إن مسألة استبعاد جماعة الإخوان من المشاركة، من الأمور التى لم يكن عليها أى خلاف على الإطلاق بين أعضاء المجلس، بل كانت من الأمور المسلم بها.

وأضافت «خفاجى» لـ«الوطن» أن أساس المشاركة كان مبنياً على استبعاد كل من مارس أو حرض أو وافق على ممارسة العنف والإرهاب ضد الشعب المصرى وضد الدولة المصرية، وبناءً على ذلك كان قرار استبعاد جماعة الإخوان بشكل نهائى من المشهد. وعن مسألة تمثيل القوى السياسية، قال النائب أحمد الشرقاوى، عضو مجلس الأمناء، إن جميع القوى السياسية ممثلة فى لجان مناقشات الحوار فى محاوره الثلاثة، هى: السياسى، والاقتصادى، والمجتمعى.

وأضاف «الشرقاوى»: كل القوى السياسية ستمثل فى اللجان، إلا مَن حرّض أو مارس العنف، فكلنا اتفقنا على قاعدة أساسية هى حظر مشاركة كل من اتخذ العنف سبيلاً وتلطخت أيديهم بدماء المصريين أو من حرّض على العنف، وهذا ينطبق على الإخوان وحلفائهم ممن مارسوا العنف أو حرّضوا عليه أو تورطوا فى الدماء.

من جانبه، قال الكاتب الصحفى جمال الكشكى، عضو مجلس الأمناء، إن الحوار الوطنى رئة للشارع السياسى المصرى، وهو انعكاس لمواقف القوى السياسية وكذلك الشارع، وعلى كل القوى والأحزاب والنّخب والرموز السياسية الالتفاف حول مبادرة الحوار الوطنى وإنجاحها لأنها فرصة تاريخية، فى ظل تمثيل الجميع به، من كل القوى والكيانات السياسية المختلفة والنقابات والمجتمع المدنى وأصحاب المقترحات، بمن فيهم المفرج عنهم من أجل إعادة دمجهم مجتمعياً.

وأضاف «الكشكى»: الجميع شارك، ما عدا كل من تورط فى عنف أو دماء، وهم بالتأكيد جماعة الإخوان الإرهابية وغيرها من التنظيمات الإرهابية التى شاركت فى العنف، والتى لم ولن يكون لها مكان.