في انتظار حكم محكمة العدل الدولية.. الإعلام الأمريكي يكسر الحظر!!
في انتظار حكم محكمة العدل الدولية.. الإعلام الأمريكي يكسر الحظر!!
العالم يتابع باهتمام بالغ تطورات نظر محكمة العدل الدولية الشكوي المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل فيما يخص الاعتداءات والمذابح التي ترتكبها في قطاع غزة… والآن تحمل الأنباء أولي بوادر رد فعل المحكمة التي قررت في جلسة تعتبر تاريخية, لأنها جاءت مناقضة لسائر الضغوط الإسرائيلية والغربية, وضع إسرائيل في قفص الاتهام ومحاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين ومطالبتها بإيقاف أعمال القتل التي ترتكبها في حقهم علاوة علي وضع حد لخطاب التحريض علي إبادتهم مع ضمان اتخاذ جميع التدابير التي تضمن استمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلي قطاع غزة… بهذه النتيجة يتأكد قبول محكمة العدل الدولية دعوي جنوب أفريقيا, ورفضها دفع إسرائيل بعدم الاختصاص, وفي هذا السياق طالبت هيئة المحكمة إسرائيل بتسليم تقرير خلال شهر من تاريخ قرارها المذكور يسجل جميع التدابير التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية تنفيذا لحكم المحكمة.
وفي انتظار ما سوف تسفر عنه إجراءات محاكمة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية, أستمر اليوم في متابعة الشهادات القادمة من العالم الغربي ـ وفي مقدمتها ما يأتي من أمريكا وتوابعها الأوروبيين ـ تضامنا مع الحق الفلسطيني, ولعل ما يجدر تسجيله أن هذه الشهادات تكسر حظرا شرسا مفروضا علي جميع وسائل الإعلام والسياسيين والشخصيات العامة ومقرونا بقدر هائل من التهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور التي ستلحق بهم إذا عبروا عن تأييدهم للحق الفلسطيني أو تضامنهم مع القضية الفلسطينية أو إدانتهم للجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة… وهذه نماذج من تلك الشهادات:
** صيحة يطلقها أحد الشباب لحشد التأييد لفيلم وثائقي من إنتاج نتفليكس:إخواني المناصرين للقضية الفلسطينية, إن دعمكم العاجل مطلوب حاليا, فمؤخرا قامت نتفليكس بإنتاج وبث فيلم وثائقي يحمل اسم فرحة, والفيلم ترجع أحداثه إلي عام 1948 ويتناول قصة الفتاة الفلسطينية التي يحمل اسمها, موثقا ما تعرضت له هي وشعبها قبل وأثناء كارثة النكبة من جانب القوات الصهيونية التي اقترفت جرائم التطهير العرقي في فلسطين بهدف تأسيس دولة إسرائيل التي توجد حتي يومنا هذا.. هذا الفيلم يمثل إنجازا عظيما للفلسطينيين وفرصة نادرة لتقديم رؤية تاريخية توثق ما تعرضوا له عند تأسيس دولة إسرائيل, وهو من إخراج المخرجة دارين سلام ومرشح لجائزة أوسكار ضمن أعمال عام …2023 والآن أدعوكم لحشد التأييد لهذا العمل الرائع علي صعيدين: الأول أن تشاهدوا الفيلم وتبادروا بتسجيل إعجابكم به, حيث ستسنح لكم الفرصة للتعرف من خلاله علي ملامح حياة الفلسطينيين خلال النكبة ولعلها المرة الأولي التي يتم فيها تسليط الضوء علي أحداث عام 1948 والأعوام التالية أمام العالم الغربي.. أما الصعيد الثاني الذي يجب أن تعايشوه هو ما فجره هذا الفيلم ومحتواه من موجات عداء واستنكار من جانب الإسرائيليين وأنصارهم الذين أطلقوا وابل الاحتجاج والإدانة ضد نتفليكس متهمين القائمين علي العمل بعدم الدقة والمصداقية في تصوير أحداثه وعلي رأسها مشاهد قيام الجنود الإسرائيليين بقتل الأسر الفلسطينية… في هذا السياق يقومون بتنظيم حملات هستيرية تهاجم الفيلم