روسيا تسعى للعودة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة

صدر الصورة، SERGEI SUPINSKY/AFP/GETTY IMAGES

  • Author, جيمس لانديل
  • Role, مراسل الشؤون الدبلوماسية

تعمل روسيا على العودة مرة أخرى إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عبر انتخابات مرتقبة سيُنظر إليها على أنها اختبار لمكانتها الدولية.

وطُردت موسكو من هيئة حقوق الإنسان البارزة التابعة للأمم المتحدة، في أبريل/ نيسان من العام الماضي، بعد غزو قواتها لأوكرانيا.

لكن الدبلوماسيين الروس يسعون الآن إلى ضمان انتخاب روسيا كي تنضم للمجلس مجددا، في فترة جديدة مدتها ثلاث سنوات.

  • خمسة أسئلة أساسية بشأن انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • هجمات روسيا على نهر الدانوب تهدد شريان الحياة الاقتصادي في أوكرانيا

وحصلت بي بي سي على نسخة من رسالة وزعتها روسيا على أعضاء الأمم المتحدة لطلب دعمهم.

ومن المقرر التصويت على الطلب الشهر المقبل.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • ماذا تحمل خريطة "الشرق الأوسط الجديد" التي رفعها نتنياهو أثناء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
  • واشنطن تحجب مساعدات عسكرية عن مصر بسبب "انتهاكات" حقوق الإنسان
  • بوتين يشترط رفع العقوبات للعودة لاتفاق الحبوب وأردوغان يطالب كييف بتنازلات
  • هجمات روسيا على نهر الدانوب تهدد شريان الحياة الاقتصادي في أوكرانيا

قصص مقترحة نهاية

وفي الرسالة، التي اطلعت عليها بي بي سي، وعدت روسيا بإيجاد "حلول مناسبة لقضايا حقوق الإنسان". وتسعى إلى منع المجلس من أن يصبح "أداة تخدم الإرادات السياسية لمجموعة واحدة من البلدان"، والتي يُفهم على أنها إشارة إلى الغرب.

وقال دبلوماسيون إن روسيا تأمل في استعادة بعض المصداقية الدولية، بعد اتهامها بانتهاكات لحقوق الإنسان في أوكرانيا وداخل حدودها.

وتم تقديم أحدث الأدلة على تلك الانتهاكات إلى مجلس حقوق الإنسان، يوم الاثنين، في تقرير صادر عن لجنة التحقيق التابعة له بشأن أوكرانيا.

وقال إريك موس، رئيس اللجنة، إن هناك أدلة مستمرة على وقوع "جرائم حرب" بما في ذلك التعذيب والاغتصاب والهجمات على المدنيين.

وقال تقرير منفصل، أصدرته قبل أسبوعين المقررة الخاصة للأمم المتحدة في روسيا، ماريانا كاتزاروفا، إن وضع حقوق الإنسان في روسيا "تدهور بشكل كبير"، مع تعرض منتقدي الغزو للاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة.

ويقع مقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف ويضم 47 عضوا، يتم انتخاب كل منهم لمدة ثلاث سنوات.

وفي الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في 10 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ستتنافس روسيا مع ألبانيا وبلغاريا على المقعدين المخصصين لدول وسط وشرق أوروبا في المجلس.

صدر الصورة، REUTERS

التعليق على الصورة،

ممر الأعلام في مقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث يجتمع مجلس حقوق الإنسان

تخطى البودكاست وواصل القراءة

بودكاست أسبوعي يقدم قصصا إنسانية عن العالم العربي وشبابه.

الحلقات

البودكاست نهاية

وسيشارك في التصويت جميع أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، البالغ عددهم 193 عضوا. وقال دبلوماسيون في نيويورك إن روسيا تقوم بحملة انتخابية قوية، حيث تعرض على الدول الصغيرة الحبوب والأسلحة مقابل أصواتها.

وعلى هذا النحو، قالوا إنه من الممكن جدا أن تعود روسيا إلى المجلس.

وتقول الرسالة الروسية - التي تم توزيعها في الأمم المتحدة - إنها تريد "تعزيز مبادئ التعاون، وتعزيز الحوار البناء القائم على الاحترام المتبادل في المجلس، من أجل إيجاد حلول مناسبة لقضايا حقوق الإنسان".

ويتمثل جوهر خطابها في أن روسيا ستستخدم عضويتها "لمنع الاتجاه المتزايد لتحويل مجلس حقوق الإنسان إلى أداة، تخدم الإرادة السياسية لمجموعة واحدة من البلدان". وقالت إنها لا تريد أن تقوم تلك المجموعة "بمعاقبة الحكومات غير الموالية، بسبب سياستها المستقلة والخارجية".

وعُلّقت عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان في أبريل/ نيسان 2022، بعد تصويت 93 عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح القرار، مقابل 24 ضده وامتناع 58 عن التصويت.

وتلقي روسيا في رسالتها باللوم على "الولايات المتحدة وحلفائها" في خسارة عضويتها.

صدر الصورة، AFP/GETTY

التعليق على الصورة،

السفير الروسي غينادي غاتيلوف (وسط الصورة) يحضر اجتماعا لمجلس حقوق الإنسان قبل تعليق عضوية روسيا

وخلص تقرير صدر هذا الشهر عن ثلاث مجموعات حقوقية - رقابة الأمم المتحدة ومؤسسة حقوق الإنسان ومركز راؤول ولينبرغ لحقوق الإنسان - إلى أن روسيا "غير مؤهلة" لعضوية مجلس حقوق الإنسان.

وقال التقرير: "إن إعادة انتخاب روسيا في المجلس الآن، في حين أن حربها على أوكرانيا لا تزال مستمرة، سيكون له نتائج عكسية على حقوق الإنسان، وسيبعث برسالة مفادها أن الأمم المتحدة ليست جادة في محاسبة روسيا على جرائمها في أوكرانيا".

وقالت بريطانيا إنها "تعارض بشدة" محاولة روسيا العودة إلى مجلس حقوق الإنسان.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "الأدلة الواسعة النطاق على انتهاكات روسيا لحقوق الإنسان في أوكرانيا وضد مواطنيها، بما في ذلك تلك التي أبرزتها المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بروسيا الأسبوع الماضي، تظهر ازدراء روسيا الكامل لعمل المجلس".

وتواصلت بي بي سي مع البعثة الروسية في الأمم المتحدة للتعليق، ولم تتلق ردا بعد.