مونديال الروغبي: رقصة الـ "هاكا"... قطعة من تاريخ نيوزيلندا


إعلان

وقبل دقائق قليلة من صافرة بداية المباراة الافتتاحية لكأس العالم للروغبي بين الدولة المضيفة فرنسا ونيوزيلندا في الثامن من أيلول/سبتمبر الحالي، ستكون عيون جماهير ملعب "ستاد دو فرانس" وملايين المشاهدين خلف شاشات التلفزة شاخصة لمتابعة رقصة الرجال باللباس الأسود.

يؤكد اللاعب النيوزيلندي بودين جون باريت في حديث لوكالة فرانس برس أن رقصة الـ "هاكا" هي جزء مهم من الاستعدادات قبل كل مباراة ويصف ما يحصل على انه "لحظة للالتقاء والاتحاد".

ويتابع ابن الـ 32 عاماً المتحدر من عائلة تعشق الروغبي "بالنسبة لي، إنه تراثنا، ما حدث قبلنا. أن تعيش اللحظة وتستعد للمعركة".

قبل كل مباراة، يؤدي منتخب "أول بلاكس" رقصة أو رقصتين من الـ "هاكا"، إما "كابا أو بانغو" المصمّمة خصيصاً للمنتخب الوطني وتمت تأديتها للمرة الأولى في عام 2005، أو "كا ماتي" التقليدية وهي الأكثر شهرة.

وفي القانون النيوزيلندي، تُعرف قبيلة نغاتي توا ماوري، ومقرّها بالقرب من ويلينغتون، كوصي ثقافي على "كا ماتي".

-علامة احترام"-

صمّم الزعيم المحارب تي راوباراها رقصة "كا ماتي" حوالي عام 1820. وكان الهدف منها الاحتفال بهروبه من قبيلة كانت تلاحقه.

لاعبو نيوزيلندا يؤدون رقصة الـ "هاكا" خلال بطولة الروغبي ومباراة كأس بليديسلو 2023 أمام أستراليا على ملعب ملبورن للكريكيت في ملبورن في 29 تموز/يوليو 2023 © مارتن كيب / ا ف ب

وبالنسبة للنيوزيلنديين، يتم أداء كا ماتي كـ "دليل على الاحترام العميق، سواء في الجنازات أو أعياد الميلاد أو حفلات الزفاف"، كما يوضح تاكو باراي، أحد أفراد قبيلة نغاتي توا ماوري.

ويضيف قائلاً "يتعلّق الأمر بالحفاظ على" مانا "(هيبة) الحدث".

لكن لاعبي الروغبي النيوزيلنديين لم يؤدوا دوماً رقصة الحرب التي تتخللها ضربات قوية على الصدر أو الفخذين، بالتنسيق والغضب نفسيهما كما هي الحال اليوم.

قديماً، كان منتخب "أول بلاكس" يؤدي الـ "هاكا" فقط عندما يلعب خارج معقله ومع نتائج متفاوتة في بعض الأحيان: لم يشعر اللاعبون الذين لا يتحدرون من قبيلة ماوري بالارتياح خلال الرقصة، بخلاف تعاملهم مع الكرة البيضاوية داخل الملعب.

ذكّر مقطع فيديو لرقصة هاكا سيئة للغاية تم أداؤها في كارديف خلال جولة في عام 1973، بأنه باستثناء سيد غووينغ، المتحدر من قبيلة الماوري، فان عدداً قليلاً من اللاعبين النيوزيلنديين يعرفون تصميم الرقصات.

ولم تتغيّر الحال إلا بعد انضمام اللاعب السابق السير واين "باك" شيلفورد إلى المنتخب النيوزيلندي في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، حيث بدأت الـ "هاكا" تشبه الرقصة العنيفة التي هي عليها اليوم.

ويصف تاكو باراي ما كان يحدث خلال تلك الفترة ممازحاً "لحين وصول باك، كانوا يلوحون بأصابعهم مثل الأجراس".

-من دُمى إلى محاربين-

قال شيلفورد لفرانس برس "شعرت بخيبة أمل عندما رأيت أنهم لم يتمكنوا من التنسيق وتقديم أنفسهم كمحاربين، وليس كدمى يتأرجحون بأذرعهم ويضربون بأقدامهم".

لذا، أثناء قيامه بجولة في الأرجنتين، شدّد شيلفورد وهيكا ريد وهو من قبائل السكّان الاصليين "ماوري" على ضرورة أداء الـ "هاكا" بشكل صحيح أو عدم تنفيذها على الإطلاق.

يتذكر شيلفورد قائلاً "أصررنا على التزام اللاعبين والطاقم التدريبي بتأدية الرقصة بشكل صحيح بنسبة 100 في المئة. لم أرغب في أن أكون جزءا من فريق يؤدي الـ +هاكا+ بشكل غير صحيح".

وأردف "كان من الممكن أن يكون ذلك بمثابة عدم احترام للمواطنين".

وبالفعل، فقد أصرّ شيلفورد على أن يحفظ كل لاعب كلمات وإيماءات رقصة الـ "هاكا"، وقد تابع قائلاً "فجأة، بدأوا يعجبون بالرقصة لأنه تم تنفيذها بشكل جيد، ولأننا كنا نفعل ذلك لسبب وجيه".

ومع تواجد قائد منتخب نيوزيلندا السابق في المقدمة، أصبحت رقصة الـ "هاكا"، منذ عام 1987، لوحة أساسية في مباريات "أول بلاكس". وفي العام نفسه، فازت نيوزيلندا بأول بطولة لكأس العالم للروغبي على أرضها.

في السنوات التي تلت آخر مباراة لشيلفورد مع المنتخب النيوزيلندي في عام 1990، حافظ لاعبون ماوريون آخرون مثل بيري ويبو وتي جيه بيرينارا وحالياً آرون سميث على التقليد المتبّع وأدوا رقصة الـ "هاكا" بالشغف نفسه.

ختم شيلفورد "كـ +كيوي+، هي جزء من ثقافتنا والناس يحترمون ذلك".

تاريخ الخبر: 2023-09-04 15:06:56
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 94%
الأهمية: 92%

آخر الأخبار حول العالم

الأونروا: رفح تحولت الآن إلى مدينة أشباح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:19
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

علم فلسطين يضيء أحد مباني جامعة أكسفورد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:13
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

الشيلي والمغرب يوقعان اتفاقية للتعاون في مجال التراث الوثائقي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:24:57
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

الاحتلال يدمر آبار المياه وشبكات الصرف الصحي بحي الزيتون

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

المغرب يستعيد من الشيلي 117 قطعة أحفورية يعود تاريخها إلى 400 مليون سنة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:24:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

الذهب مقابل المسيرات!! – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:51
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية