صالون الجزائر الدولي للكتاب "سيلا 2023"

أدباء  مبدعون يكشفون:
ما يكتب في المهجر لا يخرج عن سؤال الهوية والـذاكرة
اعتبر أدباء ومبدعون من أبناء الجالية الجزائرية في الخارج، أول أمس، أن ما يكتب في المهجر يصب في خانة واحدة مع ما يكتب في الداخل، حيث يشكل سؤال الهوية والذاكرة محورا أساسيا في بنية الخطاب الأدبي لدى مختلف المبدعين الجزائريين بالمهجر، وتمت الإشارة في ذات السياق إلى أن  الأدب العربي الذي مازال أغلبه رهين التعبير عن قضايا السياسة و الألم، لا يتم تداوله بصورة واسعة بين القراء في أوروبا لأنهم يركزون في البحث عن الجماليات و الغرائبية في توجهاتهم القرائية.

وأوضح الروائي سعيد خطيبي المقيم في سلوفينيا، خلال تدخله في ندوة بعنوان « أدب المهجر» دياسبورا››، تم تنظيمها  في إطار البرنامج الأدبي للطبعة الـ 26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب ‹› سيلا 2023››،  أن مصطلح المهجر لم تعد له ذات الحمولة الجغرافية والسياسية بحكم أننا نعيش في عالم مفتوح فرضته التكنولوجيا الجديدة و لم يعد المغترب مغتربا بل يوجد – كما قال - في صلة دائمة مع موطنه، مبرزا في هذا الصدد أن ما يكتب في المهجر على غرار ما يكتب في الداخل يصب في خانة واحدة ويتمحور حول سؤالين جوهريين هما سؤالي الهوية والذاكرة.
و أشار خطيبي إلى أن مساعي الكتابة لم تتغير في خلق نافذة نطل منها على الغربي وفي محاورته بدل الاستسلام له في نقل صورة عن الجزائر تراهن على جمالية الكتابة وليس استعادة الماضي، مؤكدا أن التجربة المهجرية ساعدتنا على اكتساب ثقة في أنفسنا وأننا من نصنع صورة عن أنفسنا وليس بمحاكاة لآخر هيمن على أرضنا ومخيلتنا عقودا طويلة.
وذكر بأن المهجر والكتابة في المهجر ليس خيارا شخصيا بل حتمته ظروف تاريخية حتمت على كثير من المبدعين البحث عن أفق آخر في الخارج،  مبرزا أن ضمن هذه الظروف سوف تتوالد أجيال من الكتاب منهم من هاجر ومنهم من ولد بديار الغربة.
وبدورها ذكرت الروائية و الباحثة الجامعية المقيمة بفرنسا، نوال تباني، أن مضامين الرواية والشعر ومختلف الأشكال الإبداعية للكتاب الجزائريين المقيمين بالخارج ترتكز في سردها على إبراز ثراء وتنوع مخزون التراث التاريخي و الثقافي الجزائري الذي تمثلت في نصوصه وتوظيف التراث والذاكرة والهوية في تطعيم تجاربهم، مبرزة أن الكاتب الجزائري المقيم في المهجر من خلال كتاباته تمكن من تقديم صورة ونفس جديد في الأنواع الأدبية والإبداعية المذكورة.
كما أشارت تباني، إلى أن  الكاتب استطاع أيضا أن يسترجع حضور التراث الشفوي بعناصره الذي يعكس الهوية الثقافية وزخمها على غرار تجربتها الذاتية التي قالت أنها استلهمتما من التراث الموسيقى الأندلسي.
أما الروائية والمترجمة المقيمة بإيطاليا، آمال بوشارب، فكشفت عن اختلاف في توجهات القراء على ضفتي المتوسط، مبرزة بأن الأدب العربي ليس لديه المكانة اللازمة في أوروبا ولا يتم تداوله بصورة واسعة، ولا يجد انجذابا كبيرا للقراء الأوروبيين نحوه لأن تيمات وهواجس الأدب العربي  تتمحور حول قضايا السياسة و الألم، في حين أن القارئ الأوروبي همه البحث عن الجماليات و الغرائبية في توجهاته القرائية.
كما سجلت ذات الروائية والمترجمة، بأن الكثير من الكتاب العرب يكتبون في الصحافة وينحدرون منها ولا يفرقون بين الكتابة الصحفية والأدبية رغم أن لكل سماتها وخصوصياتها وميزاتها فالكتابة الصحفية – حسبها - تستدعي أدوات سياسية وإبداء الرأي فيما تستدعي الكتابة الأدبية توظيف تركيبة فنية وأدوات في البنية والشخوص.
وفي إطار ذات الفعاليات، احتضنت قاعة الطاسيلي أول أمس الخميس، ندوة حول ‹›الفلسفة والسؤال اليومي›› حيث حاول ثلاثة أساتذة في التخصص، و هم نعيمة حاج عبد الرحمان، خديجة زتيلي ومحمد شوقي الزين، الاقتراب من ماهية هذين المفهومين، والتدقيق فيهما، انطلاقا من التوتر الكائن بين الفلسفة و››اليومي›› من حيث المبادئ والنتائج، وكيف تخلت الفلسفة عن الأسئلة الميتافيزيقية الكبرى لينصب اهتمامها على ‹›اليومي›› في بساطته وتعقيداته، أي في طابعه الغامض والملتبس، بإعادة طرح السؤال الفلسفي في ضوء ما يتحرك في الواقع وما ينعقد ويتفكك أمام أعيننا.
و توقفت الدكتورة نعيمة حاج عبد الرحمان، أستاذة الفلسفة بجامعة الجزائر (بوزريعة) في البداية عند مفهوم واحد يتوسط مفهومي الفلسفة واليومي، أي مفهوم «السؤال»، وقالت إنّ الإنسان ‹›فلسفيا›› هو ‹›سؤال››، أو بالأحرى مجموعة أسئلة في محاولة للاقتراب من معرفة حقيقة كل الأشياء.
أما الدكتورة خديجة زتيلي، أستاذة الفلسفة المعاصرة بجامعة الجزائر 2، فخاضت في ‹›فلسفة الحياة وقضاياها الملحة››، مركزة على السياقات التاريخية لأن المفاهيم لا تولد – حسبها - بين ليلة وضحاها، ولكن ضمن سياقات سياسية، اجتماعية، ثقافية وغيرها، ما أدى إلى التفكير في فلسفة ‹›اليومي›› أو ‹›الراهن››، لافتة إلى أن العولمة طرحت قضايا أخرى لم تكن مطروحة سابقا، وعليه ظهرت الضرورة إلى فلسفة «اليومي».
من جهته، أثار الدكتور محمد شوقي الزين أستاذ الفلسفة بجامعة تلمسان،  مسألة ‹›الثابت والمتحوّل في العلاقة الملتبسة بين ‹›الفلسفة واليومي››، موضحا أنّ النصوص تشكل الثابت، وما يتبدل هو طريقة قراءتها وأقلمتها وتطبيقها على القضايا المعاصرة.
قصر المعارض: عبد الحكيم أسابع

