أصبح السلطان إبراهيم إسكندر، ملك ماليزيا، وهو نصف بريطانى، ويبلغ من العمر 65 عاما، وتم تتويجه رئيسًا للدولة، بموجب نظامها الملكى التناوبى الفريد الذى يمنح حكام تسع ولايات ماليزية فرصة التناوب على تولى السلطة لمدة خمس سنوات.
ويُعرف السلطان الآن باسم يانج دى بيرتوان أجونج، أو "من أصبح سيدًا"، ويفتخر بملكية تقدر قيمتها بنحو 4.5 مليار جنيه إسترلينى، لكن يُعتقد أن ثروته الحقيقية أكبر بكثير، وفقا لصحيفة ديلى ميل البريطانية.
ويرجع الفضل فى ثروته جزئيًا إلى إمبراطوريته التجارية الواسعة التى تتراوح من العقارات إلى الاتصالات ومحطات الطاقة، ناهيك عن حيازاته الضخمة فى العقارات وحصصه فى العديد من الشركات الأخرى، ولا ينافس أسطوله من الطائرات الخاصة سوى مجموعته المكونة من نحو 300 سيارة فاخرة، بما فى ذلك سيارة قيل إنها كانت هدية من أدولف هتلر، الذى كان على علاقة وثيقة بأحد أسلافه.
أدى الإبراهيم حاكم ولاية جوهور اليمين الدستورية فى القصر الملكى فى مراسم شهدتها عائلات ملكية أخرى ورئيس الوزراء أنور إبراهيم وعضو مجلس الوزراء، الأربعاء، ودور الملك فى ماليزيا شرفى إلى حد كبير، حيث أن السلطة الإدارية منوطة برئيس الوزراء والبرلمان، لكن الملك هو الرئيس الأسمى للحكومة والقوات المسلحة، ويحظى بتقدير كبير باعتباره حامى الإسلام والتقاليد الماليزية.
ملك ماليزيا الجديد على دراجته النارية
وتتطلب جميع القوانين وتعيينات مجلس الوزراء وحل البرلمان لإجراء انتخابات عامة موافقته، كما يتمتع الملك بسلطة إعلان حالة الطوارئ والعفو عن المجرمين، وفى الوقت نفسه، أوضح السلطان إبراهيم نواياه فى كبح جماح المشرعين وتحقيق الاستقرار فى دولة تعتبر سياساتها غير مستقرة تاريخيًا، حيث يتنافس أكثر من 20 حزبًا على السيطرة.
خلف الملك الجديد السلطان عبد الله سلطان أحمد شاه من ولاية باهانج، الذى ترأس فترة مضطربة شملت عمليات إغلاق بسبب فيروس كورونا وانهيار حكومتين، واضطر عبد الله للتدخل ثلاث مرات فى الماضى لتحديد من سيصبح رئيسًا للوزراء، مرتين بعد انهيار الحكومة، وآخرها فى نوفمبر 2022 عندما أدت الانتخابات إلى برلمان معلق.
وقد أشار السلطان إبراهيم إلى أنه سيحافظ على هذا النهج العملى، وقال فى مقابلة مع صحيفة سنغافورة ستريتس تايمز نشرت الشهر الماضى أنه لا يريد أن يضيع خمس سنوات على العرش "كملك دمية"، وسيركز على تعميق الوحدة فى البلاد أثناء مكافحة الفساد السياسي.
ويعتقد أن السلطان إبراهيم سيسعى إلى تعزيز حكم رئيس الوزراء الحالى أنور، الذى أصدر العاهل السابق محمد الخامس عفوا عنه فى عام 2018 بعد سجنه بتهم الفساد التى يقول إنها ذات دوافع سياسية.
يتحدث السلطان أيضًا بصوت عالٍ عن قضايا الرعاية الاجتماعية ويقوم برحلات سنوية على دراجته النارية للقاء الناس فى ولايته، ويقيم العيادات والمسيرات للاستماع إلى اهتمامات ورغبات شعبه، لكن تركيزه على كفاح فقراء ماليزيا يقترن غالبا بثروته الهائلة، وهو أمر ليس لدى السلطان إبراهيم أى تحفظات بشأن التباهى به.
وسافر الملك من جوهور لحضور الحفل الذى أقيم يوم الأربعاء فى العاصمة كوالالمبور على متن طائرة بوينج 737 باللونين الذهبى والأزرق، وهى مجرد واحدة من عدة طائرات خاصة تحت قيادته.
وقد أثارت المكانة التجارية البارزة للسلطان، بما فى ذلك حصة فى مشروع تطوير فورست سيتى الذى تبلغ قيمته مليارات الدولارات فى جوهور مع شركة التطوير الصينية المحاصرة كانترى جاردن، الدهشة وسط مخاوف من احتمال تضارب المصالح.
ودعا السلطان علنًا إلى إنشاء منطقة اقتصادية خاصة بين جوهور وسنغافورة المجاورة لتعزيز العلاقات، وقال العام الماضى أنه يعتزم إحياء مشروع السكك الحديدية عالية السرعة المتوقف بين ماليزيا وسنغافورة، وقال أيضًا أنه يريد من رئيس لجنة مكافحة الفساد الماليزية وشركة الطاقة المملوكة للدولة بتروناس أن يقدم تقاريره إليه مباشرة، بدلًا من رئيس الوزراء.
لكنه دافع بقوة عن تعاملاته التجارية، وقال ساخرا أنه يتعين عليه "كسب لقمة العيش، مثل الماليزيين العاديين" لأنه لا يستطيع الاعتماد على مخصصاته الشهرية التى تبلغ 27 ألف رينغيت (4500 جنيه استرليني) من الدولة.
وقال السلطان فى مقابلة مع وسائل الإعلام المحلية فى عام 2015: "إذا نظرت إلى تاريخ عائلة جوهور المالكة، فقد كنا منخرطين فى الأعمال التجارية منذ أيام جدى الأكبر"، وتابع :"لم أحاول أبدًا إخفاء تعاملاتى التجارية باستخدام الوكلاء، كما يفعل بعض الأشخاص، أنا منفتح وشفاف".