وتوصمه بالفشل وبالإساءة إلي صناعة السينما بهدف تلويث سمعة القائمين عليه والقضاء علي ما أثاره من ردود أفعال إيجابية جدا لصالح القضية الفلسطينية, وذلك شمل مهاجمة الفيلم من جانب الحكومة الإسرائيلية والمسئولين فيها بالإضافة إلي تيارات الإعلام الإسرائيلي, والذين لم يتورعوا عن التحرش بمخرجته وتهديدها مع سائر فريق العمل… هنا يتمثل دوركم في تسجيل المقاومة الواجبة لهذا العبث والإرهاب للوقوف صفا واحدا أمام محاولة تحطيم هذا العمل الشجاع وما أنجزه في مجال تسليط الضوء علي الواقع التاريخي الحقيقي المعاش للفلسطينيين.. اذهبوا سجلوا موقفكم المناصر للفيلم علي سائر وسائط التواصل.. ذلك هو التحدي الحتمي لما يجب أن تفعلوه للحيلولة دون فوز الإسرائيليين بهذه المعركة… الإنجاز العظيم لهذا العمل هو إطلاقه عبر القنوات والدوائر الغربية ليفجر ردود الأفعال المتباينة بين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية وبين من تفضحهم وتدينهم أحداثه… اذهبوا الآن لتسجيل موقفكم منه.
** لماذا قامت حماس بهجومها في أكتوبر الماضي؟… تقارير الإعلام الأمريكي تكاد لا تذكر أبدا أن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي حيث يقوم الجنود الإسرائيليون يوميا باجتياح البلدات والقري الفلسطينية واختطاف الرجال والنساء والأطفال وضربهم وتهديد حياتهم والتحكم في تحركاتهم وانتقالاتهم… تقريبا كل أسبوع تقوم القوات الإسرائيلية بهدم المنازل الفلسطينية وتدمير المحاصيل ومصادرة الأراضي والقصف والقتل.. وفي حين تهرع وسائل الإعلام الأمريكية لتغطية وفيات الإسرائيليين في هذا الصراع, إلا أنها عادة ما تتجاهل الوفيات الفلسطينية التي تحدث بمعدلات أكثر جدا من نظيرتها علي الجانب الآخر.. كما تقوم بالتركيز علي الهجمات الصاروخية التي تطلق من غزة علي المستوطنات الإسرائيلية بينما نادرا ما تذكر التقارير نفسها أن تلك الهجمات إنما جاءت ردا علي العنف الإسرائيلي وإنها إذا كانت أسفرت عن مقتل نحو 30 إسرائيليا فهناك أكثر من 4000 فلسطيني قتلوا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية… كما أن وكالات الأخبار الأمريكية لا تنشر أبدا أي شيء عن تاريخ الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي أو عن حصول اللوبي الإسرائيلي علي أكثر من عشرة ملايين دولار يوميا من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
إليكم نبذة عن كيف تسير الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة ـ وتجدر الإشارة إلي أنه بموجب أحكام القانون الدولي هذه هي الأراضي الفلسطينية المحتلة التي لا تعد جزءا من إسرائيل ـ الجنود الإسرائيليون يغزون الأراضي الفلسطينية, ومن يعترضون طريقهم من الفلسطينيين يتعرضون للضرب والترويع والإصابة والاختطاف يوميا… هؤلاء فلسطينيون يقاومون مصادرة منازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم من قبل دولة أجنبية, ويشاركون في احتجاجات سلمية غير مسلحة ضد جيش أجنبي يقوم بتدمير سبل معيشتهم وهدم بيوتهم… منذ حرب الأيام الستة عام 1967 ثم هدم ما يقرب من 50 ألف منزل فلسطيني تقول إسرائيل بأنها تقع علي مقربة من السياج العازل ويمثل خطرا علي الأمن ويتوجب هدمها… وعلي جانب آخر أسفرت الغارات الإسرائيلية عن تدمير وقصف 116 ألف منزل و216 مدرسة و67 مستشفي وعيادة… والحصيلة أن هناك ما يقرب من مليوني رجل وامرأة وطفل فلسطيني محاصرين في غزة فيما أطلق عليه أكبر سجن في العالم.