يستقطب جناحه إقبالا كبيرا من طرف الزوّار
مشاركة متميزة للجيش الوطني الشعبي في صالون الـكتاب
تشارك الهياكل العسكرية للجيش الوطني الشعبي للمرة الثانية من نوعها،  في الطبعة الـ 26 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، ‹› سيلا 2023››، بشكل مميز، من خلال عرض إصدارات ومطبوعات متنوعة بين الكتب والمجلات والخرائط أيضا، تبرز الجهود التي تقوم بها هذه المؤسسات في مجال النشر المتخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية ومختلف القضايا الراهنة، وتلك المرتبطة بتاريخ البلاد وإنجازاته المختلفة.
وفي هذا الصدد يشارك المعهد العسكري للوثائق والتقويم والاستقبالية، بمجلة ‹›ستراتيجيا»، وهي مجلة علمية سداسية، محكمة، متخصصة في دراسات الدفاع والاستشراف، على غرار ‹›الاستراتيجية والعقيدة العسكرية››، و» الصناعات العسكرية»، و ‹› نقل التكنولوجيا››، و›› علم الحرب››، و»سياسة الدفاع»، و››الجيوسياسية››، و ‹›الجيوستراتجية››، إلى جانب ‹›التعاون العسكري››.
من جهتها تشارك الهياكل التابعة لمديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، ممثلة في المركز الوطني للدراسات والبحث في التاريخ العسكري الجزائري، بمجموعة من المؤلفات منها مجلات الدراسات التاريخية العسكرية وهي مجلة سداسية علمية محكّمة موجودة على المنصة الوطنية للمجلات، من العدد الأول إلى العدد 12 إضافة إلى مؤلف جديد بعنوان ‹›مدخل إلى التاريخ العسكري الجزائري››، وهو موجه للعرض فقط للعرض فقط في انتظار تنقيحه وطبعه النهائي، للنشر على نطاق واسع.
وفيما  تشارك المدرسة العليا العسكرية للإعلام والاتصال بمجلة ‹›مصداقية››، فإن المعهد الوطني لرسم الخرائط والكشف عن بعد، المكلف بإصدار ونشر جميع الأشغال الخرائطية، فيقدم في المعرض منتجاته للجمهور الجزائري بأسعار رمزية، لا تتعدى تكاليف الطباعة، من بينها خرائط  سياحية، بيداغوجية وثقافية، إلى جانب مخططات للمدن وخرائط العالم السياسي الورقية منها والبلاستيكية.
 ويزدان فرع المتحف المركزي للجيش، في جناح المؤسسة العسكرية بإصدارات مختلفة،  التي تتناول تاريخ الجزائر العريق من خلال مواضيع تمس شتى المجالات التاريخية من بينها كتاب ‹›رفاق الكفاح -1954-1962 ››، الذي يرصد بطولات شهداء ومجاهدين، وكتاب ‹›ذاكرة الجزائر›› صادر باللغتين العربية والفرنسية،  يعرف القارئ على تاريخ المقاومات الشعبية الجزائرية.
كما نجد كتاب ‹›نظام الدفاع الجزائري خلال الفترة الحديثة›› (1516-1830)، وكتاب ‹›أمجاد الجزائر››، وكتاب ‹›مجموعات المتحف المركزي للجيش›› الذي يجمع كل الإنجازات المتحفية التي تروي كل واحدة منها تاريخ بلادنا، إلى جانب كتيبين الأول حول ‹›الولايات التاريخية الستة››، والآخر حول ‹› نوفمبر المحطة الخالدة››، فضلا عن كتاب «أطلس التاريخ العسكري الجزائري».
وللمتحف مجلة دورية سداسية تتناول مواضيع تاريخية وثقافية وأهم نشاطات المتحف في مختلف المناسبات والأعياد الوطنية وزيارات الوفود الرسمية.
وإلى جانب كل الإصدارات التي تمت الإشارة إليها يتضمن جناح المؤسسة العسكرية مجلة ‹›الجيش›› لسان الجيش الشعبي الوطني بأعدادها المتنوعة الصادرة باللغتين العربية والفرنسية.
يحرص القائمون على مختلف فروع جناح المؤسسة العسكرية – كما ذكروا للنصر - على التفاعل مع الزوار من رسميين ومثقفين وباحثين اكادميين وأمنيين وطلبة منذ افتتاح هذه التظاهرة في الـ 25 أكتوبر الماضي، بقصر المعارض ‹› صافيكس ‹› بالجزائر العاصمة، وتزويدهم بكل المعلومات التي يطلبونها.
عبد الحكيم أسابع

