قال جمال فزة، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة محمد الخامس، إن “مسألة الاحتجاج في المغرب تقع في منعطف تاريخي وهو شكل من أشكال تحول علاقة السلطة داخل البلاد”، مشيراً إلى أن المغرب “بصدد بناء مفهوم جديد للسلطة وأيضا للدولة، وهذه الصيرورة بدأت مع الملك الحسن الثاني واستمرت مع الملك محمد السادس”.
وأضاف فزة، في تصريح لـ”الأيام 24″، أن “البحث عن مفهوم جديد للسلطة سيغير العلاقات بين مكونات المجتمع المغربي، ومن نتائج هذا التحول هو ضعف الوسائط السياسية والاجتماعية (الأحزاب والنقابات)”، مضيفا أنه “عندما تضعف هذه الوسائط يخرج المجتمع للتعبير عن مواقفه وهو يفتقد للبعد السياسي”.
وتابع المتحدث عينه أن “الدولة أصبحت في مواجهة مباشرة مع المجتمع، وهذا الأخير يبدع في هذه المواجهة (التنسيقيات)، والخطر أن المشكلة الاجتماعية لا يتم إشراكها في القاموس السياسي”، لافتا إلى أن “ما يفتقد إليه هذا الحراك الجديد هو آليات التفاوض السياسي، التي تؤدي إلى فض النزاع”.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن “النضال الاجتماعي يغيب عنه الحس السياسي والتنسيقيات لا تتوفر على هذا الحس، في حين أن الدولة لم تستطع استخدام القوة بسبب غياب مبرر مشروع، في حين أن الطرف الآخر يجب أن يطالب حقوقه بطريقة مشروعة”.
وأردف أيضا أن “الأساتذة أمام خطر أكبر بسبب فقدانها للمجتمع نفسه، وأن هذا الحراك قد يفقد الدولة والمجتمع، ولا يجب اختزال هذه المسألة في لي الذراع وإنما تدخل فيها المشروعيات والتفاوض وأيضا قراءة للوضع العام المرتبط بالمجتمع المغربي، بدون مساءلة جوانب الصراع علما أن هذه المعركة لم تسفر عن نتائج إيجابية وهذا الأمر ينطبق حتى على المستقبل القريب”.
وأورد جمال فزة أن “العقلانية في خوض الصراعات مطلوبة حالياً في الصراع المجتمعي الحاصل بالمغرب، وأن المسألة تحتاج إلى حس سياسي، وهذا يؤثر على السلم الاجتماعي لأنه يوجد في صلب هذا الموضوع وفي عمقه”.
