مصر وأوروبا تدفعان ثمن عسكرة البحر
مصر وأوروبا تدفعان ثمن عسكرة البحر
يوما بعد يوم تتزايد أخطار تصعيد الصراع وتوسيع رقعة الحرب من منطقة البحر الأحمر وباب المندب وتأثيره في التجارة الدولية جراء اضطراب الملاحة التجارية عبر البحر الأحمر والمرفق الملاحي التجاري المهم قناة السويس, ودول كثيرة قريبة وبعيدة تدفع الثمن في عسكرة البحر, وليست مصر في منأي عن ذلك, يصرخ المجتمع الدولي جراء الاعتداءات الحوثية المتكررة علي الملاحة الدولية, وما يترتب عنها من تعطيل التجارة الدولية ورفع أسعارها علي مستوي العالم بأكثر من 30% نتيحة كلفة الشحن والنقل عبر رأس الرجاء الصالح, أدت الهجمات التي يشنها الحوثيون المتحالفون مع إيران, والتي تلعب وتعبث بأمن التجارة البحرية العالمية, حيث بدأ التجار في مصر في رفع الأسعار تحججا في ارتفاع تكلفة النقل والشحن, وبات المواطن بين قوسين أو أدني, يقلل من فاتورة استهلاكه بصورة باتت صعبة أو يتوقف عن شراء كل ما يرتفع سعره, ناهيك عن ارتفاع أسعار الدولار في السوق الموازية, والذي يؤدي إلي ارتفاع حتي حزمة الجرجير تبريرا لارتفاع الأخضر في السوق, ولكن المخاوف الحالية من توسيع رقعة الحرب إلي منطقة آسيا, يزيد من ارتفاع التضخم وكافة الأعباء علي المستهلكين والدول, فالوضع المتأزم الذي نعيشه بسبب ارتفاع أعباء الديون, يؤدي إلي ضبابية المستقبل وشبح البطالة الذي يلوح في الأفق, إلا أن جميعها يصب في مصلحة اللاعبين وتجار الحروب الذين يستفيدون من الحروب والأوضاع, فبالنسبة إلي اقتصاد أوروبا الذي يقف علي حافة ركود بسيط ويحاول كبح التضخم المرتفع, إن تعطلت التجارة لفترة طويلة, ستحمل الشركات المستهلكين أي تكلفة جراء تحويل مسار الشحن, رغم وجود مخزون عند غالبية الشركات والتجار يمكن أن يستوعب أي صدمات في الاستيراد, ولكن سرعة التجار في مصر باستغلال الوضع وتحقيق أكبر قدر من الأرباح برفع الأسعار تخوفا من الزيادة خلال الشهور المقبلة نتيجة ارتفاع أسعار الشحن والنقل سيؤدي للتضخم الرهيب في مصر ودول كثيرة ستدفع ثمن تلك الصراعات, وبذلك ترتفع نسبة الفقر وتزداد نسب أغنياء الحروب والصراعات, وكانت قدرت وكالة موديز للتصنيفات الأسبوع الماضي في تقرير لها أن السيناريو الأساسي حتي الآن أن يبقي الصراع محصورا في قطاع غزة مع اشتباكات محدودة بين إسرائيل والقوي المدعومة من إيران مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن, إلا أنه مع التطورات الأخيرة, زادت احتمالات أن تؤدي أية حسابات خاطئة إلي اندلاع صراع أوسع علي جبهات عدة في الشرق الأوسط, وهو السيناريو الذي يعني مزيدا من التقيدات الدولية والأضرار علي اقتصادات المنطقة والاقتصاد العالمي, يضر ذلك أكثر الأعمال والشركات وأيضا بالمستهلكين مع تحميل الزياة في كلفة الشحن علي الأسعار النهائية للسلع والبضائع, وبحسب التقرير سيكون الضرر الأكبر علي دول أوروبا ومصر.
[email protected]