بمشاركة 25  متسابقا من مختلف جامعات الوطـن
تسليم جائزة أحسن تطبيق حول الكتاب والرقمنة
كشفت مساء أول أمس، لجنة تحكيم «مسابقة هاكاتون» لأفضل تطبيق حول الكتاب والرقمنة، التي أطلقها صالون الجزائر الدّولي للكتاب في طبعته الـ 26، عن المتوجين بجوائز هذه المسابقة في حفل احتضنه فضاء ‹› الطاسيلي›› بقصر المعارض « صافيكس››، بحضور محافظ الصالون، محمد إقرب، وممثلين عن وزارة الثقافة.
وتمكن مبتكرو التطبيق الرقمي ‹›اكْتاب›› وهم ثلاث طلبة جامعيين من المدرسة الوطنية للإعلام الآلي بواد السمار، بالعاصمة من الفوز بهذه الجائزة الأولى من نوعها في تاريخ ‹›السيلا « ويتعلق الأمر بكل من مهدي ماموني، وياسين بوشندوقة، وعبد الكريم بن غربية.
وأعرب الطالب مهدي ماموني، الذي صعد إلى المنصة لنيل جائزة الفريق، عن سعادته بالتتويج، متمنيا أن يتم تكثيف مثل هذه المبادرات، التي اعتبر أن من شأنها أن يطور ميدان الرقمنة وتشجيعها.
وفي كلمة بالمناسبة دعت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، قرأها نيابة  عنها مدير الديوان بالوزارة محمد سيدي موسى، المؤسسات تحت الوصاية إلى مضاعفة الجهود وتسخير الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة لرفع تحدي توظيف الرقمنة في خدمة القراءة والكتاب، بما يؤهل للانخراط في العصر وما يتفق مع التطورات التقنية والتكنولوجية والرقمنة اللازمة.
وأكدت مولوجي أهمية هذا التحدي الكبير الذي يجب أن يرفعه وطننا في أقرب الآجال، حتى نسهل عملية إدماج القارئ في عالم الرقمنة، بما في ذلك تطوير المعارف والأفكار والرؤى، بما يسمح بالانفتاح على العالم الواسع الذي يتطور بشكل متسارع.وأشارت الوزيرة إلى أن قطاعها الوزاري يعتبر المسابقة أهم المحطات التي ميزت البرنامج المرافق للمعرض الدولي للكتاب، وأنها تعكس بحق تطلعاتها إلى تحقيق تقدم ملموس في هذا الميدان الذي يميز عصرنا في مختلف المجالات، مؤكدة بأن الوزارة تسهر على استغلال طاقات الشباب العلمية والتقنية وتوظيفها في القراءة والكتاب بما يسهم في إحداث نقلة نوعية في مجال الرقمنة، مع التأكيد أن المسار يتطلب تضافر جهود الجميع بما في ذلك المؤسسات الناشئة والخبراء لتدارك التأخر.
من جهته، أكد محافظ الصالون، أن المبادرة تأتي لتجسد مساعي وزارة الثقافة والفنون والدولة الجزائرية، لتوسيع الرقمنة في مختلف المجالات، كما عبر عن المشاركة الواسعة للشباب من كل جهات الوطن، معربا عن اعتزازه بهذه المبادرة التي أعلن عنها الصالون منذ انطلاقه في الـ 26 أكتوبر المنصرم.
تجدر الإشارة إلى أن المسابقة تميزت بمشاركة 25 متسابقا من مختلف الجامعات عبر الوطن، وقد تنوعت أفكار ومشاريع الشباب المشارك، - حسب ما تمت الإشارة إليه - بين تطبيقات ومنصّات رقميّة، من بينها من تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ع.أسابع

تاريخ الخبر: 2023-11-03 21:24:30
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

استقرار صرف السلع بعد تطبيق منظومة التموين الجديدة - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:20:44
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

وزير النقل يستقبل أولى رحلات الحجاج في المدينة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:23:43
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

«ميونخ السينمائي» يكرم كيت وينسلت في دورته الـ41 - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:20:46
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 65%

الأهلي يفاوض صفقة مغربية جديدة.. بديل علي معلول - رياضة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:20:48
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 55%

أمطار رعدية ورياح تؤدي إلى تدني في الرؤية بعدد من المناطق السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:23:42
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 56%

ماذا طلب كريم عبد العزيز بعد ساعات من وفاة والدته؟ - منوعات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-09 06:20:47
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية